الأقباط متحدون - اليوبيل الذهبي لحرب 5 يونيو 67
  • ١٣:٤٠
  • الاربعاء , ٣١ مايو ٢٠١٧
English version

اليوبيل الذهبي لحرب 5 يونيو 67

د. ممدوح حليم

مساحة رأي

٣٠: ٠٣ م +02:00 EET

الاربعاء ٣١ مايو ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

    (4) شخصية عبد الناصر

   د. ممدوح حليم

   كان الرئيس عبد الناصر زعيما وطنيا مخلصا متطلعا إلى إسعاد الفقراء والطبقة المتوسطة، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير.على أنه كان محبا بشراهة للزعامة معتقدا أنه يستطيع تغيير العالم مثلما غير مصر. يؤخذ عليه عدم تقديره لموازين القوى الدولية بصورة جيدة واندفاعه، وأنه كان يرى في نفسه وفي مكانة مصر وإمكاناتها ما يفوق الواقع بكثير.
 
   ظن عبد الناصر أن دخول مصر حرب 67 سيكون نزهة وسينتهي بمزيد من الزعامة والشعبية مثلما حدث في حرب 56، لكن الأمور انتهت خلاف ذلك تماما فقد انتهى مشروعه الوطني والقومي بهذه الحرب المشئومة.

   كان النظام الملكي في الأردن والسعودية يحثان عبد الناصر عبر الإعلام لكي يخوض الحرب وكانا يعيرانه أنه يحتمي خلف قوات الأمم المتحدة لكي لا يحارب إسرائيل، ابتلع عبد الناصر الطعم وطرد قوات الأمم المتحدة ، فوقعت الكارثة. كانت الملكية الأردنية والسعودية ترتعد من عبد الناصر الذي كان يسعى لتصدير الثورة إليهما وكان كثيرا ما يتناولهما بالسلب وبالذم عبر خطبه. لقد استغلا اندفاعه وعدم تقديره للأمور بصورة جيدة لكي يدخل الحرب ويسقط نظامه.
 
   كان الرئيس عبد الناصر حسن النية يصدق من حوله بسهولة  ويثق فيهم ،فقد نقل السادات نائبه عن مسئولين سوفيت أن هناك حشودا  إسرائيلية على الحدود السورية ، وقد ثبت فيما بعد أن هذا الكلام غير دقيق، هل خدع الروس مصر ؟ لا أعتقد أن الروس يفعلون ذلك فتاريخهم مع مصر مشرف. هل خدع السادات عبد الناصر ؟ ربما ، لم يكن السادات سهلا وعلاقته بعبد الناصر والأمريكان غامضة ، وقد وصل الأمر إلى تلميح الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إلى احتمال تورطه في اغتيال عبد الناصر دون أن يؤكد أو نؤكد نحن هذا الاتهام.

    وكانت قبل ذلك هناك تحرشات بين سوريا وإسرائيل، وكانت الأردن والسعودية يتهمون عبد الناصر بالتقاعس عن حماية سوريا مستغلين اندفاعه وشهامته وحبه للزعامة وعدم تقديره للأمور لكي يحارب إسرائيل فيهزم ويتخلصون من مشروعه الثوري، وقد كان لهم ما تمنوا.