الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..وفاة الصحفي المصري فتحي الرملي
  • ١٩:١٣
  • الجمعة , ٢ يونيو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم..وفاة الصحفي المصري فتحي الرملي

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٥: ٠٩ ص +03:00 EEST

الجمعة ٢ يونيو ٢٠١٧

الصحفي المصري فتحي الرملي
الصحفي المصري فتحي الرملي

فى مثل هذا اليوم 2يونيو 1977م..

سامح جميل

كان فتحى الرملى، أشهر وأعمق كاتب يسارى ليبرالى والد السيناريست المشهور لينين الرملى.. كان يخرج فتحى الرملى من السجن ليعود إليه بعد أسابيع
أو على الأكثر أشهر
تزوج فتحى الرملى وهو مسجون.. كيف؟ كان يتلقى بعض المأكولات والكتب والصحف من الخارج دون أن يعرف من المرسل؟ ثم أصر أن يكتشف هذا الذى يشفق على وحدته داخل السجن.. وأخيراً التقى بفتاة جميلة رشيقة فى عز شبابها مثقفة لأبعد الحدود قرأت كل مقالاته وكتبه.. فكان الحب الرائع.. إلى أن انتهزا خروجه من السجن وخوفا من العودة السريعة إليه تزوجها فى فندق البسفور «إذا لم تخونى الذاكرة الذى كان فى محطة مصر بجوار السجن خوفاً من العودة السريعة إلى السجن!»..

كان سجن الأجانب عبارة عن فيلا ضخمة أنيقة مفروشة بأثاث جميل‏,‏ بها حجرات نوم كاملة‏,‏ ونوافذ عادية تطل علي الشوارع والميادين‏,‏ ومطبخ محترم ووجبات غذائية لا تقل عن أي مطعم‏,‏ والزيارة مفتوحة في أي وقت في حجرات استقبال مثل صالونات البيوت العادية‏,‏ ويكفي أن تعرف أن السجن كله كان مفروشا بالسجاد‏,‏ حتي السلالم عليها مشايات حمراء جميلة‏.‏

وقد دخل هذا السجن معظم الصحفيين الكبار‏,‏ ورجال السياسة‏,‏ وكان الزبون الدائم فيه المرحوم فتحي الرملي اليساري الحقيقي‏,‏ والد لينين الرملي حتي إن المرحوم فتحي الرملي تعرف علي زوجته من خلال هذا السجن المخصص للرجال فقط‏..‏ ثم تزوج بسرعة في كافتيريا البسفور التي كانت مشهورة زمان في ميدان المحطة علي بعد خطوات من السجن‏,‏ وذلك بمجرد أن تم الإفراج عنه‏..‏ وحينما سئل عن سبب الاستعجال قال لأنه سيعود قريبا إلي السجن مع أول مقال له‏!!!.‏

وكان ينافسه في الأرقام القياسية في السجن المرحوم أستاذنا الكبير محمد مندور‏,‏ وفي هذا السجن قضي عباس محمود العقاد مدة عقوبة بتهمة سب الذات الملكية‏,‏ حينما كتب مقالا يقول فيه إنه سيحطم أكبر رأس في هذا البلد‏..

في الليلة السابقة لإصدار قانون الإصلاح الزراعي الذى صدر فى 9سبتمبر 1952، قرر مجلس قيادة ثورة ١٩٥٢ ، إعتقال كل باشوات مصر من أصحاب الإقطاعيات الزراعية الضخمة . وإيداعهم أغرب سجن أقيم في مصر . وإختفي من التاريخ المصري بعد عام١٩٥٤. صدر القانون ٩ سبتمبر ١٩٥٢ أي بعد إنفجار الثورة بنحو ٤٥ يوم .

وشملت الإعتقالات نحو ٢٤٥ باشا . ولم تستثني الإعتقالات باشاوات الصعيد الأقوياء والمسلحين من صالح لملموم باشا ، أو الباشاوات الطيبين وغير المسلحين مثل البدراوي عاشور وفؤاد سراج الدين ..
وظل الباشوات في السجن نحو ٦ شهور . وبدأ الإفراج عنهم تدريجيا بعد أن بدأ زعماء الثورة في تسليم الأراضي المصادرة الي الفلاحين المعدمين . ويذكر أن السادات قضى فى هذا السجن 30 شهر وانه كتب يومياته فى هذا السجن ..

كما يذكر أيضا فتحي رضوان فيلسوف الثورة فتحي رضوان كان نزيلا بهذا السجن ، وتم الإفراج عنه بعد يوم واحد من قيام الثورة ، وتم إختياره وزيرا للإرشاد القومي في أول وزارة شكلها اللواء محمد نجيب . يصف الكاتب عبد الرحمن فهمي هذا السجن قائلا : كان سجن الأجانب عبارة عن فيلا ضخمة أنيقة مفروشة بأثاث جميل‏,‏ بها حجرات نوم كاملة‏,‏ ونوافذ عادية تطل علي الشوارع والميادين‏ .ومطبخ محترم ووجبات غذائية لا تقل عن أي مطعم‏,‏ والزيارة مفتوحة في أي وقت في حجرات استقبال مثل صالونات البيوت العادية‏,‏ ويكفي أن تعرف أن السجن كله كان مفروشا بالسجاد‏,‏ حتي السلالم عليها مشايات حمراء جميلة‏.‏ يقع هذا السجن في ميدان باب الحديد وفي مواجهة شارع الجمهورية حاليا .

ويبدو أن معالم السجن إنتهت تماما . وقد دخل هذا السجن معظم الصحفيين الكبار‏,‏ ورجال السياسة‏,‏ وكان الزبون الدائم فيه المرحوم فتحي الرملي اليساري الحقيقي‏,‏ والد لينين الرملي حتي إن المرحوم فتحي الرملي تعرف علي زوجته من خلال هذا السجن المخصص للرجال فقط‏..‏..!!