![](http://www.copts-united.com/uploads/3445/50_20180807153533.gif)
آدم وقصة الخلق
مقالات مختارة | بقلم : رولا خرسا
السبت ٣ يونيو ٢٠١٧
الله هو الأول والآخر.. خلق الله أول ما خلق العرش، ثم خلق القلم ليخطّ به أقدارنا جميعا.. ولذا فإن «كل شىء خلقناه بقدَر».. فَلَو آمنّا بهذا واستسلمنا تماما وعرفنا أن لا شىء يغير القدر إلا الدعاء لارتحنا كثيرا.. وبعد أن خلق سبحانه السماوات والأرض والملائكة والجن قرر سبحانه أن يخلق البشر.. أمر الله ملكا من الملائكة بأن يذهب إلى تراب الأرض ويأخذ حفنة من كل ألوان التراب وأنواعه.. لذا فالبشرية ليست من لون واحد أو طبع واحد، فكما التراب نحن.. تختلف ألواننا وطباعنا، مِنّا مَن هو لين طيب كالطين، ومِنّا مَن هو قاسٍ كالصخر.. وخلق الله آدم ومنه خرجنا جميعا من تراب.. كان ذلك فى عصر يوم جمعة، لذا يُقال إن هذا الوقت تُستجاب فيه الدعوة.. ثُم بلّل التراب بالماء، لذا جعل الله من الماء سببا لكل شىء حى، فلا شىء أو أحد يحيا دون ماء.. وبقى آدم على هذا الحال زمنا حتى تغيرت رائحته وهيئته وأصبح كالفخار..
ويُقال إنه بقى سنوات على هذه الحال قبل أن ينفخ فيه الله سبحانه وتعالى الروح.. كان الملائكة يترقبون الوقت الذى يقرره الله سبحانه وينتظرون إلى أن حانت اللحظة العظيمة.. نفخ الله من روحه فى آدم.. وبدأت الروح تسرى.. فى رأس آدم أولاً.. ففتح عينيه، ثم وصلت إلى أنفه، فعطس، وعلّمه الملائكة قول: «الحمد لله» بعد العطس.. فكانت بداية الكلام فى الحمد.. ثم سَرَت الروح فى بقية جسمه، فقام ومشى حتى وصل للملائكة، فقال لهم: السلام عليكم، ليردوا عليه: وعليك رحمة الله وبركاته، لتكون أولى الكلمات هى الحمد، وثانيتها السلام، وثالثتها الرحمة.. ولو فكرنا فى تفاصيل حياتنا وملأناها حمدا على نعم الله مهما كانت صغيرة، وأفشينا السلام حولنا مع أهلنا وأصحابنا وملأنا قلوبنا رحمة وأغدقنا بها على مَن حولنا لصلحت أحوالنا.. وجاء أمر الله للملائكة أن اسْجُدُوا لآدم.. فسجدوا جميعا حتى جِبْرِيل تنفيذا لأمره سبحانه.. إلا إبليس..