الأقباط متحدون - القبطي لآ يحيا ... في مناخ سلفي ..!!
  • ٠٨:٠١
  • الثلاثاء , ٦ يونيو ٢٠١٧
English version

القبطي لآ يحيا ... في مناخ سلفي ..!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٤٢: ٠٩ م +02:00 EET

الثلاثاء ٦ يونيو ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نبيل المقدس
      بحثت عن دور أقباط مصر من رجال أعمال , ورجال سياسة , وشباب وشابات ورجال وسيدات ثورة 30 يونيو .. لم أجد إلاّ القليل جدا . كما أحاول أن أشم رائحة حماس اطفال وصبية اقباط مصر الذي كان علم مصربالنسبة لهم الرداء الذي يتلفحون به فخرا وإبتهاجا .. لم أجدهم الآن في السنة قبل الأخيرة من فترة الرئيس السيسي . وهذا أمر طبيعي ومُزعج في آن واحد  .. فالمسيحي القبطي له مناخ خاص ليكون إيجابي ومُجدي ومثمر في أرضه مصر. القبطي المسيحي من أكثر فئات الدولة حبا وخوفا علي مصر , فهو الذي يحمل بصمات هويتها , ومحفور علي يديه تاريخها من عمقه حتي يومنا هذا. القبطي المسيحي له مناخ خاص فيه يعمل ويثمر ويتحمل توابع إصلاحات الإقتصاد , ويفدي روحه من أجل ان تعيش مصر دولة أمنة , ويضحي من أجل أمنها القومي , ويقاسي الجوع والعطش من أجل حياة أفضل له ولها , كما نجده يتوحش أمام أي إرهاب يقع علي مصر ويحاول ان يفسد ويبدد كوادرها ويهبط من كيانها بين الأمم. كل هذا يتحقق كاملا لو كان المناخ المحيط به  لا يسمح أن عقيدته لا تُهان , وإيمانه  بربه لا يتم إزدرائهِ من الأخر, وللأسف من بعض مشايخها ..!!

   كان اقباط مصر من ضمن أوائل الفئات المصرية , بل وأكثرهم نسبيا التي ساهمت في الإصلاح الإقتصادي من أول يوم فيه تبوء الرئيس السيسي المسئولية . شارك القبطي بكل وجدانه في تحمل الكثير من المساعدات والدعم لظبط إيقاع الحالة الإقتصادية والإجتماعية .. لكنهم بدأوا يبطئون في المبادرات التشجيعية عندما وجدوا أن هناك  الفئة المعروفة بالسلفية قد بدات تتمكن وتسيطر علي أخذ القرارات الصادرة من مؤسسات الدولة .. حتي يُهيا للمرء أن مصر يتم إخضاعها في أن تصير دولة سلفية أو بصراحة دولة دينية بحتة . ومن هنا تغير المناخ الطبيعي لمصر غير المناسب للقبطي , وتشويه هويته التي لا تليق بهوية جذوره القبطية الأصيلة .
    
تزايد وجود السلفية طرديا علي مسرح الأحداث حاليا ليس في صالح مصر .. فالسلفي والقبطي المسيحي لا يتفقا .. فهؤلاء السلفيون مختلفين عن المسلمين المعروفين بالوسطية والذين عاشوا معنا في وئام من  بدائة عصر النهضة حيث ظهر الكثير من مسيحيي مصر في المشاركة الحقيقية في تسيير بعضا من الأمور  .. فقد  سمح محمد على رائد عصر النهضة للأقباط بحمل السلاح وذلك لأول مرة فى تاريخ "الإحتلال الأسلامى العربى" لمصر أى منذ 1400 سنة . كما  سمح للأقباط بحرية بناء الكنائس وممارسة الطقوس الدينية ولم يرفض أى طلب تقدم الأقباط به لبناء أو إصلاح أى كنيسة . كان محمد على أول حاكم مسلم يمنح موظفي الدولة من الأقباط رتبة الباكوية عرفانا بخدماتهم لمصر كما أتخذ له مستشارين من الأقباط .

   ومن هذا العصر تمتع مسيحيو مصر باعظم المراكز والوظائف في دواوين الحكومة .. كما في هذا العصر تملكوا الكثير من المساحات الزراعية .. وأفادوا مصر بالكثير من المنتجات الزراعية الجديدة .. ونحن الآن نسمع عن بعض من العائلات المسيحية لهم الفضل في تنمية الكثير من الصناعات مثل مصانع الغزل والنسيج ,  وتخصيص شركات  للسياحة , كما إهتم خلفاؤه الملوك والسلاطين بالثقافة والفن بجميع أنواعه .. كل هذا النشاط الذي نشاهده اليوم هونتاج نظام فصل الدين عن الدولة الذي بدأها محمد علي .. والأن برز من بين الظلام وحش السلفية التي أخذت تأكل في عظام دعائم الدولة .. وياليتهم يدارون فتواهم التي تخص الأمور الإجتماعية والحياتية والتي أصبحت فرصة للقيل والقال , واحرجت الكثير من إخوتنا المسلمين الوسطيين في مواجهة هذه الفتاوي التي لا يقتنع طفل بها .
  
 نحن نعترف ياريس أنك تحاول بقدر الإمكان أن تنصفنا من هؤلاء السلفيين , وظهر ذلك في نداءاتك المستمرة بتجديد الخطاب الديني .. لكن كل هذه المجهودات تضيع سُدي طالما أنهم موجودون رسميا في كيان حزبي , ويزاحم الأحزاب الأخري في إصدار قرارات وقوانين لها طعم ورائحة الدين المتطرف,  بالإضافة علي ذلك إنهم  هم الأسباب الحقيقية قي كل الفتن التي دارت وتدور بين عنصري الأمة بين كل حين وحين.

   كنت لا أحب أن أصرح لك يا رايس , أن مسيحيي مصر علي وشك الإنسحاب من حلف 30 يونيو , هذا الإنسحاب لا يرتبط بالإجراءات التي تتخذونها في الإصلاح الإقتصادي , وإعادة الإعمار في جميع خدمات الدولة .. فالمسيحيون علي إستعداد أن يُستشهد منهم الآلاف من أبنائها من أجل إعمار مصر , فقط في حالة ان الدولة تطبق العدل , و تعتقل شيوخ السلفيين لإصدارهم فتاوي القتل والكراهية ضد مسيحيي مصر, ولا تتباطيء في إيقاع عليهم العقوبات التي تتناسب مع مضايقاتهم ونبذهم لهم .

لكم السلامة يا أقباط مصر .. فليس أمامكم إلا أن ترفعوا اياديكم إلي رب السماء لكي يحميكم من أعداء البشرية...ّّّّّ!!