هل يستجيب المجتمع الدولي لمناشدة السيسي لمحاربة الإرهاب؟
أخبار مصرية | مصراوى
السبت ٢٧ مايو ٢٠١٧
في الوقت الذي تتابع فيه الحوادث الإرهابية في مصر واحدة تلو الأخرى، تأتي مناشدات الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاباته الأخيرة للمجتمع الدولي بالتعاون من أجل القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، لترسم خارطة طريق عالمية لمواجهة المنظمات الإرهابية في كل الدول، فهل يستجيب العالم لهذه الدعوة؟ وجاءت دعوة الرئيس السيسي الأخيرة، بعد ساعات من مهاجمة إرهابيين 3 حافلات تقل أقباطا، في الطريق المؤدي لدير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة بالمنيا، ما أسفر عن سقوط 28 شهيدا و25 مصابا.
يقول محمد حسين استاذ العلاقات الدولية: لابد من تعاون جميع الدول لمحاربة الإرهاب لأنه لن تستطيع دولة محاربة الإرهاب بشكل فردي، مطالبا الولايات المتحدة الأمريكية بأخذ مواقف جادة في محاربة الإرهاب وألا تكتفي بترديد عبارات في الخطابات فقط، وأن يتم العمل على تجفيف الإرهاب من منابعه.
وأوضح أن استجابة العالم لهذه المناشدة تتوقف على استقرار الحكومات بالداخل والنوايا الصادقة لدي هذه الدول، مشددا على أنه يجب على الغرب أن يقوم بواجبه ويوقف توريد الأسلحة التي يتم تمويل داعش والمنظمات الإرهابية بها وإيقاف مراكز تدريبهم ومحاصرة مصادر تمويلهم، لأن ذلك سيؤثر على الدول الغربية فيما بعد وليس العربية فقط .
وتابع: "مفيش في إيدينا حاجة أكتر من كدا، وعلى العالم الغربي أن يستمع وينفذ، وأن يقدم المساعدات لمصر في حربها ضد الإرهاب، عبر منحها أجهزة متطورة لضبط الحدود وكشف المفرقعات ورصد مناطق تجمع الإرهابين".
وأكد أن هناك طرق لتجفيف منابع الإرهاب على الولايات المتحدة اتباعها، أهمها طرد كل من يصنفون كإرهابيين وغلق جميع قنواتهم وشركاتهم، وقال: من الممكن أن يتقدم نواب الحزب الجمهورية بمشروع قانون للكونجرس لمكافحة الإرهاب، يهدف لمحاصرة الدول التي ترعي الإرهاب.
وأكد الرئيس السيسي أمس في خطاب التعزية في ضحايا حادث المنيا أن مصر أطلقت استراتيجية لمكافحة الإرهاب في مصر والعالم خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأخيرة فى الرياض، إذا ما طبقها المجتمع الدولي ستتم هزيمة الإرهاب، مشدداً على ضرورة معاقبة الدول التي تدعم الارهاب وتمول التنظيمات الارهابية بالسلاح والمقاتلين أو توفر التدريب لهم، وذلك دون مجاملة أو مصالحة معهم.
ووجه الرئيس رسالة إلى الرئيس الامريكي "ترامب"، مؤكداً ثقته فيه وفي أن مكافحة الارهاب تمثل أولوية له، ومشيراً إلى قدرته على تحقيق ذلك بالتعاون مع كافة الدول المحبة للإنسانية والسلام.
وقال عمار علي حسن أستاذ العلوم السياسية، إن مشكلة المجتمع الدولي أنه ليس هناك اتفاق بينهم على تعريف الإرهاب ولا على تحديد الجماعات المصنفة كمنظمات إرهابية، كما أن المجتمع الدولي جزء منه يستخدم التنظيمات الإرهابية لتحقيق مصالحه على المستوى الرسمي، أما على المستوى غير الرسمي، فهناك من يستفيدون من الإرهاب في مجال تهريب النفط والآثار والعملة.
وأكد أن تضارب المصالح بين الدول هو الذي يُغذي التنظيمات الإرهابية ويجعل لها منفذاً، رغم الحديث دائماً عن ضرورة التصدي لها، وقال إن الدعوة للتكاتف والتنسيق هي دعوة ضرورية ومطلوبة واعتقد ان الكثيرين بدأوا في فهم ذلك بعد أن أحرق الإرهاب أصابع من مدوا أيديهم إليه، حيث نجد أن العمليات الإرهابية لا تستثني أحدا في الشرق والغرب فبات الكل معنياً بمواجهة الإرهاب وهذا هو ما يعول عليه.
وحدد الرئيس استراتيجية مصر في محاربة الإرهاب بكلمته في القمة العربية اﻷمريكية اﻹسلامية، في أربع نقاط هي؛ مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز فلا مجال لاختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين، والمواجهة الشاملة مع الإرهاب في كافة أبعاده فيما يتصل بالتمويل والتسليح والدعم السياسي والأيديولوجي، والقضاء على قدرة تنظيماته على تجنيد مقاتلين جدد، وملء الفراغ الذي ينمو وينتشر فيه الإرهاب وهو ما يستلزم بذل كل الجهد من أجل استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية في العالم العربي ويرى اللواء محمد علي الخبير العسكري، أن المجتمع الدولي ينظر إلى الإرهاب كلاً حسب رؤيته الخاصة، حيث أن استجابتهم لتطبيق هذه الاستراتيجية ستكون وفقاً للاستراتيجية الخاصة بكل دولة وطبقاً لمصلحتها.
وأشار إلى أن خطاب الرئيس أكد أنه لا تمييز بين المنظمات الإرهابية وأن كل من يحمل السلاح يجب محاربته كمنظمات ارهابية، وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع العالم في "خانة اليك" لأنه إذا لم تستجيب الدول لذلك، سيطالهم الإرهاب بالخارج.