داعش التى نصفق لها
أوليفر
الأحد ٤ يونيو ٢٠١٧
Oliver كتبها
معظمنا لا يطيق الإرهاب بكل أشكاله.بعيداً عن الأديان يتفق الأسوياء ضد الإرهاب.لكننا ضد الإرهاب الذى نلاحظه و نراه إرهاباً بينما يوجد حولنا إرهاب نصفق له و ندفع مالاً لكي نتابعه و نصنع من صانعيه مشاهير و أبطال و هم قوة داعمة و ناعمة للإرهاب.
- سيطرة بعض الجهلاء على سوق الفن لم يكن صدفة.تحول جزار فجأة إلى منتج سينيمائى يؤلف و ينتج و يمثل و يخرج أحياناً بأدواته و عقليته البدائية لم يكن عشوائياً.صدارة قلة من غير الدارسين أو المثقفين لمشهد الفن بأشكاله و صوره ليس وليد اللحظة.لكنه أحد الأيادى السوداء التى تجهز مفجرين و إرهابيين و بلطجية ليفتكوا بالسلام و الأمن فى أوطاننا.
- الأفلام التي تدور كلها حول أن السلاح أقوى من القانون و البلطجى أهم من الجميع و تجعل أصحاب الذقون الغجرية قوة ضد السلطة و قادرة على السيطرة على مجتمع الحارة و الشارع ثم تجعل الجنس مكافأة البلطجي على فتونته هذه هى نفس فكر داعش لكنها داعش السينيمائية.هذه صورة تضع فى دهاء خميرة الإرهاب فى عقول الطبقات التي تشاهد هذه الأفلام و المسلسلات.
- مع أن داعش تكفر التمثيل و التصوير لكنها تتفنن فى تصوير أعمالها الإجرامية و لديها خبراء فى الإعلام و تسويق الأفكار لذلك كان جديداً أن يتم تسويق داعش بإمكانيات قناة الجزيرة.فهى التى قدمت الإرهاب كأنه فيلم هوليودى بالتصوير و الموسيقى و الإخراج و الرمزيات مع خطاب من ممثل للإرهابيين منتقى بعناية . لذلك ليس مستبعداً أن تكون داعش هى الراعى الأول لأفلام البلطجة و نشر العنف و التحرش و تدنى لغة الشارع.داعش تستغل السينيما و التليفزيون لترويج لغة منحطة تسود الأخلاق العامة و يرتفع منسوب تأثيرها إلى طبقات كانت لها لغة راقية تعكس ثقافتها و علمها.داعش السينيمائية تضع رافضى الإسفاف فى موضع الجامدين فكرياً و تضع مروجى الإسفاف فى مصاف الأبطال.
- كلما شاهدت فيلماً تم إنتاجه خلال العشرة سنين الماضية لا أفهم نصف ما يقولونه مع أنه بالعربية التي أعرفها.يقولون كلاماً منحدر المستوى يتداوله الشباب بتلقائية و يعتبرون من لا يعرفه متخلفاً عن التطور الطبيعي للإسفاف.فإذا حصرت عدد أفلام البلطجة في تلك الفترة ستجد عدداً مهولاً من مصنفات داعش الفنية.ستجد ممثلين لن تراهم في أفلام أخرى.هؤلاء هم عصابة داعش الفنية.سيوفهم تمثيلية و إرهابهم ينسكب بإنسيابية فى عقول شباب لم يعد العنف يؤرقه و لا القانون يردعه.
- داعش فى قلب كل برنامج يتعمد أن يشغل برنامجه بفقرات كلها سلبىة ليخلق إنطباعاً بالإنحدار فى كل شيء و يقدم جميع المسئولين كأنهم فاسدين ليعط مبرراً لأخذ الحق بالذراع.يعيد مشاهد الدم مراراً حتى يعتاد الناس الدم ويكون كمن يدرب الإرهابيون نفسياً على مشاهد تناثر الدم و الأشلاء فى كل الأنحاء. و يجد فى الوقت نفسه من يعتبره بطلاً لأنه يفضح الجميع و لا ينتبه البعض أن رفض الدم ليس بنشر الدم و رفض الإرهاب لا يمكن تحقيقه بمساندة داعش و ترويج صورها الدموية . أنها برامج داعشية.
- داعش فى صحف كثيرة.يوجد صراحة صحفيون داعشيون و أيضاً إخوان بل صحف بأكملها يمتلكها الإرهاب معروفة للكل.تتعمد الشماتة بعد كل حادثة إرهابية.و تترك أعمدتها لأفكار داعشية تصول و تجول فيها بكل حرية.الصحف التي تنشر فتاوى برهامي و لو بلهجة تسخر فيها منه هي صحف تتعمد وضع الإرهابيين في العقل الجمعي و تجعل وجودهم أمر معتاد و كلامهم متداول .هؤلاء داعشيون متنكرون ينشرون لداعشيين غير متنكرين. كم رأينا الذئب في ثياب الواعظين.
- مقاومة الإرهاب بالفن و الثقافة لا يعني تقديم الإرهابيين كأبطال فيما عدا المشهد الأخير.و لا يعني تغذية عقول المشاهدين بالسلوك الإرهابى البغيض مع بعض المشاهد الساخنة فهذا و ذاك يغذى الإرهاب و يروج لمعالمه الرئيسية(ذقن و عنف و جنس).
- للفنانين الحقيقيين أقول حاربوا الداعشيين و ألفظوهم من بينكم برغم الإغراءات.و على الدولة أن تنتبه لخطورة سينما وإعلام داعش المستتر و تتعلم كيف توقف الأمريكيون من إنتاج أفلام الويسترن( الكاوبوى) لأنها ساهمت فى نشر العنف.
- للشباب أقول .لا تدفعوا مالاً لتمويل داعش السينيمائية فهؤلاء أيضاً إرهابيون يقتلون أخوتكم الأقباط والجنود و يفجرون الكنائس و الشوارع.لا تمولوا قتلة الوطن و لو لبسوا ثياب الفن كذباً.فالفن نعرفه منذ آلاف السنين لا يروج للموت أو يستعذب الدماء.لا يمكن أن نلعن الإرهاب من جهة و ندعم أفلامه و إعلامه من جهة أخرى .لا يمكن أن نطلب تجفيف منابع الإرهاب و نحن نغذيه بأموالنا دون أن نقصد. لنحترس فى إنتقاءنا للفن لئلا نكون نحن من يصفق للقتلة و يدعمهم