
جهاد عودة يكتب: دفتر زيارة ترامب الأولى للشرق الأوسط (7)
٢٤:
١٠
ص +02:00 EET
السبت ٣ يونيو ٢٠١٧
جهاد عودة
في نهاية هذه السلسة تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع قادة مصر وقطر والبحرين والكويت، قبل بداية القمة العربية-الإسلامية-الأمريكية، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية. وأشاد ترامب بعلاقات الولايات المتحدة مع الدول المذكورة، واعداً بزيارة مصر ومتحدثاً عن مباحثات حول مبيعات أسلحة لقطر والكويت. وصف ترامب، الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بأنه “صديق”، مشيداً بعلاقات أمريكا مع مصر. وأضاف ترامب: “لقد مررنا بالكثير معاً ونحن نناقش الآن أموراً بالغة الأهمية”. وشكر ترامب السيسي لدوره في الإفراج عن الأمريكية المصرية الأصل، آية عرابي، قائلا إنه ساعد على إعادتها إلى منزلها. وتابع ترامب: “من الرائع أن يكون صديقي السيسي معنا، لقد مررنا بالكثير من الأمور معاً بشكل إيجابي، كما ساعدنا كثيراً في موضوع الإفراج عن آية، الأمر الذي يقدره الجمهور الأمريكي. أريد أن أشكركم وأشكر الجنرال كثيراً. لدينا مباحثات مهمة جداً مع مصر وأنتم قمتم بمهمة رائعة رغم مواجهتكم الكثير من الضغط.” أما السيسي الذي تحدث عبر مترجم فقال إن العلاقات بين البلدين ذات طبيعة “استراتيجية”، داعياً ترامب إلى زيارة القاهرة. وتابع السيسي قائلاً: “مصر آمنة ومستقرة وهي تسير بشكل جيد بالتعاون مع الولايات المتحدة،” وأضاف أن لدى المصريين “شخصية مميزة قادرة على فعل المستحيل”، الأمر الذي أقره ترامب، واعداً بزيارة مصر. كما قال ترامب لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: “شكراً جزيلا للجميع، عقدنا اجتماعات رائعة على مدار اليوميى الزياره . نحن أصدقاء، وقد ارتبطنا بصداقة غير مباشرة منذ مدة طويلة مع الأمير، وعلاقتنا جيدة للغاية. لدينا الآن نقاشات جدية دائرة ومن بين الأمور التي سنبحثها شراء الكثير من معداتنا العسكرية الرائعة. لا أحد يصنع هذه المعدات بالجودة التي تصنعها أمريكا، وهذا يعني توفير وظائف في أمريكا كما يعني أيضاً زيادة الأمن هنا، لذلك شرف لي أن أكون هنا وأنا شاكر لك كثيراً.” ووصف ترامب أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بأنه “شخص مميز” وقال إن الكويت تشتري “كميات هائلة من المعدات العسكرية الأمريكية،” مؤكداً أن ذلك يخلق الكثير من الوظائف للأمريكيين. وأشار إلى شراء الكويت مقاتلات “Boeing F-18” من أمريكا، مضيفاً أن الكويتيين “يحبونها للغاية”. ومن جانبه، قال الشيخ الصباح إن الكويت “لن تنسى” ما فعلته الولايات المتحدة لتحريرها في حرب الخليج الأولى.” ودعا الشيخ الصباح ترامب الذي وصفه بـ”الأخ” لزيارة الكويت، مضيفاً أنه سيشعر بحب الكويت لأمريكا.” ولكن ترامب لم يرد بشكل مباشر على الدعوة. ولملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، قال ترامب: “شرف كبير لي أن أكون معك.. لقد كان هناك بعض التوتر ولكن لن يكون هناك توتر مع هذه الإدارة، إن بين بلدينا الكثير من الأمور المشتركة.” ومن جانبه قال ملك البحرين إن علاقات البلدين تعود لـ120 عاما وهي تقوم على “أساس جيد للغاية من التفاهم المشترك والاستراتيجية التي عمل الجميع بموجبها لتحقيق استقرار كبير في المنطقة.”
في نهاية هذه السلسة تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع قادة مصر وقطر والبحرين والكويت، قبل بداية القمة العربية-الإسلامية-الأمريكية، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية. وأشاد ترامب بعلاقات الولايات المتحدة مع الدول المذكورة، واعداً بزيارة مصر ومتحدثاً عن مباحثات حول مبيعات أسلحة لقطر والكويت. وصف ترامب، الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بأنه “صديق”، مشيداً بعلاقات أمريكا مع مصر. وأضاف ترامب: “لقد مررنا بالكثير معاً ونحن نناقش الآن أموراً بالغة الأهمية”. وشكر ترامب السيسي لدوره في الإفراج عن الأمريكية المصرية الأصل، آية عرابي، قائلا إنه ساعد على إعادتها إلى منزلها. وتابع ترامب: “من الرائع أن يكون صديقي السيسي معنا، لقد مررنا بالكثير من الأمور معاً بشكل إيجابي، كما ساعدنا كثيراً في موضوع الإفراج عن آية، الأمر الذي يقدره الجمهور الأمريكي. أريد أن أشكركم وأشكر الجنرال كثيراً. لدينا مباحثات مهمة جداً مع مصر وأنتم قمتم بمهمة رائعة رغم مواجهتكم الكثير من الضغط.” أما السيسي الذي تحدث عبر مترجم فقال إن العلاقات بين البلدين ذات طبيعة “استراتيجية”، داعياً ترامب إلى زيارة القاهرة. وتابع السيسي قائلاً: “مصر آمنة ومستقرة وهي تسير بشكل جيد بالتعاون مع الولايات المتحدة،” وأضاف أن لدى المصريين “شخصية مميزة قادرة على فعل المستحيل”، الأمر الذي أقره ترامب، واعداً بزيارة مصر. كما قال ترامب لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: “شكراً جزيلا للجميع، عقدنا اجتماعات رائعة على مدار اليوميى الزياره . نحن أصدقاء، وقد ارتبطنا بصداقة غير مباشرة منذ مدة طويلة مع الأمير، وعلاقتنا جيدة للغاية. لدينا الآن نقاشات جدية دائرة ومن بين الأمور التي سنبحثها شراء الكثير من معداتنا العسكرية الرائعة. لا أحد يصنع هذه المعدات بالجودة التي تصنعها أمريكا، وهذا يعني توفير وظائف في أمريكا كما يعني أيضاً زيادة الأمن هنا، لذلك شرف لي أن أكون هنا وأنا شاكر لك كثيراً.” ووصف ترامب أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بأنه “شخص مميز” وقال إن الكويت تشتري “كميات هائلة من المعدات العسكرية الأمريكية،” مؤكداً أن ذلك يخلق الكثير من الوظائف للأمريكيين. وأشار إلى شراء الكويت مقاتلات “Boeing F-18” من أمريكا، مضيفاً أن الكويتيين “يحبونها للغاية”. ومن جانبه، قال الشيخ الصباح إن الكويت “لن تنسى” ما فعلته الولايات المتحدة لتحريرها في حرب الخليج الأولى.” ودعا الشيخ الصباح ترامب الذي وصفه بـ”الأخ” لزيارة الكويت، مضيفاً أنه سيشعر بحب الكويت لأمريكا.” ولكن ترامب لم يرد بشكل مباشر على الدعوة. ولملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، قال ترامب: “شرف كبير لي أن أكون معك.. لقد كان هناك بعض التوتر ولكن لن يكون هناك توتر مع هذه الإدارة، إن بين بلدينا الكثير من الأمور المشتركة.” ومن جانبه قال ملك البحرين إن علاقات البلدين تعود لـ120 عاما وهي تقوم على “أساس جيد للغاية من التفاهم المشترك والاستراتيجية التي عمل الجميع بموجبها لتحقيق استقرار كبير في المنطقة.”
استُقبل الرئيس الأميركي بالكرم في الشرق الأوسط، حيث كان ضيفَ شرفٍ في قمةٍ عُقِدَت بالعاصمة السعودية الرياض ، وحضرها ملوكٌ ورجالُ دينٍ وممثلون آخرون لـ 50 دولة مسلمة. وبينما ألقى الرئيس الأميركي ما قال إنَّه “رسالةُ صداقةٍ وأملٍ ومحبة” للعالم العربي، كان يبدو أنَّه ليس مستعداً لأن يضخ أموالاً حيثما يتحدَّث، فقد بدأت إدارته يوم الثلاثاء، 23 مايو/أيار 2017، بالتحرُّكِ لخفضِ ميزانية المساعدات الممنوحة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة تصل إلى 80%، حسبما جاء في تقريرٍ لصحيفة الإندبندنت البريطانية. وخلال الزيارة، كرَّرَ ترامب رغبته في بناء عالم أكثر أماناً وازدهاراً، والتوصل لـ”صفقةٍ نهائيةٍ” للسلام العربي الإسرائيلي خلال زيارة الأيام الأربعة للمملكة العربية السعودية وإسرائيل والضفة الغربية، التي زار خلالها الأماكن المُقدَّسة في القدس. ولكن بينما كان هو وزوجته ميلانيا يستقلان الطائرة الرئاسية “آير فورس وان” الرئاسية في اليوم الرابع والأخير من رحلته في الشرق الأوسط، في أول رحلة له إلى الخارج كرئيسٍ للولايات المتحدة الأميركية، كشفت مقترحات العام المالي 2018 في واشنطن العاصمة، الصادرة عن البيت الأبيض، النقاب عن التخفيضات الجذرية المُقتَرَحَة في ميزانية الدبلوماسية والمساعدات الخارجية للولايات المتحدة. وتهدف الخطط، التي أُعلِنَ عنها لأول مرة في مارس/آذار 2017، إلى خفض الإنفاق على وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية بنسبة 28%، مع زيادة الأموال المُخصَّصَة للبرامج العسكرية. وبموجب مقترحات الميزانية، ستحصل الأراضي الفلسطينية على زيادة بنسبة 4.6% لكل من الضفة الغربية وغزة، أي ما يبلغ مجموعه 168 مليون جنيه إسترليني (215 مليون دولار) للعام المالي 2018، والإبقاء على حزمة المساعدات الأمنية الحالية لإسرائيل التي تبلغ قيمتها 2.4 مليار جنيه إسترليني (3.1 بليون دولار). وجاء في الاقتراح، الذي يضم 400 صفحة، زيادةٌ في المساعدات المُقدَّمَة لسوريا والعراق وليبيا أيضاً، إذ تسعى الإدارة إلى ربط المساعدات بشكل أوثق بأهداف الأمن القومي الأميركي. ومع ذلك، ستشهد مساعدات دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في الإجمال، انخفاضاً يُقدر بـ656 مليون جنيه إسترليني (850 مليون دولار)، وفقاً لتقديرات مشروع “الديمقراطية في الشرق الأوسط”. وقال وزير الخارجية ريكس تليرسون في بيانٍ له إنَّ الميزانية المُخطَّط لها “توضح أنَّ مشاركة الدبلوماسية الأميركية وبرامج المساعدات يجب أن تكون أكثر كفاءةً وفعاليةً وأن تُعزز أمننا الوطني ومصالحنا الاقتصادية وأن تظل قيمنا هي مهمتنا الأساسية”. ومن المُقرَّر أن يُستبعَد ما يقرب من نصف الأموال المُخصَّصَة حالياً للتنمية الاقتصادية، بينما ستُبقى موارد مكافحة الإرهاب والتدريب العسكري. وفي حين أنَّ العاهل الأردني الملك عبدالله هو الزعيم الوحيد في الشرق الأوسط الذي تلقى دعوةً لمقابلة الرئيس الأميركى في العاصمة مرتين حتى الآن، فإنَّ الأردن – الذي يستضيف أكثر من 1.4 مليون لاجئ سوري – ستُخفَض المساعدات المُقدَّمة له بنسبة 21.7%. ولبنان، حيث واحد من كل أربعة من السكان هم الآن سوريون، ستُخفَض ميزانيته بنسبة 22.7%، واليمن – الذي يشهد حالياً حرباً أهليةً مستمرة منذ عامين، والتي تُقدِّر الأمم المتحدة أنَّ أكثر من نصف سكانها الذين يصل عددهم إلى 27 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ستُخفَض مساعدتهم بنسبة 16.8%. وعلاوة على ذلك، سيتأثر المغرب بشدة بانخفاض المساعدات الأمنية بنسبة 65%، وستُخفَض المساعدة الاقتصادية للثلث، بالإضافة إلى البحرين التي ستشهد انخفاضاً في المساعدة الأمنية بنسبة 86%. وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت في وقت سابق أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقدمت بمقترح ينص على خفض قيمة المساعدات الاقتصادية التي تقدمها وزارة الخارجية الأميركية إلى مصر بنسبة 47.4% لتصل إلى 75 مليون دولار بدلاً من 142.7 مليون دولار، وفقاً لوثائق مسربة لوزارة الخارجية الأميركية تناولتها مجلة “فورين بوليسي”. ووفقاً لـ”الإندبندنت“ فإن التخفيضات الأخرى تستهدف البرامج الصحية في جميع أنحاء العالم، التي تواجه انخفاضاً بنسبة 25% في التمويل، فضلاً عن مؤسسات الأمن الغذائي وبرامج قضايا المرأة ومبادرات تغير المناخ. وستذهب بعض المدخرات إلى ميزانيةٍ جديدة للمساعدة المالية والعسكرية بقيمة 154 مليون جنيه إسترليني (200 مليون دولار) لتوفير المرونة اللازمة لوزارة الخارجية من أجل تعزيز الأمن حيثما تراه مناسباً، بدلاً من ربط الميزانية بالقروض والمنح لبلدان معينة. وفى وقتٍ سابق من العام الجاري، كتب أكثر من 120 جنرالاً وقائداً بحرياً أميركياً متقاعداً إلى الكونغرس يحثونه على تمويل الدبلوماسية والمساعدات الأجنبية بشكلٍ كامل، قائلين إنَّ هذه المهام “حاسمة للحفاظ على أمن أميركا”. ومن غير المُرجَّح أن يوافق الكونغرس على مقترحات إدارة ترامب بشكلها الحالي، حسب “الإندبندنت“. وقد واجهت خطط الموازنة بالفعل معارضةً من جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ووَصَفَ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الوثائق المُسرَّبة بأنَّها “مرفوضة مُسبَّقاً”.
على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم يفصح عن نفسه كثيراً في خطاباته أثناء جولته الكبيرة خارج الولايات المتحدة والتي تعد الأولى له منذ توليه الرئاسة، إلا أن لغة جسده وجسد مَن يظهرون حوله قد أفصحت عن الكثير. وفي تقرير لصحيفة “واشنطن بوست“ السبت 27 مايو/أيار 2017، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن مراقبي ترامب يشغلون أنفسهم بتحليل حركات الرئيس وسكناته، مستخلصين رسائل تكون في بعض الأحيان واضحة وضوحاً مؤلِماً، وفي أحيان أخرى تكون محيرة. وأوضحت الصحيفة أن دراسة جميع حركاته، كونت فكرة أن “الرئيس يحاول بشكل عدواني وغريبٍ أحياناً أن يفرض نفسه على الساحة العالمية، لينجح أحياناً، أو يُخفق، وذلك يعتمد بالأساس على جمهوره”. ونقلت “واشنطن بوست“ عن المؤرخ الرئاسي جوليان زيليزر من جامعة برينستون قوله: “خلال الرحلة كان ترامب يبدو غير مرتاح ومنعزلاً، في حين بدا آخرون مندهشين أو بعيدين عنه. النظرات تعكس مدى تعامل المجتمع الدولي مع الرئيس غير التقليدي الذي لم يبذل الكثير ليظهر اكتراثه بدور الولايات المتحدة في الخارج”. وكان بين الرئيس ترامب وقادة العالم الذين لقيهم بعض التفاعلات الروتينية والودية لكنها لم تكن كثيرة. بيد أن أحداً لا يخطئ الاستقبال البارد الذي شهده ترامب من قبل قادة حلف الناتو الذين كانت وجوههم خالية من الانفعالات يوم الخميس، عندما كان ترامب يلقّن حلفاءَ الولايات المتحدة درساً حول ضرورة إنفاق المزيد على الدفاع. كلا، لم يكن الرؤساء يتمايلون طرَباً عند قول ترامب أنه كان “مباشراً جداً جداً” مع أعضاء حلف الناتو في قوله إنه “يجب عليهم أن يسهموا في النهاية بحصّتهم العادلة”.
وتعرض ترامب لعدد من المواقف البارزة خلال زيارته للشرق الاوسط وإيطاليا والفاتيكان، فقد ظهر البابا فرنسيس بوجه صارم بينما ابتسم ترامب ابتسامة عريضة، كما انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أظهر البابا وهو يبتسم بوجه ميلانيا زوجة ترامب، في حين أن ملامح وجهه تتغير عندما ينظر إلى ترامب، والذي رد هو الآخر بابتسامة خفيفة. وبعد انتهاء مراسم حفل حلف شمال الأطلسي (الناتو) المُقام في الهواء الطلق، توجه القادة إلى الحدَث التالي من الحفل، وكان معظمهم يختلطون ويتبادلون أطرافَ الحديث، إلا ترامب، سار وحدَه. كان ذلك تناقضاً صارخاً مع الطريقة التي أمضى بها زعماء العالم ذات مرة وقتهم للحصول على صورةٍ مع باراك أوباما عندما كان الرئيسَ الجديد في هذا التكتُّل. وتكرر المشهدُ نفسُه فى إيطاليا خلال قمة مجموعة السبع يوم الجمعة. فبعد التقاط “الصورة العائلية” للمجموعة، أخذ القادةُ يمشون في شوارع صقلية الضيقة مبتهِجين، وصولاً إلى مأدبة الغداء. إلا ترامب، فقد تأخر عنهم، وبعدها بدقائق، اختار أن يركب عربة الغولف، بدلاً من ذلك. وفي وقتٍ لاحقٍ، أُحيط ترامب بعددٍ من الرؤساء، وكان بعضهم يضحكون وهم يستمعون إليه. وفي صورة مجموعة حلف الناتو التي التُقطت يوم الخميس، كانت حركة ترامب من أجل تصدُّر طليعة المشهد مرة أخرى ضربةً مزدوجة. وظهر ترامب في مقطع فيديو نشرته شبكة سي إن إن الأميركية، وهو يتخطى رئيس وزراء الجبل الأسود بدفعه جانباً بيده اليمنى؛ ليصل إلى مقدمة الحاضرين، حيث كان يقف بعض القادة. ولكن الحشود المتابعة في البلقان لم تكن مستمتعةً بالمنظر، فقد عبّرت عن ذلك صحيفةُ “فيجستي” قائلة “يبدو أن دونالد ترامب لا يريد أن يُلقي أحدٌ بظِلاله على القمة”. وعندما سُئِل السكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر عن الحادث، قال إنه لم ير اللقاء ولكنه أشار إلى أن هناك بعض الأماكن المخصصة لكل رئيس في الصور الجماعية. وفي وقت سابق كان ترامب والرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون قد شوهدا في مصافحة قوية بالأيدِي جاءت في اجتماعٍ لفرض السيطرة عندما اجتمعا للمرة الأولى خلال غداء فى مقر إقامة السفير الأميركي في بروكسل. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع خلال مصافحة ترامب لنظيره ماكرون، وبدا أنَّ أيَّاً من الرجلين لم يكن راغباً في ترك يد الآخر؛ الأمر الذي كان من شأنه أن يجعل كل شيءٍ أكثر غرابة مما هو حادثٌ بالفعل، لكن في النهاية، رضخ ترامب وأرخى قبضته، بحسب الغارديان. وفي هذا قال خبير لغة الجسد، ليليان غلاس: “إنهما يَعتبران نفسَيهما على قدم المساواة. وأنهما على نفس القدر من الذكورة”. كذلك أشارت صحيفة “واشنطن بوست“ إلى أن وجود نوعٍ مختلف من التشابك اليدوي -أو عدم وجوده- أثار أيضاً إشاعاتٍ أثناء الجولة. فليومين على التوالي، أخفق الرئيس الأميركي والسيدة الأولى ميلانيا ترامب في التواصل عندما حاول ترامب إمساك يد زوجته. وقد أعيد تمثيل التفاعلات فيما بينهما بالحركة البطيئة وفُحِصت بدقةٍ على صفحات الإنترنت. ففي حفل الترحيب على السجاد الأحمر في إسرائيل، حاول ترامب إمساك يد زوجته ولكن يبدو أنها نحَّتْ يدَه بعيداً. وبعدها بيوم واحد، في روما، بدا أن ترامب يريد الإمساك بيد السيدة الأولى، لكنّها رفعت يدها لتصفف شعرَها جانباً. وفى يوم الخميس، أمسك الاثنان كلٌّ منهما بيدِ الآخر وهما فى طريقهما إلى النزول عبر سلالم الطائرة الرئاسية فى محطة أخرى من هذه الجولة. لم يكن هناك شك في وِد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد تعانق الاثنان مراراً وتَكراراً بينما كان ترامب في إسرائيل، في تناقض واضح مع العلاقة المتوترة التي واجهها الزعيمُ الإسرائيلي مع الرئيس الأميركي السابق أوباما. حتى إنّ نتنياهو حاول التدخل عندما حاول أورن حزان- السياسي في نفس حزب نتنياهو (الليكود)، والمعروف بسلوكه السيئ، أن يلتقط صورة شخصية مع الرئيس الذي بدتْ عليه نظرة الاستياء، إذ قام نتنياهو بإبعاد ذراع أورن حزان. يمكن أن تكون لغة الجسد مهمةً جداً، خاصةً للدبلوماسيين. وربما كان سفير ترامب لدى إسرائيل رون ديرمر يرغب في ألّا يقوم بأي حركة معبّرة أثناء توقف الرئيس في القدس، فعندما قال ترامب لوفد إسرائيلي إنه عاد للتو من الشرق الأوسط -الذي تعتبر القدس جزءاً منه بلا شك- كان رد فعل ديرمر الغريزي على هذا الخطأ الفادح هو وضع كفه على جبهته.
قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن الرئيس دونالد ترامب لن يقدم أي اعتذار لتل أبيب، على خلفية تقارير تزعم أنه كشف معلومات سرية لموسكو وفرتها الاستخبارات الإسرائيلية. وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أثناء توجهه من الرياض إلى تل أبيب اليوم الاثنين، أضاف تيلرسون أنه لا يرى “ما يتطلب تقديم اعتذار”. وتابع: ” حال تملك إسرائيل أي أسئلة أو توضحيات، سنكون سعداء للرد على كافة استفساراتها”. وفي وقت سابق، أوضح ترامب عبر حسابه على موقع “تويتر”، أنه يملك “الحق المطلق” لتبادل المعلومات مع أي دولة أو جهة. وأشار إلى أن “الدوافع الإنسانية” كانت وراء حرصه على إمداد روسيا بالمعلومات، التي تعزز من دورها في مكافحة “داعش” والإرهاب. تجدر الإشارة إلى أن عددا من المسؤولين حذروا من التأثيرات السلبية لتلك الواقعة على الأجهزة الاستخباراتية بين واشنطن وتل أبيب. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر أمريكية، أن “الشريك” الذي منح ترامب تلك المعلومات؛ “لم يعطه الإذن بمشاركتها مع روسيا، وأن تصرف الرئيس الأمريكي قد يهدد التعاون مع حليف قادر على الحصول على معلومات داخلية عن داعش (في إشارة إلى إسرائيل)”.
ستبقت موسكو زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية بهجوم صاعق على فكرة “الناتو العربي”، من خلال مقالة مطولة لوكالة “نوفوستي” عنونتها: “ترامب والجنرالات يعدون للحرب: ضد من سيتوجه الناتو العربي؟”. وعلى الرغم من أن صحيفة الكرملين “ازفيستيا” وافقت مع وزير الخارجية السعودية عادل الجبير باستبعاد فكرة مثل هذا التحالف في الوقت الراهن، إلا أن “نوفوستي” عبّرت عن جانب من الغضب الكبير الذي يجتاح موسكو في الوقت الراهن بعد الإصرار، الذي يبديه “الإستبلاشمنت” الأميركي على التحقيق بشأن “علاقاتها” بالرئيس ترامب، وبعد الضربات الأميركية لمواقع النظام السوري. فبعد العنتريات، التي كانت تسود خطاب موسكو في عهد الإدارة الأميركية السابقة، وتوهمها بأنها غدت اللاعب الرئيسي المقرر في شأن المقتلة السورية، عادت روسيا إلى حجمها الحقيقي، شأنها في ذلك شأن حشرة ثمرة القرع، التي تدخل الثمرة من ثقب صغير جداً، وتأخذ في التهامها من داخلها، مما يؤدي إلى تضخم حجمها كثيراً، ويحول دون خروجها من الثقب، الذي دخلت عبره، فتضطر للعودة إلى حجمها الأولي. في ظل هذا الوضع المستجد، اعتمدت موسكو مقاربة مزدوجة، تعتمد من جهة على الدفاع المستميت عن ترامب بوجه “الحملة الجائرة” التي يتعرّض لها من المؤسسة الأميركية الحاكمة وأجهزة الإعلام الأميركية والغربية بشكل عام، والإستمرار، من جهة الثانية في تصعيد لهجة العداء للغرب، الذي لا هم له سوى محاصرة روسيا وتحيّن الفرص لتدمير ما أحرزته من “عظمة” في سوريا.
ضمن إطار الثنائية هذه، تندرج ردة فعل موسكو على الزيارة التي يقوم بها ترامب للمنطقة في هذه الأيام . وجاءت مقالة “نوفوستي” تعبيراً شديد الوضوح عن القسم الثاني من هذه المقاربة. فهي ترى أن زيارة ترامب هذه تذكر بزيارة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون إلى الشرق الأوسط في حزيران/يونيو عام 1974 ، في خضم عاصفة “ووترغيت” في واشنطن آنذاك. لكن هموم ترامب الشخصية لا ينبغي، برأيها، أن تحجب “المبادرات العسكرية-السياسية التي يعتمدها جنرالاته والرأسمال الذي يقف وراءه”، ويستخدمونه من أجل تنفيذها. وما صفقات الأسلحة مع السعودية سوى الدليل على الجدية العميقة التي يتسم بها السعي لإقامة “الناتو العربي”، الذي سيعلن ترامب عن إقامته خلال زيارته هذه. وترى “نوفوستي” أن هذا الحجم الهائل من السلاح ليس مخصصاً “لحرب السعودية في اليمن”، بل هو مخصص لحرب كبرى في الشرق الأوسط تستهدف بالدرجة الأولى الرئيس السوري بشار الأسد، ومن ثم إيران. والبيت الأبيض لا يخجل من القول علناً، إن التصعيد في الشرق الأوسط يتلاءم مع البنود الأساسية في عقيدة ترامب “أميركا قبل كل شيء”. والمغامرات الحربية تتلاءم كلياً مع نمط سلوك ترامب في الهيمنة والعنف وتأكيد الذات. لكن ما هو أهم من ترامب ونمط سلوكه، هي مصالح المجمّع الحربي-الصناعي، التي تقف وراء ترامب.
وتتساءل “نوفوستي” عما يعنيه كل ذلك بالنسبة لروسيا؟ وحين يتوحّد ممولو الإرهاب في حلف عسكري-سياسي ويستحوذون على كمية هائلة من السلاح، إلى أي مستوى سوف ترتفع طاقتهم الإرهابية؟ وإلى أين سيوجّه الأميركيون والسعوديون الجيوش الإرهابية المدججة بالسلاح حتى الأسنان؟ وتقول، إن الإرهاب بالنسبة لأميركا ليس مشكلة، بل هو أداة للتخلص من الزعماء غير المطيعين، وإعادة رسم الخارطة السياسية وفقاً لمصالها، والسيطرة على الثروات الطبيعية. وماذا على روسيا أن تفعل في ظل هذا الوضع؟ تجيب “نوفوستي”، في البداية “علينا أن نتوقف عن تصديق كلام ترامب الفارغ، وأن ندرك، بأنه هو وجنرالاته تهديد مباشر وآني بالنسبة لنا”. وحتى لو ذهب ترامب، فإن “التهديد يبقى، فهو أطلق الجن من القمقم، وفي ذلك كانت تقوم مهمته”. وترى أن على روسيا أن تقوم وعلى نحو عاجل “ببناء نظام متكامل للجم العدوان القادم من الجنوب”. يجدر القول إن هذا الكلام ليس موجهاً للخارج الذي يعرف تماماً حجم “حشرة القرع” الحقيقي، بل هو موجّه إلى الداخل الروسي ويصب في سياسة الكرملين المعتمدة، التي تصور روسيا “قلعة محاصرة” من جميع الجهات والكل يسعى للنيل من “عظمتها”، بل وتدميرها. لكن هذه السياسة، ليست التوجه الوحيد الذي تعتمده روسيا في مقاربتها للوضع السياسي القائم بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض. فقد دأبت موسكو، ومنذ أن تفجر الاشتباك في واشنطن بين “الإستابلشمانت” الأميركي والرئيس ترامب، على الدفاع المستميت عن الأخير في وجه “أعدائه” في الداخل الأميركي، وخاصة أجهزة الإعلام الأميركية. وقد اعتبرت صحيفة الكرملين أثناء الاشتباك الذي انفجر خلال زيارة لافروف إلى واشنطن، بين ترامب والأجهزة المذكورة، أن بوتين وترامب “يتساويان” في كره هذه الأجهزة لهما. وقد واظبت صحيفة الكرملين على نهجها هذا في الدفاع عن الرئيس الأميركي في مواكبتها للزيارة الحالية التي يقوم بها للسعودية. فقالت في اليوم الأول للزيارة “يغادر ترامب البيت الأبيض في واشنطن، لكن ليس كما كان يشتهي أخصامه، بل هو، وببساطة، يبدأ زيارته الأولى للخارج”. وتقول الصحيفة أنه وخلافاً للتقاليد المتعارف عليها في الزيارة الأولى للرؤساء الأميركيين، لم يزر ترامب الجيران الأقربين كندا أو المكسيك، فالتقاليد بالنسبة لترامب “لا تعني شيئاً”، وهو جاء “لتغيير القواعد”. ولذلك جاء ترامب إلى الشرق الأوسط، أي إلى المسلمين، الذين “أرهبوا بهم كل الحملة الإنتخابية”. وترامب، الكاره للمسلمين والمكسيكيين، تحدث على الفور بعد انتخابه إلى الرئيس المكسيكي، أما المسلمون، فقد جاء ليزورهم “ويقضي نهائياً على كل إمكانيات ابتزازه بشأن كراهيته للمسلمين”. وتشير الصحيفة إلى أن ترامب، وخلال أسبوع واحد، سوف يتعرف إلى ممثلي 87 دولة في العالم، وهذا ما لم يتحقق لرئيس آخر سواه، خلال المئة يوم الأولى من رئاسته. وترامب، الذي صوّرته أجهزة الإعلام العالمية التي تسيطر عليها النخبة الغربية بشكل أساسي، بأنه يكاد يكون “الإنسان الأخطر في العالم”، سوف يجتمع لأجله في الرياض زعماء جميع البلدان الإسلامية في العالم، وسوف يتنافس الأوروبيون في بروكسل على “لفت انتباهه”. وتقول الصحيفة، إن قادة الشرق الأوسط، الذين اعتادوا في السنوات الأخيرة على التواصل مع بوتين وعلى أن روسيا أصبحت “اللاعب الخارجي الأنشط” في المنطقة، سيكون من المهم بالنسبة لهم، كيف سيتحدث ترامب عن الرئيس الروسي. كما أن موقف ترامب من بوتين سوف يكون أكثر إثارة للاهتمام من قبل زعماء الدول السبع الكبار في صقلية، لاسيما وأن غالبية المجتمعين سوف تكون من “غير أصحاب الخبرة” في العلاقة مع روسيا، وأن اثنين منهم، ايطاليا واليابان، سوف ينتظرون من الرئيس الأميركي “تلميحاً إلى تحسن مرتقب” في العلاقات مع روسيا. وتلفت صحيفة الكرملين في ختام مقالتها إلى أن أمن الرئيس الأميركي لم يحظ بمثل هذه الأهمية، التي يحظى بها خلال الزيارة الحالية. وتقول بأن السؤال “هل سيعود ترامب إلى أميركا” من الصعب أن نسميه سؤالاً تشاؤمياً.
كدت وسائل إعلام بريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماى قررت تأسيس لجنة لمكافحة التطرف، عقب تفجير مانشستر الذى أودى بحياة 22 شخصا وجرح عشرات آخرين. حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية. وقالت صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية: “إن مهام اللجنة ستتمركز حول تحديد التطرف فى المجتمعات التى تمثل تهديدا على القيم البريطانية”، وأضافت أن “هذا الكيان سيشجع البريطانيين على مكافحة التطرف فى المجتمع، وتقديم المشورة والنصائح للحكومة”. ونقلت الصحيفة تصريحات لرئيسة الوزراء، قالت فيها: “أصبح من الواضح الآن أن للحكومة دور فى التصدى للتطرف، الذى يمكن أن ينطوى على سلوك إجرامي”. وأضافت ماى بحسب الصحيفة: “لكن هناك أيضا دور للحكومة لمساعدة الناس لبناء منظمات فى المجتمعات التى تدافع عن قيم التعدد البريطانية، والتى تقف فى وجه التطرف الذى يريد تقويض قيمنا، وفرض معتقدات معقدة وملتوية على بقية الشعب البريطاني”. وكانت شركة مانشستر البريطانية نشرت أمس السبت صورة للمشتبه بتنفيذ تفجير استهدف الحفل الغنائى الاثنين الماضي. وكانت ماى أعلنت تخفيض مستوى التهديد الأمنى من “حاد” إلى شديد، بعد اتخاذ الشرطة إجراءات مهمة فى التحقيقات الجارية بشأن هجوم مانشستر ، لافتة إلى أن الجنود سيبدؤون فى الانسحاب تدريجيا من شوارع انجلترا. وأضافت ماى، أمس السبت: “نظرا لهذه التطورات قرر المركز المشترك لتحليل التهديد الإرهابى هذا الصباح، تخفيف التهديد من “حرج” إلى “حاد”، ولكن على المواطنين أن يعوا أن مستوى التهديد الإرهابى “حاد” لا زال يعنى أن خطر الهجوم ما زال كبيرا وعلى الناس الحذر. ورفعت بريطانيا مستوى التهديد الأمنى إلى “حرج” بمعنى أن هناك اعتقادا بأن هجوما آخر قد يكون وشيكا بعد تفجير يوم الاثنين الذى استهدف حفلا غنائيا فى مانشستر. وخفضت السلطات مستوى التهديد الأمنى إلى “حاد” بما يعنى أن وقوع هجوم يعتبر أمرا مرجحا. وأعلنت شرطة مدينة مانشستر البريطانية أمس السبت أن عدد الموقوفين على خلفية الهجوم الإرهابى الذى شهدته المدينة الأسبوع الماضى، بلغ 11 شخصا مؤكدا أن الشرطة ستقوم باعتقال المزيد خلال الفترة المقبلة. كانت الشرطة أعلنت أنها تبحث عن مشتبه بهم فى عنوانين فى “تشيثام هيل” و منطقة “لونجسايت” فى مانشستر، موضحة أن ذلك ضمن التحقيقات الجارية للكشف عن هوية منفذى هجوم مانشستر. وتبنى تنظيم “داعش” مسؤولية الهجوم، لافتا إلى أن أحد عناصره قام بوضع عبوات ناسفة بين الحشود، وفقا لما تناقلته وكالات أنباء. كشف تحقيق استقصائي أجرته وكالة بلومبيرغ الأمريكية تفاصيل مثيرة عن العلاقة بين عملاق العقارات مجموعة بلاكستون إل بيه وبين جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تثير شبهات بوجود تضارب مصالح. وتناول التقرير كذلك الدور السعودي في تلك الصفقات. ويقول تقرير الوكالة، إنه عندما أعلنت المملكة العربية السعودية في الأسبوع الماضي استثمار عشرين مليار دولار في صندوق للبنى التحتية داخل الولايات المتحدة الأمريكية تديره مجموعة بلاكستون إل بيه، لاحظ كثيرون أن ذلك جاء بعد وقت قصير بعد أن قام صهر الرئيس جاريد كوشنر شخصيا بالتفاوض على بيع ما قيمته 100 مليار دولار من الأسلحة للمملكة. إلا أن ما مر دون أن يلاحظه كثيرون – وهو غير معلوم إلى حد بعيد – هو مدى أهمية بلاكستون للشركة التي تملكها عائلة كوشنر. وحاول التقرير الوصول إلى العلاقة بين جاريد كوشنر وشركة بلاكستون.
تعتبر شركة بلاكستون واحدة من أكبر شركات العقارات المقرضة غير المصرفية، وعادة ما يتم الإعلان عن الصفقات التي تبرمها في أثناء الزيارات الحكومية الرسمية، إلا أن ناطقا باسم شركة كوشنر رفض التعليق على ذلك منذ عام 2003 قدمت بلاكستون من القروض ما قيمته 400 مليون دولار لتمويل أربع صفقات أبرمتها شركة تعود ملكيتها إلى كوشنر– مع العلم أن اثنتين من هذه الصفقات لم يبلغ عنها– وبذلك تكون بلاكستون واحدة من أكبر الشركات المقرضة. إلا أن ما بينهما يتجاوز مجرد الاقتراض، فأحد مؤسسي بلاكستون والمدير التنفيذي فيها ستيفين شوارزمان، يرأس مجلس ترامب الاستشاري في مجال التجارة والأعمال، وكان مرافقا للرئيس ولكوشنر في أثناء وجودهما في الرياض. عندما وعد السعوديون بالاستثمار في صندوق بلاكستون نجم عن ذلك ارتفاع أسعار أسهم الشركة بما يزيد عن 8 بالمائة. وتنقل بلومبيرغ عن كريستين أندرسون، الناطقة باسم بلاكستون، قولها إن الشركة بدأت المحادثات مع السعوديين قبل عام، أي “قبل أن يصبح الرئيس ترامب مرشحا للحزب الجمهوري بوقت طويل”. تعتبر شركة بلاكستون واحدة من أكبر شركات العقارات المقرضة غير المصرفية، وعادة ما يتم الإعلان عن الصفقات التي تبرمها في أثناء الزيارات الحكومية الرسمية، إلا أن ناطقا باسم شركة كوشنر رفض التعليق على ذلك. كوشنرهو الآن قيد تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالية إف بي آي حول احتمال التواطؤ مع الروس في أثناء حملة ترامب. إلا أن تعاقب الصفقات والعلاقات المتداخلة بين كبار المسؤولين في الشركات، تثير شبهات بوجود تضارب مصالح وتطرح تساؤلات حول ذلك. وشوارزمان هذا، الذي يعتبر واحدا من أكثر رجال الأعمال ثراء في العالم، جمهوري، ومثله مثل ترامب يقيم في نيويورك وفي بالم بيش. ويذكر أن إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس وزوجة كوشنر، هي واحدة من المستثمرين في صندوق أوجدته بلاكستون في عام 2010 لبذر صناديق التحوط، بحسب ما كشفت عنه تقارير مالية. وكشفت بلومبيرغ أن كوشنر قام بتحويل ملكية بعض ممتلكاته إلى أفراد في عائلته، ويقول البيت الأبيض إنه سينقذ نفسه إذا ما استدعى الأمر ذلك. (ذكرت الواشنطن بوست يوم الخميس بشكل منفصل وضمن تقرير يتعلق بقضية مختلفة وغير مرتبطة بهذا الموضوع، نقلا عن أشخاص لديهم اطلاع على التحقيق الجاري، بأن كوشنرهو الآن قيد تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالية إف بي آي حول احتمال التواطؤ مع الروس في أثناء حملة ترامب. وفي تصريح للواشنطن بوست قالت واحدة من محامي كوشنر، واسمها جامي غورليك، بأن موكلها قد تعاون مع تحقيق أجراه الكونغرس حول الموضوع، وأنه “سوف يفعل الشيء نفسه إذا ما تم الاتصال به بشأن أي تحقيق آخر.”)
لا تخضع الهيئة الاستشارية التي يرأسها شوارزمان– والتي تشتمل أيضا بين أعضائها على المديرة التنفيذية لشركة جنرال موترز ماري بارا، والشريك المؤسس لشركة تيسلا ومديرها التنفيذي إيلون ماسك، وجامي ديمون المدير التنفيذي لشركة جيه بيه مورغان تشايز– لقواعد أخلاقيات المهنة. على كل حال فيما لو ثبت وجود ارتباط بين كل من صفقات السلاح والاستثمارات السعودية والقروض، فإن ذلك من شأنه أن يجعل الخطوات المستقبلية تبدو عسيرة. تجد العلاقة بين شوارزمان وترامب صداها لدى الجيل التالي، ولا أدل على ذلك من أن جون غراي، الرئيس الدولي للعقارات داخل شركة بلاكستون، كان قد التقى مع ترامب حينما كان الرئيس المنتخب يجري المقابلات مع المرشحين لمنصب وزير التجارة، وذلك على الرغم من أن هذا المرشح كان من داعمي هيلاري كلينتون. تضاعفت قيمة أسهم بلاكستون في عام 2013، وذلك إلى حد كبير بفضل الصفقات العقارية التي كان يبرمها غراي، والتي كان منها في ديسمبر 2013 عرض هيلتون العالمية القابضة للاكتتاب العام.يذكر أن غراي، البالغ من العمر 47 عاما، وكوشنر، البالغ من العمر 36 عاما، يعرفان بعضهما بعضا منذ أربعة أعوام على الأقل؛ فقد كان كلاهما في غاية الغبطة في عام 2013 حينما شاركا معا في الحفلة السنوية التي تنظمها صحيفة نيويورك أوبزرفر، التي يملكها كوشنر. كان غراي حينها قد أنهى عاما شهد إنجاز بلاكستون لما قيمته 13.3 مليار دولار من الاستثمارات في رأسمال، ما كان حينها أكبر صندوق عقاري في العالم. وقد رُشح ليكون عضوا في مجلس إدارة بلاكستون، فيما اعتبر مؤشرا على أنه كان يُعد للمنصب الأعلى في شركة شوارزمان. قبل ذلك بأيام كانت صحيفة الأوبزرفر قد رشحت غراي من بين “الواعدين الخمسة والعشرين” ضمن قائمتها “لأكثر مائة شخصية نافذة في نيويورك”. ولطالما كالت الصحيفة المديح لمن كان يتوقع دخولهم في صفقات تجارية مع مالكيها. وكانت التوصية بترقب الواعد غراي أشبه بالنبوءة. تضاعفت قيمة أسهم بلاكستون في عام 2013، وذلك إلى حد كبير بفضل الصفقات العقارية التي كان يبرمها غراي، والتي كان منها في ديسمبر 2013 عرض هيلتون العالمية القابضة للاكتتاب العام، والتي غدت أكبر صفقة ملكية خاصة مربحة في التاريخ، ثم ما لبثت بعد ذلك أن أدت دورا أساسيا وحيويا في بحث بلاكستون عن مستثمرين خارج الولايات المتحدة، وبشكل خاص في الصين.
كان كل ذلك يحدث بينما كانت بلاكستون تمول بهدوء اثنين من مشاريع كوشنر. في شهر يونيو/ حزيران من عام 2013 اشترى كوشنر بالشراكة مع مجموعة سي آي إم، وهي شركة عقارية استثمارية مقرها في مدينة لوس أنجيليس، بناية للمكاتب التجارية في الحي المالي داخل مانهاتن. على الرغم من أن الوثائق التي قدمت إلى السلطات المعنية في نيويورك أظهرت أن مصرف دويتش بانك إيه جي زود المجموعة بقرض قيمته 88 مليون دولار لشراء العقار الذي يقع في رقم 2 ريكتور ستريت، كانت بلاكستون أيضا من بين الجهات التي أقرضت المشروع، وذلك بحسب ما أفاد به شخص مطلع على المعاملة. سددت مجموعة سي آي إم وكوشنر القرض بشكل كامل في شهر آذار/ مارس 2016 وذلك من خلال بيع العقار بما يقرب من 225 مليون دولار لمستثمرين، بما في ذلك كوف بربرتي غروب وبينتول كينيدي.
ومن خلال ترتيب مشابه تمكنت شركة كوشنر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من ذلك العام، من شراء خمسة مخازن كانت تعود ملكيتها إلى شهود يهوه، بالإضافة إلى مبنى كان يستخدم للطباعة والنشر. تظهر الوثائق أن ناتيكسيس العقارية أقرضت كونسورتيام كوشنر 249 مليون دولار لتمويل الصفقة. وتارة أخرى كانت بلاكستون من بين الشركاء غير المعلنين. كانت تلك المباني في حي بروكلين المعروف اختصارا باسم دمبو، هي الخطوات الأولى نحو تحقيق حلم كوشنر بتشكيل محور أعمال جديد للشركات المبتدئة في مجال التكنولوجيا. أما المقر الرئيسي لشهود يهوه الذي يشتهر بعلامته التي ترمز إلى مبنى واتشتاور أحمر اللون، فلم تأت إلا بعد حين. أبرمت الصفقة بعد أسابيع قليلة من تفوق ترامب لفترة قصيرة في استطلاعات الرأي. أعلن حينها كوشنر، الذي كان ما يزال المدير التنفيذي للشركة خططا لتحويل العقار “إلى واحد من مجمعات المكاتب التجارية التي تنتشر في مختلف أنحاء البلاد، وبالتأكيد داخل مدينة نيويورك. في شهر آب/ أغسطس الماضي اشترت شركة كوشنر وشركاؤها المبنى بمبلغ 376 مليون دولار على شكل قروض، حصلت عليها من شركة ذات مسؤولية محدودة تهيمن عليها مؤسسة تعرف باسم بلاكستون مورتغيج تراست. أبرمت الصفقة بعد أسابيع قليلة من تفوق ترامب لفترة قصيرة في استطلاعات الرأي. أعلن حينها كوشنر، الذي كان ما يزال المدير التنفيذي للشركة خططا لتحويل العقار “إلى واحد من مجمعات المكاتب التجارية التي تنتشر في مختلف أنحاء البلاد، وبالتأكيد داخل مدينة نيويورك.” لا يوجد ما يضمن نجاح هذا المشروع في المستقبل وذلك نظرا لأن مستأجري المكاتب الكبيرة لا يرغبون في الانتقال إلى بروكلين بعد، وهذا ما ذكرته بلومبيرغ في تقرير لها في وقت مبكر من هذا الشهر. على كل حال، سوف تبدأ شركة كوشنر قريبا بالبحث عن شركات لديها الرغبة في الانتقال إلى بناية واتشتاور.
إلا أن شيئين يمكن الجزم بهما، أما الأول فهو أن السعوديين كانوا في غاية السعادة إزاء صفقة بيع السلاح. وأما الثاني فهو أن بلاكستون بضمانها التعهد الذي صدر عن صندوق الاستثمار العام في المملكة العربية السعودية، تشعر بأنها تقترب أكثر فأكثر من هدفها المتمثل في الحصول على ما يزيد عن مائة مليار دولار من القوة الشرائية لمشاريع البنى التحتية، وهي نوع من الموجودات حيث يتم تقييد الاستثمار الخاص بسبب عمليات التخطيط المطولة وإجراءات الحصول على الرخص اللازمة. بفضل الدعم السعودي ارتفعت أسهم بلاكستون تارة أخرى لتتجاوز سعر عرضها الابتدائي البالغ 31 دولارا، بعد أن تراجعت لما يقرب من عامين بفضل الدعم السعودي ارتفعت أسهم بلاكستون تارة أخرى لتتجاوز سعر عرضها الابتدائي البالغ 31 دولارا، بعد أن تراجعت لما يقرب من عامين. وهذا يعني أن شوارزمان، إضافة إلى أنه يحظى باستماع ترامب له، بات لديه ما يقرب من 500 مليون دولار صافية أضيفت إلى قيمة شركته.
يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت 27 مايو 2017، إلى العاصمة الأميركية، منهياً أول جولة له إلى الخارج، ليواجه معلومات جديدة حول فضيحة الاتصالات مع روسيا، التي باتت تطال أحد أقرب مستشاريه، صهره جاريد كوشنر. ونقلت وسائل إعلام أميركية أن جاريد كوشنر أراد إقامة قناة اتصال سرية مع الكرملين، خلال الفترة بين انتخاب ترامب وتسلمه سلطاته الدستورية مطلع العام 2017، في محاولة لتجنب طرق الاتصال التقليدية بين البلدين. ونقلت صحيفة واشنطن بوست أن جاريد كوشنر قدَّم هذا الاقتراح خلال لقاء جمعه بالسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، في الأول أو الثاني من ديسمبر/كانون الأول الماضي، في “ترامب تاور” في نيويورك. وأوضحت الصحيفة أن كوشنر مضى إلى حدِّ اقتراح استخدام المباني الدبلوماسية الروسية “لحماية هذه المحادثات من أعين الحكومة الأميركية”، في أواخر حكم باراك أوباما. كما أكدت الصحيفة أن الاستخبارات الأميركية تمكنت من الحصول على محضر هذا الاجتماع. من جهتها نقلت صحيفة نيويورك تايمز، أن الهدف من هذه “الاتصالات السرية” كان مناقشة سبل تعزيز التعاون مع روسيا، حول الملف السوري بشكل سري. وردَّ الجنرال هربرت رايموند ماكماستر، مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي على هذه المعلومات في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، خلال مشاركته في قمة مجموعة السبع في إيطاليا السبت. وقال في هذا الصدد: “لدينا قنوات اتصال غير رسمية مع العديد من الدول، الأمر الذي يتيح لنا التواصل بشكل سري. هذا الأمر لا يقلقني”. ومع انتقال التحقيقات بهذا الملف إلى صهره كوشنر يزداد موقف ترامب حرجاً، خصوصاً أنه أُجبر قبل فترة على الاستغناء عن مايكل فلين مستشاره لشؤون الأمن القومي بسبب القضية نفسها، كما أن تحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” باتت تستهدف عدداً من الذين عملوا في حملته الانتخابية، بينهم مدير هذه الحملة بول مانافورت. وقال جون ماكلوغلن، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” خلال رئاسة جورج بوش: “لو أن ضابطاً من الاستخبارات الأميركية قام بعمل من هذا النوع لكنا اعتبرنا الأمر تجسساً”. وكان ترامب اختار صهره كوشنر (36 عاماً) مستشاره للسياسة الخارجية، وهو زوج ابنته إيفانكا، التي تعمل أيضاً مستشارة في البيت الأبيض إلى جانب والدها. ويعتبر كوشنر من أقرب المقربين من الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، وهو يتسلم مسؤوليات عدة، وله تأثير كبير، خصوصاً فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وقال جيمي غوريليك، محامي كوشنر، إن موكله “سبق أن عرض تقديم كل المعلومات التي يعرفها عن هذه اللقاءات إلى الكونغرس. وهو مستعد للقيام بذلك بشأن أي تحقيق آخر”. ويبدو أن تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” حول احتمال وجود “تنسيق” بين فريق حملة ترامب ومسؤولين روس، بدأ يقترب بقوة من الحلقة الضيقة حول الرئيس. ويتسلم هذا التحقيق حالياً مدع عام مستقل هو روبرت مولر. وكانت الصحافة الأميركية كثَّفت من نشر المعلومات حول هذه القضية خلال الأيام القليلة الماضية، بينما كان ترامب يقوم بجولته الخارجية الأولى، التي شملت الشرق الأوسط وأوروبا. وتركز هذه المعلومات على ضغوط قد يكون مارسها الرئيس على عدد من المسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية، لمساعدته في مواجهة هذا التحقيق.
والأمور يمكن أن تزداد تعقيداً بالنسبة للبيت الأبيض، مع الشهادة التي من المتوقع أن يُدلي بها الأسبوع المقبل أمام الكونغرس، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي المقال جيمس كومي. ونقلت الصحافة أن كومي يحتفظ بنصوص مكتوبة تتضمن ما دار بينه وبين الرئيس الأميركي، يطلب فيها الأخير منه التخلي عن التحقيق الذي كان يستهدف مايكل فلين. إلا أن موعد تقديم هذه الشهادة لكومي لم يتحدد بعد. وإضافة إلى تحقيق “إف بي آي” ثمة تحقيقان إضافيان تقوم بهما لجنتا الاستخبارات في كل من مجلسي الشيوخ والنواب. ونقلت نيويورك تايمز أن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ طلبت من الفريق السياسي لترامب “جمع كل الوثائق والرسائل الإلكترونية والتسجيلات الهاتفية المرتبطة بروسيا منذ إطلاق حملة ترامب، في يونيو/حزيران 2015، وتقديمها إليها”.
ملك محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي سبباً بسيطاً للاعتقاد بأن جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يمكن أن يساعدهم في تحديد ما إذا كانت روسيا قد ساعدت حملة ترامب، مؤثرةً بذلك على نتيجة الانتخابات الرئاسية. ويعود السبب في ذلك بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست“ الأميركية الجمعة 26 مايو/أيار 2017 إلى أن كوشنر التقى بمسؤولين روس كبار خلال حملة ترامب الانتخابية. وفي حين أنَّه ليس من الغريب أن يلتقي مسؤولو الحملات الرئاسية مع مسؤولين أجانب، إلّا أنَّ الأمر كان غريباً في هذا السياق. وتشير الصحيفة إلى أنه بعد أن عقد صهر ترامب وكبير مستشاريه اجتماعاً مع السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الربيع الماضي، بدأ جون برينان، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، في ملاحظة شيءٍ غريبٍ، وهو أنَّ الروس كانوا يتحدَّثون عن مساعيهم النشطة والقوية للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية ضد المرشحة الأخرى في الانتخابات، هيلاري كلينتون. ثم لاحظ جون برينان أنَّ الروس كانوا يتواصلون مع مسؤولي حملة ترامب، قبل أن يترك منصبه وتتوقف متابعته للأمر. وذكرت “واشنطن بوست” أبرز ما قاله برينان أمام الكونغرس في جلسة استماعٍ عُقدت يوم الثلاثاء الماضي، 23 مايو/أيار، بشأن التدخل الروسي: “نظراً لمشاركتي في العديد من قضايا مكافحة التجسس في الماضي، أعلم ما يحاول الروس فعله. إنَّهم يحاولون تحريض الأشخاص، ويحاولون استغلال الأشخاص، بما في ذلك مواطنين أميركيين، للتصرُّف نيابةً عنهم سواء بشكلٍ متعمدٍ أم لا. وكنتُ قلِقاً بسبب عددٍ من الاتصالات أجراها الروس مع مواطنين أميركيين”. ويضيف: “ولذلك، وقبل أن أترك منصبي في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، كانت لديّ تساؤلات في ذهني لم يكن لها إجابات، عمَّا إذا كان الروس قد نجحوا في استغلال مواطنين أميركيين، سواء كانوا مشاركين في حملة ترامب أم لا، للتصرُّف نيابةً عنهم مرة أخرى سواء بشكلٍ متعمدٍ أم لا. وبالتالي، شعرتُ بأنَّ التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي كانت مُبررة للغاية وكنت في حاجةٍ للبحث في تلك القضايا”. وتابع أنه بمعنى آخر “عندما يريد الروس أن يتجسسوا أو يتدخلوا في شؤون دولةٍ أخرى، ستكون مهمتهم هي العثور على أشخاصٍ من هذه الدولة للتعاون معهم، أو ابتزازهم إذا تطلب الأمر ذلك. (التحريض يُعَد وسطاً بين هاتين الوسيلتين، وهو يعني رشوة أو إقناع شخص ما سراً بفعل شيء ما)”. وعندما أدرك مدير وكالة الاستخبارات المركزية أنَّ الروس أرادوا التأثير على نتيجة الانتخابات الأميركية، عرف كيف يراقب الروس وهم يتواصلون مع أشخاصٍ مرتبطين بالانتخابات. وقال برينان أنَّه متأكِّدٌ كفاية من أنَّ المسؤولين الروس بدأوا في عقد اجتماعاتٍ مع أعضاء بحملة ترامب.
ونقلت وكالة رويترز اليوم السبت 27 مايو/أيار 2017 عن صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه عرض في مطلع كانون الأول/ديسمبر على السفير الروسي في واشنطن إقامة قناة تواصل سرية مع الكرملين. وقال المسؤولون إن “الاستخبارات الأميركية علمت من خلال تنصتها على محادثات السفير الروسي سيرغي كيسلياك أن الأخير أبلغ رؤساءه بأن كوشنر، الذي أصبح كبير مسشاري ترامب للشؤون الخارجية، قدم إليه هذا الطلب مقترحاً عليه استخدام مبان دبلوماسية روسية لهذه الغاية”. وأوضحت رويترز نقلاً عن الصحيفة أن كوشنر قدم هذا العرض للسفير الروسي خلال اجتماعه به في برج ترامب في نيويورك في الأول أو الثاني من كانون الأول/ديسمبر، أي قبل شهرين تقريباً من تولي الملياردير الجمهوري الرئاسة.
والتقى كلٌ من مايكل فلين، مستشار ترامب السابق للأمن القومي، وكوشنر، وجيف سيشنز، المدعي العام، ووزير العدل الحالي في الولايات المتحدة، مع مسؤولين روس في وقتٍ ما، وذكرت شبكة سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز أنَّ سيشنز وكوشنر لم يكشفا عن اجتماعاتهما مع مسؤولين روس في سجلاتهما الأمنية. وتكثفت الضغوط على البيت الأبيض الغارق في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية مع توسيع تحقيق الشرطة الفدرالية ليشمل كوشنر، وترقب الشهادة الوشيكة لمدير الـ”إف بي آي” المُقال جيمس كومي أمام الكونغرس. وتشير صحيفة “واشنطن بوست“ إلى أن أعضاء آخرين في حملة ترامب ربطتهم علاقات وثيقة مع روسيا بالفعل، ومن بينهم مدير حملة ترامب الانتخابية السابق بول مانافورت، والمستشار السابق لحملة ترامب كارتر بيج. وتضيف الصحيفة أن المُحقِّقين الأميركيين شعروا بالخداع الشديد عندما رأوا صهر الرئيس المنتخب فيما بعد، وواحداً من أقرب مستشاريه، يعقد اجتماعاتٍ مع الروس؛ فهو عضو في دائرة ترامب المُقربة، ومقابلته تعني أنَّك لست مضطراً لمقابلة المرشح بنفسه، ناهيك عن أنَّ كوشنر فردٌ من عائلة ترامب. وتحدَّث برينان في نفس السياق عن كيفية استغلال الروس للأشخاص، قائلاً: “يعتقد الأشخاص في العديد من الأحيان أنَّ هؤلاء الأفراد قد يكونون مسؤولين روساً، لكنَّهم لا يعلمون أنَّ هناك صلة استخباراتية أو دافعاً استخباراتياً وراء الأمر”. وأوضح برينان أنَّه يشتبه فقط في أنَّ الروس ربما استغلوا أو حاولوا استغلال أعضاء من حملة ترامب للتأثير على نتيجة الانتخابات، لكنَّ شكوكه كانت كافية لإدلائه بكل ما يعرفه لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وتقول وسائل إعلام أميركية أن كوشنر هو أحد الأشخاص الذين يحقق مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) حالياً باحتمال ضلوعهم في قضية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بحسب وكالة رويترز. وتشير الوكالة إلى أن المحققين الفدراليين مهتمون بمعرفة المزيد عن “سلسلة اجتماعات” شارك فيها كوشنر، ولا سيما اجتماعه مع السفير الروسي في واشنطن والمصرفي الروسي سيرغي غوركوف. ويرأس غوركوف البنك الروسي العام “فنيشيكونومبنك” الخاضع لعقوبات أميركية منذ 2014 على خلفية النزاع الأوكراني.
أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية قد اطلق وعوداً عدة كان من أبرزها أن يكون صديقاً لإسرائيل، كما ألمح إلى أنه إذا انتُخب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فإنه لا مشكلة في مواصلة الحكومة الإسرائيلية بناء المستوطنات على أراض فلسطين المحتلة، وأن ذلك لا يعتبر ذلك عقبة أمام السلام. وحطت طائرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ظهر اليوم الإثنين، في مطار بن غوريون بمدينة تل أبيب المحتلة، قادماً من السعودية في أول رحلة جوية مباشرة من الرياض إلى إسرائيل، بعد انعقاد ثلاثة قمم عربية إسلامية بالسعودية، شارك بها 55 زعيماً تناولت قضايا الشرق الأوسط، وسبل التحالف العربي السني والأمريكي.
قال المحلل السياسي وأستاذ جامعة القدس المفتوحة أحمد رفيق عوض، إن القمة العربية تجاهلت القضية الفلسطينية، حيث أنها لم تتطرق للمبادرة العربية، وكانت قضية فلسطين غائبة على سلم أولوياتها. من جهته، أشار المحلل السياسي ودكتور جامعة الأمة بغزة حسام الدجني، إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية في القمم العربية، لافتاً إلى أن إسرائيل استطاعت نقل استراتيجية التعامل مع الملف الفلسطيني من الداخل إلى الخارج، حيث أصبح التطبيع مع العالم العربي يسبق حل القضية الفلسطينية. من المعروف أن الجولات الرئاسية الأميركية تُشكل للرؤساء الجدد فرصةً لاستعراض القوة، والوجهة السياسية تجاه دول الإقليم، لكن “ترامب” ينتظره جملة من الملفات العالقة خلال زيارته للمنطقة. قال عوض لوكالة “خبر”، إن القمة العربية في الرياض بحثت ملف الإرهاب في المنطقة والشرق الأوسط بصورة هامشية، دون التعريف بالإرهاب ومن يموله أو محاولة الوصول إلى الأيادي الخفية التي تستخدمه، ما يعني أن السياسات المتخذة صد بعض الدول لن تتغير. وشدد الدجني على أن القمة تخدم بالدرجة الأولى الطرف الأمريكي الذي وقع صفقات بأكثر من 460 مليار دولار، وبالتالي المستفيد الأول هو ترامب. وبيّن عوض أن أهم ما تم تناوله في القمة العربية هو الاتفاقيات الاقتصادية ووضع أعداء جدد للأمة العربية، لافتاً إلى أن القمة لم تخلق أي واقع جديد سوى الحديث عن صفقات هائلة بمئات المليارات بين السعودية والولايات المتحدة. ونوه الدجني في حديث خاص بوكالة “خبر”، إلى أنه نتيجة لأزمة أمريكا الداخلية، فإن ترامب أراد أن يحقق إنجازاً في الملف الخارجي للهروب من أزمته الداخلية، خاصة بعد إقالة مدير إلـ” إف بي أي” الأمريكي.
كان وصف ترامب ـ “حماس” بالإرهاب انها زادت التعقيدات بشأن القضية الفلسطينية، وذلك بعد أن وصف ترامب حركة حماس بالإرهابية، أمام 50 زعيم عربي وإسلامي، الأمر الذي يؤكد بأن الخطوات التي يتخذها الرئيس عباس تأتي ضن إطار شرعية دولية وإقليمية. ولفت الدجني إلى أن وصف ترامب لحماس بالإرهاب خلال جلسة القمة العربية سيعقد المشهد خلال الأيام القليلة القادمة، حيث أن ذلك سيدفع بالرئيس عباس إلى اتخاذ خطوات أكثر قسوة تجاه القطاع، مشيراً إلى أن ذلك سيضع غزة أمام خيارين، إما الانفجار الشعبي والمسلح، أو القبول بالحل الإقليمي واستقلال غزة. وأكد الدجني على أن هناك إجماعاً من العواصم العربية على تسليم حماس مقاليد الحكم بالقطاع وتفكيك بنيتها العسكرية، وهذا الأمر ترفضه حماس جملةً وتفصيلاً. منذ تولي “ترامب” منصبه، غيَّر أسلوبه حيث حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على “الحد” من الأنشطة الاستيطانية، وأشاد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع بالبيت الأبيض، في إطار مساعٍ للتقريب بين الجانبين وإطلاق محاولة أخرى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وحول رسائل زيارة “ترامب” للأراضي المحتلة. أشار عوض إلى أن زيارته إلى إسرائيل وبيت لحم بروتوكولية إلى حد كبير، خاصة أن هناك آراء متعددة وجديدة في الإدارة الأمريكية. وبيّن الدجني، أن جولة “ترامب” الخارجية تأتي بالدرجة الأولى لثلاث دول في الشرق الوسط، وهم: “السعودية كممثل للإسلام، وإسرائيل ممثل للديانة اليهودية، والفاتيكان كممثل للديانة المسيحية”. وأوضح عوض أن تناول القضية الفلسطينية سيكون أمراً هامشياً دون التطرق إلى موضوعات جادة، حيث أن هذا الأمر أكد عليه “ترامب” بأن الهدف الأساسي من جولته الخارجية هو زيارة الرياض بهدف خدمة مصالح الولايات المتحدة ومكافحة الإرهاب. ولفت الدجني إلى أن زيارة “ترامب” وعائلته لبيت لحم تأتي في إطار رغبتهم بزيارة كنيسة المهد، مشدداً على أن اللقاء مع الجانب الفلسطيني سيكون برتوكولي هامشي. وأضاف عوض أن كل ما قيل عن سياسة ترامب السابقة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير واضح، ويُشكل انحيازاً كاملاً لإسرائيل، ولن ينتج عنه حلول لإنهاء الصراع. وأكد الدجني على أن زيارة “ترامب” للأراضي الفلسطينية تقتصر على تقديمه بعض النصائح للرئيس عباس، بالإضافة إلى تقديم مساعدات اقتصادية دون إنهاء أي ملف مهم على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
أوضح عوض أن الرئيس “ترامب” خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني في البيت الأبيض، أكد على أنه يدعم حق تقرير المصير والمفاوضات المباشرة برعاية أمريكية، وإسقاط حل الدولتين، مشيراً إلى أن تصريحاته في البيت الأبيض لم تكن واضحة. واعتقد الدجني أن مطلب “ترامب” سيتمثل في استمرار المفاوضات دون شروط، وبالتالي يسهل عليه اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط ، مضيفاً أنه مقدمة لبعض دول الخليج في التطبيع العلني مع إسرائيل، من خلال السماح للطائرات المدنية بالمرور في المجال الحيوي الخليجي العربي. واستبعد عوض، أن يتطرق ترامب إلى موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس، خاصة بعد القمة العربية التي عُقدت مع العرب والمسلمين في الرياض، بالإضافة إلى أنه يتناقض مع مصالحه في الشرق الأوسط. وشدد الدجني، على أن ملف نقل السفارة للقدس سيتم تجاوزه خلال الزيارة، خاصة بعد تقديم العالم رزمة من المساعدات والاتفاقيات الاقتصادية لأمريكا، مشيراً إلى أن ملف السفارة سيكون أمام خيارين، إما التأجيل أو الإلغاء. وأكد عوض على أن زيارة “ترامب” لإسرائيل وبيت لحم لم تؤثر على العلاقات الفلسطينية، خاصة أن إسرائيل قالت إنها ستفشل سياسته، فيما يخص بملف المفاوضات. وقال الدجني: إن استثناء طرف فلسطيني خلال زيارة “ترامب” سيعزز حالة الانقسام وسيحولها إلى انفصام، مبيّناً أن المشروع الصهيوني أكبر مما يتخيله الرئيسين عباس وترامب. الجدير ذكره أن “ترامب” على موعد مع فخاخ دبلوماسية أخرى، لعل أبرزها ما سيقوله حول وعد قطعه خلال حملة الانتخابية بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، التي لا يوجد بها قنصلية لأي دولة في العالم، ولا تزال محل نزاع في نظر المجتمع الدولي.
شن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي هجوماً عنيفاً على السعودية بعد أيام من مؤتمر دولي عقد بالرياض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونحو 50 دولة عربية وإسلامية”. وقال خامنئي في اجتماع مساء السبت 27 مايو/أيار 2017 بمناسبة بداية رمضان، “بعض من الأناس غیر الأكفاء كحكام السعودیة باتوا الیوم یتحكمون بمصیر جمع من الأمة الإسلامیة”. ويأتي هجوم خامنئي عقب مؤتمر اعتبره البعض تدشيناً لدور قد تلعبه السعودية في قيادة المنطقة العربية، إذ نجحت الرياض أن تكون الوجهة الأولى لزيارة الرئيس الأميركي الخارجية بعد انتخابه سيداً للبيت الأبيض، بحضور أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية. وأضاف خامنئي أن “هؤلاء الأشخاص يؤمنون بالقرآن ظاهراً لكنهم عند التطبيق يعملون خلافاً لهذا القرآن، فهم أشدّاء على المسلمين رحماء مع الكفار والأموال التي كان يجب أن ينفقوها في تطوير الوضع المعيشي لشعوبهم، يقومون بإعطائها للكفار وأعداء هذه الشعوب”. وتابع آية الله خامنئي “إنهم باطل والباطل لا محالة آيل إلى الزوال والاضمحلال”، مضيفاً “كما قال الأميركيون، إنهم لا يمثلون إلا كبقرة يحتلبونها”. وإيران والسعودية قوتان إقليمتان كبيرتان مختلفتان بشأن قضايا كثيرة. ويعكس الهجوم الشديد للزعيم الإيراني على السعودية شعوراً بالضغط الذي تواجهه إيران عقب نجاح الرياض وواشنطن في تحقيق تفاهم على العديد من الملفات على رأسها بالطبع الخطر الإيراني. وكانت إيران ردت بسخرية على حملة استهدفتها مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ثم إسرائيل، ووصفت القمة العربية الإسلامية الأميركية بـ”الاستعراض” الذي اعتادت عليه الرياض. واتهمت ترامب بالسعي وراء أموال السعودية، وقالت أنها ستواصل برنامجها الصاروخي. وإبان انعقاد القمة بدأ الحديث عن تشكيل ناتو إسلامي، يتصدى للتحديات التي تواجه الدول العربية والإسلامية. وكانت قمة الرياض التي انتهت قبل عدة أيام قد صبت غضبها على إيران ودورها التوسعي في المنطقة، واتفق المشاركون كما شاطرتهم الاتفاق تل أبيب على خطورة التوسع العسكري الإيراني في المنطقة.
تسلم الجيش الإماراتي فى فراير 2017 أول بطارية من نظام الدرع الصاروخية ” THAAD ” التي اشترتها الإمارات من الولايات المتحدة مقابل 1.135 مليار دولار. وتولت منظومة بانتسير – أس” الروسية للصواريخ والمدافع المضادة للجو حماية هذا النظام من ضربات الصواريخ المجنحة والطائرات من دون طيار. وسبق لتلك المنظومة أن أظهرت قدراتها في اليمن حيث أسقطت بضعة صواريخ بالستية. ويرى الخبراء الروس أن منظومة “بانتسير – أس” ستشكل نسقا أخيرا في النظام الإماراتي للدرع الصاروخية والدفاع الجوي. وكانت وسائل الإعلام الإماراتية قد أفادت منذ أيام بأن وحدة ” THAAD ” العسكرية للدرع الصاروخية سترابط على شاطئ الخليج في منطقة متاخمة للحدود بين إمارتي دبى وأبو ظبي. ونشر مؤخرا رادار أمريكي خاص بقيادة النيران من طراز ” AN TPY-2 ” ، ما دفع بالخبراء إلى استنتاج مفاده بأن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت أول بلد في المنطقة ينشر نظاما منسقا ومتكاملا للدرع الصاروخية والدفاع الجوي. وتعتبر منظومة “بانتسير – أس” الروسية للصواريخ والمدافع المضادة للجو حلقة هامة فيه. يذكر أن بطارية الدرع الصاروخية تتضمن إضافة إلى الرادار المذكور 9 منصات لإطلاق الصواريخ و48 صاروخا مضادا. وتقوم 6 منصات منها في الوقت الحاضر بأداء مناوبة قتالية. وفي كل منصة 8 صواريخ. وتنحصر المهمة الرئيسة لنظام ” THAAD ” في حماية المدن الكبرى والبنية التحتية من ضربات الصواريخ. وتتميز الصواريخ المضادة حسب مصمميها بسرعة فائقة وقدرة عالية على المناورة. وبوسعها إسقاط الصواريخ البالستية المتوسطة والمنخفضة المدى، بما في ذلك خارج الغلاف الجوي للأرض. يذكر أن اتفاقية شراء أنظمة الدرع الصاروخية ” THAAD ” وقعت بين الإمارات والولايات المتحدة عام 2012. وزادت قيمة الصفقة آنذاك عن مليار دولار. وقضت الاتفاقية بأن تنتهي عملية توريد المعدات وتدريب الطواقم بحلول عام 2016. إلا أن المناوبة القتالية لمنصات الصواريخ لم تبدأ إلا بعد تسلم الرادار” AN TPY-2 ” الأمريكي الصنع. جدير بالذكر أن الإمارات تمتلك حاليًا نظاما حديثا للدرع الصاروخية والدفاع الجوي لا يتضمن الدرع الصاروخية ” THAAD ” فحسب بل ومنظومات الصواريخ المضادة للجو “باتريوت” بمختلف أنواعها . وقد جمع بينها في نظام واحد قادر على اعتراض الطائرات والصواريخ البالستية. لكن كل تلك المنظومة عاجزة عن التعامل مع أهداف منخفضة وأهداف صغيرة الأبعاد مثل الصواريخ المجنحة و القنابل الجوية الموجهة والطائرات الحائمة. عكس منظومات “بانتسير – أس” التي تلعب دورا حاسما في هذا المجال.
ظهرت بيانات رسمية، اليوم الأحد، زيادة الفائض التجاري لدولة قطر 105 بالمائة على أساس سنوي خلال أبريل/ نيسان الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من 2016. وأفادت بيانات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، أن الميزان التجاري السلعي (الفرق بين إجمالي الصادرات والواردات) حقق فائضاً 9.8 مليار ريال (2.7 مليار دولار) في أبريل/ نيسان 2017 مقارنة بالشهر المماثل من العام السابق. وزادت قيمة الصادرات (التي تشمل الصادرات ذات المنشأ المحلي وإعادة التصدير) في أبريل/ نيسان الماضي على أساس سنوي، بنسبة 25 بالمائة إلى 18.8 مليار ريال (5.16 مليار دولار). في المقابل، تراجعت قيمة الواردات السلعية 12.5 بالمائة، لتصل إلى 8.9 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، وفق البيانات. وبحسب بيانات الوزارة، نمت صادرات الغازات البترولية وأنواع الغاز الأخرى بنسبة 33 بالمائة إلى 11.5 مليار ريال (3.16 مليار دولار). وتعتبر قطر – المنتج الصغير للنفط – حالياً، أكبر دولة منتجة للغاز الطبيعي المسال في العالم. وعلى أساس شهري، انخفض فائض الميزان التجاري خلال أبريل/ نيسان، بنسبة 0.3% مقارنة بشهر مارس/ آذار الماضي. وكان فائض الميزان التجاري السلعي القطري صعد في مارس/ آذار 2017 إلى 9.9 مليار ريال (2.7 مليار ريال)، بزيادة 70.7 بالمائة على أساس سنوي. حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الخميس 25 مايو/أيار 2017، سبل تطوير العلاقات بين البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا). وقالت الوكالة إن الشيخ تميم استعرض، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس أردوغان، “العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وآفاق تطويرها، وناقش عدداً من القضايا الإقليمية والدولية”. وتشهد العلاقات التركية-القطرية تجانساً في الرؤية تجاه القضايا الإقليمية، فضلاً عن التوافق في الرؤى حيال العديد من الأزمات والقضايا التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، كثورات الربيع العربي، والأزمات في سوريا وليبيا، والوضع بالعراق، بحسب وكالة الأناضول. وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين في الآونة الأخيرة، تطورات على مختلف الأصعدة، تكللت بزيارات مكثفة بين المسؤولين من الدولتين؛ ما أسهم في تعزيز ودعم التعاون بين الجانبين.
بعد أيام قليلة من ظهور معلومات عن وضع الجيش السوري في حالة تأهب قصوى بسبب تزايد عديد القوات الأميركية على الحدود مع الأردن استعدادا لغزو محتمل للأراضي السورية من الجنوب والجنوب–الشرقي، عبرت قوة عسكرية أميركية وبريطانية بالفعل الحدود الأردنية السورية. وقد عبرت هذه القوة الحدود السورية الأردنية عبر بلدة التنف الواقعة في محافظة حمص. ومن الواضح أنها توجهت إلى منطقة حميمة، التي تقع على بعد 90 كم إلى الشرق من تدمر، وتقريبا بالقرب من مدينة دير الزور. كما أنه ليس بعيدا عن هذا المكان، تقع مدينة البوكمال ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة بسبب قربها من الحدود العراقية. وبحسب المعلومات، التي وردت في تقرير لوكالة “سمارت” للأنباء، فإن 150 عسكريا أمريكيا وبريطانيا عبروا الأراضي السورية قادمين من الأردن، برفقة مسلحي فصيل “جيش مغاوير الثورة” التابع للجيش السوري الحر. كما نشرت “سمارت” مقطع فيديو يظهر فيه عدد من الجنود في سيارات “هامفي” العسكرية الأميركية، وهم يشاركون في اشتباك عسكري على الأراضي السورية.
وليس من المستبعد أن يكون الهدف من اقتحام القوات الاميركية والبريطانية للأراضي السورية من الجنوب، هو منع الجيش السوري من التقدم نحو مدينة دير الزور. وهكذا، يبدو واضحا أن جنود الناتو يحاولون منع القوات الحكومية من دخول مدينة دير الزور، فضلا عن عرقلة تقدمها نحو شرق البلاد. وفي الوقت نفسه، تحرص قوة الناتو، التي عبرت إلى سوريا، على ألا تجد نفسها في نطاق مناطق حظر الطيران الروسية. وإن الهدف، الذي ينشده الغرب من جراء هذا العمل العسكري، هو خلق وضع يكون فيه ممكنا تقسيم سوريا في المستقبل. أما الآن ومن أجل تحقيق ذلك، فالغرب يحتاج إلى التضييق على حركة القوات الحكومية. غير أن الوجود العسكري الأمريكي-البريطاني في المنطقة قد يؤدي إلى صدام عسكري مباشر بين القوات الغربية والسورية. ولقد حذرت السلطات السورية مرارا من عدوان محتمل من جانب الأردن والغرب. ووفقا لتقارير غير مؤكدة، فإن دمشق أرسلت تعزيزات إلى المنطقة، لكيلا تعوق القوات الغربية إحكام السيطرة على مدينة الزور. هذا، وبدلا من العمل على ايجاد تسوية سياسية للوضع في سوريا، فإن الغرب، باتخاذه إجراءات عدوانية ضد دمشق، يحفز على تصعيد أكبر للنزاع السوري، ويحاول كما يبدو فدرلة البلاد. أما فيما يتعلق بالأردن، فإنه ومنذ زمن بعيد يلعب دورا مهما في العدوان الموجه ضد الجيش السوري. لذلك يخطط الأردن لإقامة منطقة عازلة لتسهيل تنقل قوات حلف شمال الأطلسي على الأراضي السورية، كما جاء في تقرير نشرته صحيفة “الفايننشال تايمز” بتاريخ 29 يونيو /حزيران 2015. ووفقا لما تضمنه هذا التقرير، فإن المنطقة العازلة يجب أن تشمل مناطق قريبة من محافظتي درعا والسويداء، على أن تكون مدينة درعا جزءا منها. وبحسب قول موقع “بلاك ليستد نيوز”، فليس مستبعدا أن توجد بصورة دائمة إلى جانب الجيش الاردني عناصر من الفصائل المسلحة في هذه المنطقة العازلة، التي تقع تحت سيطرة قوات حلف شمال الأطلسي. ويشير الموقع المذكور إلى أن الولايات المتحدة منذ عام 1983 تنظر في خطة استخدام الأردن موقعا أماميا لتحقيق هدف تدمير سوريا عسكريا. وفي ذلك التاريخ، أشارت وثائق الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إلى أن أحد سبل تقويض سلطة الرئيس حافظ الأسد آنذاك هو عملية عسكرية يستخدم فيها العراق من الشرق، تركيا من الشمال، إسرائيل من الجنوب والأردن من الجنوب–الشرقي. وفي وقت لاحق، ذكر معهد “بروكينغز” التحليلي أنه من أجل دحر سوريا ورئيسها بشار الأسد، يمكن استخدام الاستراتيجية السابقة نفسها، مع فارق وحيد هو أن القوات العراقية تم استبدالها بالإرهابيين من تنظيم “داعش”. وأن الهدف من هذه العملية هو خلق “حرب متعددة الأقطاب” يصعب على الأسد إيجاد الرد المناسب عليها.