الأقباط متحدون - الإتنين يوم الاتنين
  • ١٨:١٩
  • الأحد , ٤ يونيو ٢٠١٧
English version

الإتنين يوم الاتنين

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٢: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ٤ يونيو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 بقلم : د. مينا ملاك عازر

 
يوم الاتنين اللي أحنا فيه ده يلتقي فيه مناسبتين، مناسبة الاحتفال بالانتصار هجرياً، وذكريات الانكسار ميلادياً، فبينما نحن نتباكى بالتقويم الميلادي على ذكرى النكسة التي تسبب فيها ناصر وفكره المعتمد على أهل الثقة وليس أهل الخبرة، نحتفل وبحسب التقويم الهجري بذكرى عبور العاشر من رمضان والإتنين يوم الاتنين.

رغم الفارق الزمني بين الحدثين على أرض الواقع ست سنوات إلا أنهما التقيا وبعد سنوات طوال في يوم واحد، لتقف حضرتك بنفسك لترى بأم عينك الشيء وعكسه حين عمل العاملون وفشل الفاشلون، حين اجتهد وعبر المجتهدون، وحين تجاهل الجاهلون فانكسروا وإتنكسوا وإتوكسوا.
 
البون شاسع بين الحدثين، بين شعب عمل وسعى لينجح، وشعب عمل ولم يسعى ففشل، الحديث طويل عن الضربتين الجويتين التي قامت بها إسرائيل ضد مصر ثم مصر ضد إسرائيل، كلتيهما ضربة جوية، وكلتيهما كانت مدروسة، ومعد لها جيداً، فكان النجاح لمن درس واجتهد، وعمل لينال النجاح، أما من تكبر واغتر واستهتر وتهاون وتوانى فكان له نكسة وهزيمة نكراء.
 
الكارثة أنه وفي خلال خمس وستين عاماً، لم تفعل مصر شيء يقترب من حدث العبور في تخطيطه ودراسته والاجتهاد والتفاني في أدائه ودرجات نجاحه، فكانت النتيجة أن عشنا خمس وستين سنة من فشل ونكسة تسلمنا لنكسة، وهزيمة لهزيمة، وتتعدد المسميات والمرارة في الحلق واحدة، والمواطن في كل الأحوال يدفع ثمن أن الأنظمة تولي أهل الثقة،وتكابر وتعاند وتتجاهل العلم، فتقدم أوراق فشل جديدة، ومبررات فشل معتادة، وإعلاميون جدد يروجون لأسباب الفشل ويبررون ويطبلون.
 
وهذه هي كارثة البلد الحقيقية، أننا نكرر أخطائنا، ولا يعتبر نظام ممن قبله، ولا يعتبر الإعلاميون ممن سبقوهم، فيقوموا بنفس أدوارهم من تسمية الخسائر بمسميات تهون من هول الكارثة، وتطبل للحاكم وتخدع المواطن، وتلون السواد القائم، وتصبر المخدوعين، وتسرق الحلم في كل مرة من عيون جيل جديد لم يختبر النكسة، ويحلم في أن يكون بحق جيل جديد جيل عبور، جيل يحلم بالنصر يقدمه بحق هدية لمصر، ليس ادعاء ولكنه بالعمل الجاد، العمل المدروس المخطط له من أهل الخبرة، وليس من أهل الثقة والأقارب والمعارف والأنسباء،فنحن لسنا في فرح واحد قايم ينقط، إحنا في دولة بل شبه دولة كما قال سيادة الرئيس، تحتاج لدراسات جادة وعاملين جادين، ورجال خبراء، يفكرون ولا ينساقوا وراء أهوائهم وإغواء بآخرين، فلسنا حقل تجارب، ومن يريد التجربة لنا في التجارب طوال الخمس وستين عام الماضية أسوة حسنة، لنبتعد عن ذات النهج المُنتهج في الاختيارات الفاشلة لهؤلاء اللذين لا يثقوا إلا في ذويهم، وسحقا للخبرة والعلم والاجتهاد، فهل من يتعلم من الماضي والحاضر ليقدم لنا مستقبل مبهر بحق!؟.
المختصر المفيد كفاية.