الأقباط متحدون - الموت والفخر لاينتهيان في العراق
  • ١٣:٤٩
  • الجمعة , ٢ يونيو ٢٠١٧
English version

الموت والفخر لاينتهيان في العراق

عزيز الحافظ

مساحة رأي

٥٧: ٠٦ م +02:00 EET

الجمعة ٢ يونيو ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عزيز الحافظ
نعم لايتوقف الموت في العراق منذ أن نقل الخليفة الرابع علي بن ابي طالب الخلافة من المملكة السعودية بمسماها الحديث الى الكوفة  يوم بويع بالخلافة سنة 35 هـ 656 م) ( بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي)، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. فقد تعرض هذا الانسان الالمعي البارق السطوع بعلمه وحكمته وصفاته الشاهقة التي يعجز كل باحث ومستشرق عن مسك محددات مساحة عظمته الانسانية، تعرض الى حروب كبيرة   معارك ( صفين والجمل والنهروان وخيبر)انعكست منذ ذاك الزمن الى اليوم بحرث وحصاد أسمه الموت خيّم على التاريخ العراقي جيلا بعد جيل... ليس بقفزات كنغرية بل خطوة خطوة لليوم....

وأستمر مسلسل الموت على ارض العراق، بقتل السبط الحسين بن علي سيد الثوار والشهداء بمقتلة تراجيدية يعجز الواصفون للتاريخ عن سبر غور حزائنيتها في سطور التاريخ العراقي المليء بالموت والدم!!

ومن جانب آخر كان الفخر أيضا يميز التاريخ العراقي بما لايمكن بهذه السطور القلائل أن تفيه حقه... واليوم  للربط بين الموت والفخر في ارض الرافدين تشهق في العيون نخبة من بقعة واحدة عراقية هي مدينة الحلة مدينة الشعراء والعلماء تاريخيا ،المدينة الغارقة في تراث انساني كبير معلوم لليونسكو ولكل الامم... حيث انتهت امتحانات البكالوريا للصف السادس الابتدائي في عموم الوطن لنجد شهوقا للعلياء في النتائج!!
 حيث حصل 48 تلميذ وتلميذة من محافظة بابل على مجموع 600  درجة من 600!!

منهم 38 تلميذة متفوقة على البنين!!! وحصلت 271 مدرسة حصلت على نسبة 100% من مجموع 924 مدرسة في المحافظة.
ا ي فخر ونحن نسمع  ونقرأهذا  السمو في محافظة واحدة تفوز وتحوز  فيها38 طالبة من أصل 48 طالبا على المراتب الاولى وسط رياح الموت والخوف والترقّب والقلق وكل مستلزمات العنف القاسية المرسومة في المخيلات او في الواقع الاليم للوطن...

 نتمنى ان تسلط الامكانيات الاعلامية العراقية المليونية.... وتسخر طاقاتها بحثا عن هولاء المتفوقين وتكرمهم الجهات الحكومية.. في  هذا الصيف القائض بسفرات سياحية هم وعوائلم على ادنى حدّ ليشعروا ان للتفوق  له من يرعاه على الصعيد الوطني....
 ان هذه النخبة الباسقة بتفوقها تعلم ان الموت  كان يتربص بها عند ناصية اي قاعة امتحانية ودخلت وهي تتوجس من تلونية الموت الرخيص ومع ذلك تجاوزت بفخر هذه السرايا الموتية المنتظرة قوافل الرحيل...

 انتصر الفخر اليوم في العراق على الموت... أعطوهم ثمن الفخر ثمن التفوق أشعروهم بوجود القلوب الراعية لهم... لاتجعلوا الاماني سحابة صيف... مع ان للالم في العراق جيوشا جرارة ترتدي كل زي في الكون!!