الأقباط متحدون - آبائى الأكليروس عفواً
  • ١٦:٠٣
  • الاربعاء , ٣١ مايو ٢٠١٧
English version

آبائى الأكليروس عفواً

ماجد الراهب

مساحة رأي

٤٣: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ٣١ مايو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ماجد الراهب
منذ أحداث الاغتيالات وإستهداف الكنائس والمسيحين ودأب أباءنا الاكليروس على دغدغه مشاعر الاقباط ومحاولة ترسيخ مفهوم أننا نفرح بقبول الموت وأن المسيحى مخلوق علشان ذلك ونستقبله وإن أمكن بالزغاريط ( وقد حدث بالفعل ) وهناك ترتيلة تستفزنى جدا تقول ( أصل أنا مش من هنا أنا ليا وطن ثانى )

وكأن المسيحى وجد لكى يهان ويتعذب ويقتل وعليه أن يستقبل كل ذلك بفرح وحبور .

آبائى عفوا هذا شئ لم يكن فى تفكير الله ولم ينادى به السيد المسيح ( طبعا سينبرى كثيرون ويمطرونىبآيات تؤيد مقولتهم )

ولكن الله خلقنا لنعمر الارض وليس للاستعداد للموت والا ما هو الهدف من خلقتنا.

أول معجزة صنعها السيد المسيح كانت فى عرس قانا الجليل أى مباركته لسر الزيجة الذى يدعو الى الشركة والتناسل وتأسيس كنائس بإسمه فى كل بيت ( لم يقل أن الدم المسال منكم هو لتأسيس الكنيسة ) .

عندما صنع معجزات الشفاء لكل محتاج كان يريد أن تستمر الحياة بصحه وراحة بال والا كان يتركهم يستقبلون الموت بفرح ويشجعهم على بركة المرض لانها سوف تأهله للموت ، وعندما دعا الاطفال وقال لهم دعوا الاطفال يأتون الى لان مثل هولاء ملكوت السموات ، لم يدعوهم ليعدهملاستقبال الموت بفرح ولكن لكى يوضح أن ملكوت السموات فى داخلكم ولن تحسوا به الا اذا كانت افكاركم مثل الاطفال مقبله على الحياة بريئة مملؤة بالامل خاليه من هموم العالم وكما يطلق عليهم اكليمنضس السكندرى ( الخليقة الجديدة )

السيد المسيح حتى وهو على الصليب كان يفكر فى والدته العذراء وكيف يضمن لها حياة كريمة فأوصى القديس يوحنا أن يأخذها عنده ولم يشجعها على التقدم والتضحيها بنفسها .

آبائى الاكليروس عفوا فرق كبير بين غرس مفهوم أننا ليس لنا وطن سوى السماء وبين أن نغرس فيهم قيمة الحياة وقيمة الوطن الذى نعيش فيه ونعمره ونحوله لملكوت كما نقول فى الصلاة الربانية ( كما فى السماء كذلك على الارض ).

السيد المسيح عندما قال أنتم ملح الارض وأنتم نور العالم كان يبث فينا روح التعايش والمشاركة والانتماء لأنالملح يعطى للحياة طعم وننير العالم بسلوكنا وتحضرنا وحماسنا لحياة متجددة يستنير العالم بوجودنا فيه وليس بتجهيز اكفاننا .

أرجوكم نحن نحتاج الى تجديد الخطاب الدينى والدعوة الى مطالبة كل المسيحييين بحقوقهم المشروعة فى وطن يمتلكون هويته يدافعون عنه ويدافعون عن تواجدهم فيه بكل كرامة المواطنة وبكل ما أقره الدستور والقانون والاعراف .

إن ترسيخ هذا الفكر هو الهدف الذى يسعى إليه أعداء الوطن وأعداء الانسانية وأصحاب الفكر الارهاربى الذى يحاول فرض حالة من اليأس والاحباط والانسحاب من المشاركه فى الوطن حتى يسهل  لهم الانقضاض عليه وتمزيقة ونحن بدون أن نعلم نساعدهم ونمهد لهم الطريق لتنفيذ ذلك .

وأخيرا هل تعلمون لماذا ترك القتله بعض الاطفال والكبار أحياء ولم يقتلوهم بالرغم من سهولة قتل الجميع ؟

تركهوم لكى يكونوا شهودا على ما حدث وأنهم طلبوا منهم النطق بالشهادتين وهم تمسكوا بأيمانهم المسيحى فتم القتل .

هذا هو فكرهم الدنس ومخططهم الدنيء أن يضعوا مزيدا من الزيت على النار حتى يصلوا الى هدفهم بتمزيقالقماشة القباطى وخلق حالة من الكراهية المتبادلة بين المصريين .

 أبائى الاكليروس عفوا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع