![](http://www.copts-united.com/uploads/3445/50_20180807153533.gif)
هل هذه حقاً بديهيات دينية؟ (8).. النساء أكثر أهل النار
مقالات مختارة | خالد منتصر
الاربعاء ٧ يونيو ٢٠١٧
«لماذا النساء أكثر أهل النار؟»، سؤال غريب وجدته عنواناً لكتاب يباع فى الأسواق هذه الأيام، وقد أقسم لى البائع أنها آخر نسخة عنده، فقد كان الزبائن يتخاطفونه، وصدقت البائع ولم أعتقد أنه يكذب لتحلية البضاعة، فالزبائن كانوا يبحثون عن مسوغات ومبررات للقهر الواقع على المرأة، والذى يبعث فيهم النشوة الدراكولية كلما زاد غرس أنيابه فيها، وأيقنت أن القهر الجنسى جزء من كل، وظل لصورة بشعة رسمها المسلمون ولم يرسمها الإسلام. واشتريته لأعرف الإجابة عن هذا السؤال العجيب: لماذا النساء أكثر أهل النار؟! وجدته يعتمد على أحاديث كثيرة اخترت منها اختصاراً للمساحة هذا الحديث: «اطلعت فى الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت فى النار فرأيت أكثر أهلها النساء».
الكتاب ليس الوحيد المتفرد، إنما هو موجة فى تيار كاسح كالطوفان، يمتلئ باقتباسات عن المرأة كلها سلبية، منها على سبيل المثال ما ورد على لسان على بن أبى طالب كرم الله وجهه: «أيها الناس، لا تطيعوا للنساء أمراً، ولا تأمنوهن على مال، ولا تدعوهن بدون أمر، فإنهن إن تُركن وما يُردن أفسدن الملك وعصين المالك.. وجدناهن لا دين لهن فى خلواتهن، ولا ورع لهن عند شهواتهن.. اللذة بهن يسيرة، والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات، وأما طوالحهن فعاهرات، وأما المعصومات فهن المعدومات.. فيهن ثلاث خصال من اليهود، يتظلمن وهن ظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات»!! بهذه القصيدة الهجائية الرهيبة للمرأة نختتم ما تيسر لنا اقتباسه من هذا الكتاب الذى أخطر ما فيه أنه ليس جهداً فردياً، ولكنه تعبير عن اتجاه أعم ومفهوم أشمل نشأ فى كنف المجتمع الذكورى الذى يسب بالأعضاء التناسلية للأنثى فقط، ويعتبرها عورة متحركة، ودنساً نابضاً، وغواية بلا نهاية، ورغبة بلا رهبة!!
والمصيبة الكبرى أن كثيراً من النساء قد تم تزييف وعيهن وتخيلن القيود التى علاها الصدأ أساور ذهبية، واعتقدن أن هؤلاء القراصنة من المتأسلمين قد هبطوا من الكهوف لإنقاذهن مع أنهم فى الحقيقة قد جاءوا لاغتيالهن مع سبق الإشباع والإصرار والترصد. وما زلت أتذكر ما قاله الشيخ صلاح أبوإسماعيل وهو يهاجم قانون الأحوال الشخصية الصادر سنة 1979 والذى كان يبيح للزوجة المتضررة من الضرة طلب الطلاق، وقف الشيخ أبوإسماعيل حينها فى مجلس الشعب وقال: «إن النبى لم يعتبر من الكذب أن يكذب الزوج على الزوجة ليرضيها ولا كذب الرجل فى الحرب، فالحرب خدعة»!! أو أن الزواج فى نظرهم ببساطة هو معادلة أطرافها العبودية والرق وإذلال الكبرياء، وأخيراً حرب وخدعة!
المرأة فى نظر هؤلاء هى ماكينة تناسل، والجنس ما هو إلا لمزاج الرجل، وفرجها هو مرحاض بشرى يلقى فيه الرجل بفضلات كبته، جسدها مجرد رحم وخزانة لحفظ الأجنّة، كيانها هبة من الرجل، وحياتها نفحة منه، وسعادتها مرتبطة برضاه، عليها الخضوع حتى فى الجنس، فالزوج عندما يمارس معها فهو يتصدق عليها ويكسب فيها ثواباً، إذا وافقت فهى مسلوبة، وإذا رفضت فهى ملعونة، متعتها مرتبطة بمنحها البركة، وزواجها اغتصاب مقنن بورقة، تفاسير النصوص من أمامها وتخاريج القانون من ورائها، فقيه يسجن ماضيها، ومحام يتلاعب بحاضرها، ومجتمع يصادر مستقبلها، وهى فى كل الحالات القربان الذى يقدمه الرجل كل لحظة على مذبح نفاقه باسم التدين، وكذبه باسم القيم، وافترائه باسم الرجولة، وعقده النفسية باسم الحفاظ على الشرف، فهل يتمرد القربان على السكين أم يظل مستمتعاً بالذبح، ذلك هو السؤال؟
نقلا عن الوطن