أنا لست الحاج حمام ولكن
د. مينا ملاك عازر
الاربعاء ٣١ مايو ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
لم يغضب نائب الشعب أبو المعاطي مصطفى من تقريع ولوم الرئيس له، لم ينزعج من استهانته به عندما سأله أنت مين؟وإزاي تقول كده؟ أنت دارس اللي بتقوله؟ أنت عارف بتقول إيه؟ أنت فاكر إنك لما تقول أدام الناس حاقول لك أيوه، الرئيس لا يقول أيوه إلا لمن يعرفهم، ويعرف هما مين؟ ويكون منسق معهم، الرئيس لا يقبل النقاش فيما هو معلوم بالضرورة من الثوابت الوطنية، فلم يقبل مناقشة أحد النواب من قبل إبان أزمة تيران وصنافير، وقال أنا مش جاي أناقشكم، وقام وأنهى الجلسة، المرة دي مش عاجبه كلام الشعب ومطالباته، الراجل مش فاهم إنه لازم يبقى دارس ومعروف حايقول إيه قبل ما يقوله.
خطأ نائب الشعب أنه صدق ما جرى بين الرئيس وبين الحاج حمام، صدق أنه ارتجالي وفجائي، ولم يكن مرتب، فقال نجرب يمكن أبقى الحاج حمام وجه بحري، وعلى الأقل أنا أقوى منه، ولي حصانتي، ومختار من الشعب، لم يفهم أن الحصانة زائلة ويمكن أن تسحب كما مُنِحت، وله في النائب السادات وعكاشة أسوة حسنة، وله في حجبها عن النائب الشبكي أسوة حسنة، لعله يعتبر، لكنه لم يعتبر لم يفهم أن اختيارات الشعب زائلة ولا قيمة لها، المهم أن تكون مختار ممن اختاروا الحاج حمام ليمثل الشعب، مع أن النائب ومعظم النواب وصلوا لما هم عليه باختيارات علوية لكن لا يجب أن يتخطوا حدودهم، وإن فعلوها يجب أن يكون ذلك بحدود وتوجيهات أيضاً علوية.
أنت مين؟ قالها الرئيس، وأجاب النائب في صدره كاتماً غيظه، أنا لست الحاج حمام ولكن نائب الشعب، وأنقل لسيادتك نبض الشعب، الشعب؟ّ! شعب مين؟ الشعب صابر وراضي بالمشاريع التي أقيمها والتي تتسبب في منع رفع الدخل لهم، والتي تتسبب في كل الأزمات الاقتصادية الحالية والتي سرعان ما ستنتهي، أنت دارس اللي بتقوله!
أنا مش عارف بصراحة، إن كان النائب دارس ولا لا، لكنني أخاله يفكر فيما لو وفرنا عدد من المليارات المدفوعة في واحدة من المشاريع التي دخلناها لاستطعنا رفع الرواتب لأكثر من الضعف،ولحققنا رواج في السوق، أو لو قدمناها للمصانع المتعسرة والمتوقفة لتعود وتعمل لحققنا رواج في السوق الصناعية، وشغلنا أيدي عاملة من شأنها إيجاد سيولة وحركة بيع وشراء، وسترنا بيوتاً تحتاج للستر.
المختصر المفيد لا مكان للخارجين عن النص.