الأقباط متحدون - لم تعد كلمة ولكن نهج
  • ٠١:٠٦
  • الأحد , ٢٨ مايو ٢٠١٧
English version

لم تعد كلمة ولكن نهج

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٦: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ٢٨ مايو ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
د. مينا ملاك عازر
استشهاد العشرات وإصابة مثلهم من المصريين لهويتهم الدينية لأمر مفجع لاجدال، ولكن مسيحيو مصر اعتادوه في الآونة الأخيرة، فبعد أن كانت الأمور تجري منذ الزاوية الحمراء والكشح وغيرها بسمع وبصر الدولة وصمت ومواراة وتبرئة للجناة، الاختلاف الآن أنه بعد أن كان الاستهداف يجري لسبب ديني أصبح الآن سببينأصبح ديني وسياسي، فمنفذي الضربات يعرفون وهم في ذلك محقين أن ضربهم لهذه الطائفة يوجع عظم النظام المصري، فيأتي الاختلاف الثاني أن الاستهداف لم يعد بسماح وقبول الدولة، ولكن بالرغم منها أو لتقصير بعض عناصرها وأجهزتها، فترد الدولة، فكما فعلتالدولة في حالة شهداء ليبيا هكذا أيضاً تفعل الآن في حالة شهداء المنيا.
 
أعترف أن الدولة لم تزل للآن تتواطء وتتخاذل أمام مواجهة إرهابيين يرفضون بناء الكنائس في القرى،وتتوافق معهم، وتتحالف معهم، وربما تتفق معهم، لكن عمليات القتل والتفجير لم تعد برضا الدولة، ربما عزيزي القارئ، أن الدولة من الزاوية الحمراء وحتى وقتنا هذا تقبل بأن يحدث الإرهاب من الداخل أي داخل القرية ولا يحدث الاستهداف من الخارج سواء خارج القرية أو خارج الدولة بتخطيط خارجي ومخابراتي بدليل صمت الدولة على تعرية سيدة الكرم، وعمليات رفض بناء الكنائس، ولم تخرج طائرات أو ما يقوم بدورها لتنفيذ ضربات ضد معسكرات الإرهابيين كما فعلت  قواتنا الجوية حيال معسكرات الإرهابيين في ليبيا.
 
أتفهم تماماً، أنه لم يكن من الممكن استهداف المعسكرات التي يتدرب بها الإرهابيين بليبيا ما لم تعتدي علينا لكي يكون المجتمع الدولي كله بجوارنا، لكننا أيضاً في هذه الحالة لم نقم على من ضربناهم الحجة والأدلة بأنهم المتورطون، اللهم إلا إذا لدينا المعلومات كتلك المعلومات التي توافرت للسفارة الأمريكية التي أكدت على ضرورة أن يحترس رعايا بلادها في مصر لأن ثمة عمل ما سيحدث، فلم تنسق مع أجهزتنا، وهنا أتفهم توجيه الرسالة للرئيس الأمريكي على لسان الرئيس المصري ليحثه على مشاركتنا حرب الإرهاب.
 
وعلى ذكر الرئيس الأمريكي وحرب الإرهاب، أود أن أشير أنه ربما لأنها كانت الأقوى، والأكثر تهديفاً واستهدافاً لكبد الحقيقة، وإصابة نقاط الإرهاب فيمقتل عنكلمة الرئيس السيسي في القمة الإسلاميةالأمريكية أتحدث، أقول ربما لأنها كانت هكذا، كان الرد الإرهابي على أرض الواقع في مصر باستهداف أضعف نقاط الأمة المصرية تأميناً، وهم الأقباط لأن ما يحدث لهم يكون أكثر تسبباً للألم للنظام، وأكثر شعور بالوجع بتكرار الاستهداف، ليس لدي ما أجزم به أن التخطيط للعملية وتنفيذها جاء على إثر الكلمة، لكن المشهد الأولي يوحي بهذا، وإن سملنا أن التخطيط سابق للكلمة أستطيع أن أقول الكلمة كانت موجعة، بهذه الشاكلة لإدراك ملقيها عظم الخطر، ولقد كان للضربة الجوية الأثر الفعال والفاعل في تحويل كلمة الرئيس السيسي في القمة من كلمة لنهج ستتعامل به الدولة، وتفعيل حقيقي لقرارات القمة، ونقله أهدافها المعلنة والمخطط لها من أمريكا والسعودية من الشرق حيث إيران وسوريا للغرب حيث ليبيا وربما للجنوب حيث السودان، فلم تعد كلمة الرئيس السيسي كلمة لكنها أصبحتنهجاً.
 
المختصرالمفيد أين مجلس مكافحة الإرهاب والتطرف المعلن عنه منذ أكثر من أربعين يوم؟