الأقباط متحدون - الشعب القطرى الشقيق
  • ٢٠:٣٤
  • الاربعاء , ٧ يونيو ٢٠١٧
English version

الشعب القطرى الشقيق

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٨: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٧ يونيو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

حسناً قطع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، قول كل خطيب: «لا مساس بالطلبة القطريين الذين يدرسون فى الجامعات المصرية». وعلى نهجه سار الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، بمراعاة البعد الإنسانى للطلبة القطريين بعد قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.

وعليه نتواصى بالحرص كل الحرص على مراعاة البعد الإنسانى بين الشعبين الشقيقين، للسياسة حساباتها الموقوتة، ولكن ما بين الشعبين من علاقات أخوية دائم وسيدوم، ومراعاة هذا البعد الإنسانى ضرورة قصوى فى ظل تقطع العلاقات مع نظام تميم المتحالف مع الإخوان والتابعين.

وأتمنى على العقلاء فى مصر وقطر ألا يرهنوا البعد الإنسانى بالبعد السياسى، فالشعبان متداخلان وبينهما صلة وذمة، أولادهم وعائلاتهم فى ذمتنا مقدرون، وأولادنا وعائلاتهم فى ذمتهم مقدرون، يجب أن تدار الحسابات السياسية بمعزل عن الأضرار بالمصالح الحيوية بين الشعبين.

لنا فى قطر من البشر ما يختلف فى تقدير أعداده، يعملون فى الإمارة، بعضهم مضى سنوات عمره فى الدوحة، أتكلم عن المصريين لا عن الإخوان، هؤلاء لا وطن لهم، ولقطر فى مصر آلاف يعيشون بيننا كمصريين، فإذا ما ادلهمت الخطوب وصارت قطيعة سياسية، فإن الحفاظ على هؤلاء ضرورة ملحة على الجانبين، والحكمة إبعادهم عن معترك السياسية، وإلا سيكون الخطب عظيماً.

الحكمة السياسية التى أملت على رئيس الوزراء هذا الواجب الإنسانى تجاه الطلبة القطريين هى ما يخفف وطأة الظرف السياسى المتعكر، القطيعة السياسية يجب ألا تتحول إلى قطيعة شعبية، ودوماً مصر كانت تصبر على التحرشات السياسية القطرية ما ظهر منها وما بطن امتثالاً لهذه العلاقات الشعبية التى تشكل أرضية التواصل العربى.

حتى فى خضم الأزمة وثبوت ضلوع النظام القطرى فى العمليات الإخوانية فى مصر، حرصت مصر على ألا تقطع شعرة معاوية، ولم تذهب إلى طلب إبعاد المواطنين القطريين، بل ذهب رئيس الوزراء إلى تصريحه المهم ليؤكد أن مصر لاتزال تحافظ على الود الشعبى، ولا تذهب فى ردها على الاستفزازات القطرية إلى ما ذهبت إليه دول خليجية حرصت على طرد القطريين من أراضيها، وما كنا نتمنى ذلك ولا نرجوه.

أرجوكم نحّوا الشعوب جانباً، وأخرجوها من حسابات السياسة، وإذا كان الأمير وحاشيته لم يمتثلوا للإرادة العربية، وخرجوا عليها بدعم أعداء العروبة فى كل البقاع والأصقاع، دولا وجماعات وتنظيمات، فإن الشعب القطرى بعيد تماماً عن ممارسات نظامه، لكل نظام حساباته، ولا تزر وازرة وزر أخرى، لا تحملوا الشعوب وزر الخلافات العربية.

نادينا طويلاً وكثيراً بقطع العلاقات مع النظام القطرى الداعم للجماعات الإرهابية على الأراضى المصرية، ولكن يظل الشعب القطرى الشقيق فى مكانه من قلوب المصريين، وهناك فى الدوحة من القطريين ما كان مثلنا يتعجب من ممارسات الأمير تميم التى لا ترعوى لجيرة وأخوة وعروبة، وكانوا يتمنون زوال الغمة الإخوانية عن الأجواء القطرية.

القلق الشعبى المصرى على مصير أبنائه فى قطر مشروع وحقيقى، وأى خطوة قطرية بعقاب العمالة المصرية سيكون مردودها قاسياً على مستقبل العلاقات بين الشعبين، وإذا كانت السياسة لها حساباتها فإن الحسابات الشعبية أولى بالحسابات بين العاصمتين.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع