الأمير الذى فقد عقله!!
مقالات مختارة | حمدي رزق
الثلاثاء ٦ يونيو ٢٠١٧
فلا حرج دينياً على من قال إن إبليس ليس له توبة، ولا حرج سياسياً على من قال إن عزمى بشارة ليس له توبة، وهل إبليس نوى التوبة يوما، قال بالتوبة فى سره، هل حاول التوبة، هل فى قاموسه توبة؟!
عندما أعلن الدكتور عزمى بشارة، مستشار الإمارة القطرية للأعمال السفلية، توبته واعتزاله العمل السياسى المباشر وبشكل كامل، عدت إلى توبة إبليس فلم أجد لها أثرا فى الكتاب، إذا تاب إبليس تاب بشارة، وقد يتوب إبليس ولن يتوب بشارة، بشارة إذا تاب عرض، من التعريض السياسى.
يستحيل يعتزل إبليس الشر، خُلق للشر، بشارة يجيد فى دور الشرير، معلوم «ساروخ» الابن البِكر لإبليس، و«دنهش» أقوى أولاد إبليس، أما بشارة فأخطر أبناء إبليس جميعا، ملقب بشيطان الإمارة، إذا اعتزل بشارة فأبشر بتداعى الإمارة.
توقعاً الأمير الطائش سيعلن لاحقا اعتزاله العمل السياسى المباشر بشكل كامل، طوعا أو كرها، فبشارة عقل تميم، إبليس سكن عقله، عندما يعلن إبليس فشل مهمته فى عقل تميم، بعد أن استعمره طويلا، سيخلف فراغا هائلا، وحتما سينتهى الأمر بجنون الأمير العابث.
حاول أن تفهم خروج إبليس من عقل تميم فى هذا التوقيت الحرج سياسيا يعنى بشارة سقوط تميم، الشرير يغادر مسرح الجريمة، أتم جريمته على أكمل وجه، أسقط البيت على دماغ أميره وأمير البلاد، وتركه يتخبط فى حوائط قصره، ما صدر عن الأمير وكبار مستخدميه فى الأسبوع الأخير وانتهى بقطيعة دبلوماسية عنوان التخبط الذى بلغ حد العبث السياسى.
من يرد التعرف على حجم التأثير الشرير لعزمى بشارة يراجع ما كتبه على «فيسبوك»، كل حرف يشى بمؤامرة، الشيطان يعلن اعتزاله فى رسالة مشفرة إلى أتباعه المخلصين، نصا يوسوس: «تقرر ترك ما تبقى من العمل السياسى المباشر للتفرغ للبحث والكتابة والإنتاج الفكرى، فهو الأهم والملحّ والممكن فى هذه الظروف».
«تتبعك السياسة، تلاحقك إلى عزلتك لنفس أسباب ابتعادك عنها: قتل العقل وتهميش الصراع على الحرية والعدالة، وتلويث كل شىء بالطائفية والعنصرية والعنف الأهلى وسياسات المحاور والإرهاب الجسدى والفكرى».
من وسوسته، تخمن جرائمه، ومنها قتل التضامن العربى وإشاعة الفوضى فى المنطقة، وتعميق الصراع الطائفى والعنصرى والحروب الأهلية، جميعها من تدبير هذا الشيطان الرجيم الذى استولى على عقل الأمير الطائش.
من منتجات الشرير توطين الإرهاب الفكرى والدينى والطائفى والمذهبى، لم يترك إرهابا إلا ودعمه فكريا وإعلاميا، ولم يمرر جماعة إرهابية إلا وأنعشها تنظيرا وأخبارا وإعلاما، وجمع لها سواقط القيد فى بلادهم، ووفر لهم ملاذات آمنة فى صحف وقنوات ومواقع، جميعها تناصر الإرهابيين.
اعتزال بشارة صدمة لتميم والست والدته، بشارة كان شيطان العائلة، كان مفكر العائلة، ومرشدها السياسى، وهو الدور الذى لم يستطعه الدكتور سعد الدين إبراهيم الذى يميل أكثر للتنظير، لكن بشارة يجيد فى الفعل السياسى المباشر، سعد اكتفى بدور العراب عن بعد، فى أموال الأمير حق للعرابين.
تميم فقد قبلا المرشد الروحى، بعد اعتزال الدكتور يوسف القرضاوى قسراً بأوامر من الأميرة موزة، قالت له: «تحشم يا رجل» صُدم القرضاوى فى عمامته، لم يفتح فمه بحرف، وانهارت مناعته، ولزم سريره، ولم يقترب من القصر، ومُنع من رؤية الأمير، ففقد الأمير بمرض القرضاوى نصف عقله، باعتبار بشارة نصف العقل الآخر المفقود.. لقد جُن تميم!.
نقلا عن المصري اليوم