- حزب الأخوان يحرم الأقباط الترشح للرئاسة.. وعبد الفتاح: الإخوان لم يستوعبوا ما حققته الثورة!
- مايكل منير: المصريون بالخارج في غاية السخط من لجنة التعديلات الدستورية
- كامل يشكو استبعاد التكتلات القبطية من ائتلاف شباب الثورة
- انفلات أمني بـ"سوهاج"وتغيير رؤساء المحليات
- د. "أحمد جويلي": أخذت قرار الترشُّح للرئاسة والتيارات الليبرالية ستساندني
جمال مبارك ترك أباه يواجه غضب الشعب وحده
لُقِّب كلاهما بالوريث، في النسختين المصرية والليبية، الأول تم تصعيده سياسيًّا حتى أصبح الرجل الثاني في الحزب الوطني الذي كان حاكمًا في عصر مبارك، وأصبح بين عشية وضحاها، أمين سياسات البلاد، والثاني أسس جمعية "ليبيا الغد" وأعلن في منتصف 2009 عدم اشتغاله بالسياسة، ثم تراجع عن موقفه وحاول تجميل وجه بلاده أمام الغرب فسعى في مصالحة تاريخية بين والده وبعض الدول الأوروبية، كان جمال مبارك قد أسس في عام 1997 جمعية "جيل المستقبل"
ليعمل بين الشباب، بوجه مدني قريب من الساحة السياسية، وبين محاولة الوريث المصري في المستقبل، والوريث الليبي بجمعية ليبيا الغد ملامح تضع نقاط اتفاق واختلاف، بين جيل من الوارثين العرب، مهَّد لهما الطريق الملك عبد الله في الأردن، وبشار الأسد في سوريا، ووقتها صرَّح الأب المصري مبارك، باستنكار أن مصر ليست سوريا، وأبعد الأب الليبي معمر القذافي نجله سيف عن العمل السياسي، إلا أن النهايات غير المتشابهة فرضت نفسها بقوة، وفرضت أيضًا المقارنة بين وريثين، الأول جمال الذي ترك والده وحيدًا في مواجهة غضب الشباب المصري، بل وربما كان سببًا مباشرًا في سقوط نظامه، والثاني سيف الإسلام، لم يترك والده وحيدًا بل حمل كل أسلحته للدفاع عن الأب القائد.
الطريقة التي تعامل بها جمال مع والده، كانت تختلف كثيرًا عن طريقة نظيره الوريث الليبي، على المستوى السياسي والاجتماعي ثمة فروق واضحة وقبل الخوض في التفاصيل والخلفيات، فلم يتصدَّ جمال (47 سنة) لمنتقدي نظام والده ولو بكلمة بينما خرج سيف القذافي (39 عامًا) للجماهير الليبية عبر التلفزيون ليدافع عن نظام قائد الثورة، وفي الوقت الذي بدأت فيه أركان النظام المصري السابق في الانهيار، ورغم مسؤولية جمال مبارك المباشرة عن حكومة رجال الأعمال، التي يُحاكَم ممثِّلوها الآن في مصر، ورغم أنه كان يشارك في الحكم بشكل مباشر، ورسم مع صديقه أحمد عز سيناريوهات التوريث لمستقبل مصر، وكان مسؤولاً بما يمكن أن نصفه بـ"الغباء السياسي"، عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة نوفمبر 2010 والتي تم تزويرها على مقاس الحزب الحاكم "سابقًا".
سيف القذافي بأول ظهور من بداية الثورة الليبية
لم يجرؤ أمين السياسات بالحزب الوطني، على إجراء خطاب واحد يدافع به عن سياسات البلاد التي أودت بنظام والده، بل ورسمت كواليس العائلة الرئاسية السابقة، ملامح تلاسانت رجح مقربون حدوثها عقب ثورة الغضب ذات النكهة الينايرية، بين الأب مبارك "الحاكم" وبين "الابن الضال" الذي بدا متورطًا في أذية مباشرة لتاريخ مبارك العسكري، الذي أكسبه جماهيرية شعبية على مدى ما يقرب من 20 عامًا حتى تدخلت الأم (السيدة الأولى) لدعم موقف "الوريث" المرتقب، وكانت الملاسنات تدور في فلك نقمة الأب على ابنه الذي شوه سمعته منذ تدخله رسميًّا في الحكم، وبشهادة أحد مديري مكتب مبارك الذي كان يرفع نسختين من التقارير الإعلامية إلى الرئيس وولده جمال، الوريث!
في المقابل نجد سيف القذافي، نجل الزعيم الليبي، داعمًا لنظام والده، متحليًا بشجاعة دبلوماسية جعلته يسبق والده في الحديث مع الشباب الليبي الغاضب، متحملاً مسؤولية تاريخية، كان مبعدًا بشهادة المقربين من القذافي عن المشاركة في الحكم، ربما للطبيعة التفردية لشخص الأب، وربما لأسباب تتعلق بإصرار مُعمر على التصرف مع شعبه بطريقة الحكم الشعبي، وانحصار خلفية القذافي الأب في ثورة الفاتح من سبتمبر والتي ساعده فيها الزعيم المصري الثوري جمال عبد الناصر في الإطاحة بالسنوسي آخر ملوك ليبيا.
كان سيف الإسلام قريبًا من الشباب الليبي، يمتلك رصيدًا من الوجاهة السياسية والمجايلة بحكم سنه الصغير نسبيًّا، وطريقته الغربية في احتواء الشباب الليبي، بينما الوريث المصري كان يفتقد شرعية الحوار مع الشباب، ومكروهًا من قطاعات كبيرة، وليس أدل على خزي موقفه من تخلي شباب أمانة سياساته عنه في اللحظة الحرجة، حتى مع شائعات تنظيمه لأحداث الأربعاء الدامي (2 فبراير) عقب خطاب والده الذي وعد فيه بعدم الترشح لانتخابات الرئاسة التي كان من المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل، هذه الأحداث التي أفقدت الكثير من الثوار الغاضبين آخر نقطة ثقة في الرئيس السابق.
مبارك يعترف بأن جمال مبارك يساعده في حكم مصر
وثمة روايات تم تداولها عبر وسائل إعلام مصرية وعالمية عن محاولة تورط فيها جمال مبارك لاغتيال نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان والذي كان مبارك فوضه صلاحيات رئيس الجمهورية، قبيل إذاعة الأخير بيان تخلي مبارك عن منصبه.
سيف القذافي
سيف الإسلام معمر القذافي (مواليد 5 يونيو 1972) نجل الزعيم الليبي معمر القذافي رئيس مؤسسة القذافي للتنمية. ولد في باب العزيزية بطرابلس حيث تقيم أسرة العقيد معمر القذافي. وهو الابن الثاني للعقيد القذافي من زوجته الثانية السيدة صفية فركاش، ولسيف الإسلام القذافي خمسة أشقاء بينهم أخت واحدة. أثارت شخصيته الكثير من الجدل، خاصة بعد خطابه الأخير إثر الاحتجاجات الليبية 2011، حيث إنه لا يتمتع بأي منصب رسمي أو حزبي في الدولة، كما يتهمه الكثيرون بالفساد واستغلال النفوذ.
درس سيف الإسلام المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدارس الحي الشعبي القريب من مقر إقامته بحي أبي سليم في مدارس طرابلس الحكومية. ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة علي وريث الحكومية. وتخصص في الهندسة المعمارية حيث تخرج سنة 1994 في كلية الهندسة -جامعة الفاتح بطرابلس. والتحق بكلية الاقتصاد بجامعة 'إمادك' بالنمسا سنة 1998 حيث حصل على درجة الماجستير منها سنة 2000، كما التحق (كلية لندن للاقتصاد) لنيل شهادة الدكتوراه، ولسيف الإسلام اهتمامات فنية حيث يعنى بالرسم، وأقام العديد من المعارض الفنية في مختلف دول العالم. عمل بعد تخرجه لمركز البحوث الصناعية في طرابلس، كما عمل في سنة 1996 في المكتب الاستشاري الوطني وأنشأ مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية التي أنشئت سنة 1998، حيث ساهم في حل الكثير من المشاكل الدولية مثل قضية الرهائن الأوروبيين بالفلبين.
عمل من خلال جمعية حقوق الإنسان بنشاط بارز في تعزيز حقوق الإنسان، حيث قامت تلك الجمعية التي يرأسها بحملات واسعة للإفراج عن المعتقلين السياسيين, مما أدى إلى الإفراج عن أعداد كبيرة منهم، كما أطلقت الجمعية حملة ضد التعذيب في ليبيا والشرق الأوسط, وقامت عام 2006 بزيارة أماكن الاعتقال وقدمت توصيات بتحسين أوضاع المساجين وتوفير العلاج للمرضى. ويقود سيف الإسلام القذافي مؤخرًا "تيارًا إصلاحيًّا"، حيث دعي في أغسطس 2006 إلى استحداث دستور ثابت لليبيا، ووضع مرجعية ثابتة مقترحًا القيادات الشعبية والقيادة التاريخية لثورة الفاتح، كما دعا في خطاباته إلى التحول السياسي مما وصفه بـ"ليبيا الثورة" إلى "ليبيا الدولة"، ووجه انتقادات حادة للنظام السياسي الليبي.
يقود سيف الإسلام القذافي مشروعًا طموحًا يسمى مشروع ليبيا الغد ويهدف سياسيًّا لإخراج ليبيا من العزلة الدولية التي فرضت على ليبيا نتيجة سياساتها التحرُّرية المعادية للهيمنة الأميركية والتي بلغت ذروتها بالعدوان الأميركي عليها عام 1986، ويهدف اقتصاديًّا لترميم التصدعات التي حدتث للاقتصاد الليبي نتيجة لتلك العزلة، ويهدف اجتماعيًّا لإطلاق العنان للجماهير وبخاصة الشباب لتبدع وتتألق دون قيود وتبني ليبيا على الوجه الذي ينبغي أن تُبنَى عليه دولة تتمتع بإمكانيات ليبيا الاقتصادية في الألفية الثالثة.
جمال مبارك
ولد في القاهرة عام 1963، درس المرحلة الابتدائية بـ"مدرسة مسز وودلي" الابتدائية بمصر الجديدة بالقاهرة ثم انتقل إلى "مدرسة سان جورج" الإعدادية والثانوية، وحصل على شهادة الثانوية الإنجليزية في عام 1980. تخرج في الجامعة الأميركية بالقاهرة في مجال الأعمال وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من نفس الجامعة.
بدأ بالعمل ببنك أوف أميركا "فرع القاهرة"، ثم انتقل إلى فرع لندن حتى وصل إلى منصب مدير الفرع، عمل بصفة عامة في مجال الاستثمار البنكي. وقد حصل على عضوية الروتاري الفخرية في مايو 2001.
عقد قرانه على خديجة الجمال بالقاهرة في 28 أبريل 2007، وكان الزفاف بشرم الشيخ 4 مايو 2009.
على العكس من أخيه علاء مبارك وجد جمال بصورة أكبر على الساحة السياسية لمصر. وقد بدأ ظهوره في الحزب الوطني بتولي أمانة لجنة الشباب بالحزب وكون جمعية جيل المستقبل والتي عن طريقها يتم تدريب الشباب وتقديم فرص العمل المناسبة لهم. أصبح له وجود على الساحة السياسية المصرية كأمين للجنة السياسات بالحزب حتى فبراير 2011.
تولى جمال مبارك موقعين مهمين في الحزب الحاكم آنذاك وهما: الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي، وأمين السياسات. ويعزى إلى أمانة السياسات العديد من التعديلات والتغييرات التي شهدها الحزب والنظام السياسي بمصر.
واختلف المصريون في نظرتهم إلى هذه التغييرات ما بين نخبة مؤيدة، ونخبة معارضة رافضة لظهوره على المسرح السياسي.
رغم أنه لم يأت بذكر أي طموحات لخوضه الانتخابات، شككت قوى المعارضة الوطنية وصحف مستقلة وخاصة في وجود "مخطط توريث الحكم". أتت هذه الاعتقادات بسبب ظهور جمال مبارك على الساحة السياسية بكثرة منذ انضمامه للحزب الوطني عام 2000 حتى وصوله لمنصب الأمين العام المساعد وأمين سياسات الحزب والتي رجَّح البعض أنها تهدف إلى إظهاره للشارع المصري. وفي يوم 25 يونيو 2010 شهدت بعض مناطق القاهرة وجود ملصقات تدعو "لمبايعة وترشيح جمال مبارك رئيسًا لمصر 2011" حملت توقيع الائتلاف الشعبي والذي يشغل منصب المنسق لهذا الائتلاف هو مجدي الكردي الذي كان بالأصل أحد عناصر الأمن داخل حركة كفاية ثم غيَّر اتجاهه إلى الحزب الوطني ودعم جمال مبارك عقب احتجاجات شعبية واسعة أدت إلى تغيرات دراماتيكية في مصر استقال في 5 فبراير 2011 من الحزب الوطني الديمقراطي وأدت في نهاية الأمر لتنحي والده حسني مبارك عن الرئاسة وتسليمه السلطة لمجلس عسكري لحكم البلاد لفترة انتقالية.
الفروق واضحة بين وريث ضال، خان مسؤولياته قبل والده، ووريث يمكن وصفه بالمسؤول عن نظام ربما كان سيورثه شرعيته، محبوب من بعض الشباب، وآخر تم الإجماع على كراهيته، وبين الوريثين قاسم مشترك، هو الإطاحة بأحلامهما في غد ليبي لا يبشر بخير، ومستقبل مصري مُحيت منه للأبد شرعية التوريث!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :