الأقباط متحدون | رساله إلى فضيلة الشيخ أحمد الطيب (3)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٢٣ | الجمعة ٤ مارس ٢٠١١ | ٢٥ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رساله إلى فضيلة الشيخ أحمد الطيب (3)

الجمعة ٤ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

من ثمار الماده الثانيه

بقلم: حنا حنا
حضرة صاحب الفضيله شيخ الجامع الازهر,

تحية وإجلالا
لا شك أن سيادتكم على علم بما حدث فى دير الانبا بيشوى فى الصحراء التى يطلقون عليها برية شيهيت.  وأكرر على ماسمع فضيلتكم ما قرره وسرده أحد الآباء الاساقفه.  وكما تعلمون فإن رجال الكهنوت لا يكذبون فى أى ظرف من الظروف وأى سبب من الاسباب وإلا أخلوا بثوابت الدين المسيحى

فى ظل الفراغ الامنى اعتدى بعض الخارجين على القانون على دير الانبا بيشوى.  طلب الرهبان من رجال الجيش فى المنطقه بحماية الدير من هؤلاء المعتدين.  كان جواب رجال الجيش "إنتم إحموا نفسكم".  بناء على تلك العباره التى لغويا تعنى أنهم عليهم أن يتخذوا ما يروه من إجراءات لحماية أنفسهم.

ولما كان رجال الاديره قد نفذت ذخيرتهم وأسلحتهم التى تحميهم عقب إعلان الدكتور الجهبذ "العوا" فقد رأى رهبان الدير أن يبنوا سورا خارج السور القديم حتى يكون سدا أمام المعتدين الذين أطلقوا ليعيثوا فى البلاد فسادا.  يتبين من هذا أن أى إنسان له الحق أن يتخذ ما يراه من إجراءات سلميه لحماية نفسه وماله وهذا حق مشروع فى غياب الحماية الامنيه.  وكان هذا البناء أمام أعين جنود الجيش المرابطين فى المنطقه.

ورغم مشروعية البناء الذى قام به الرهبان شكلا وموضوعا, إلا أننا سنفترض جدلا أن هذا البناء كان مخالفا للقانون شكلا وأيضا موضوعا.

فى هذه الحاله كان أمام الجيش أحد هذه الحلول:

إما أن يغض رجال الجيش النظر عن هذا التعدى حتى تستقر الامور وتتمكن الدوله من تنفيذ مسئوليتها نحو توفير الامان للمواطنين  فيشعر الرهبان بالامان فمن ثم يطالب الدير بإزالة هذا المبنى وعلى نفقتهم أيضا.

إما أن تطاب الدوله بثمن الارض التى "اغتصبت واعتدى عليها" وسوف يدفع الدير الثمن بالكامل طالما أنه ثمن المثل.  وسوف يكون هذا الثمن أكثر بكثير من الاراضى الغير صحراويه التى بيعت بثمن بخس فى توشكى مثلا أو خلافه ولم تتقاضى الدوله إلا  جزءا يسيرا من الثمن الرمزى.  نعم كان الدير مكلفابسداد ثمن المثل كاملا.

إما أن يطالب الدير بعد استقرار الاحوال بأن يزيل السور على نفقته.

إما أن تقام دعوى على الدير بعد استقرار الاوضاع بإزالة السور بوصفه من ممتلكات الدوله الثمينه أو غير الثمينه ثم يزيل الجيش السور المعتدى بالقوه على نحو ما فعل الجيش.  ولا شك ياسيدى أنكم تؤمنون أن الدول المتحضره يمتنع عن إنسان أو هيئه أيا كانت أن تقتضى حقها بنفسها وإلا رجعنا إلى شريعة الغاب.  وأسلوب تقاضى الحقوق هو القضاء.

بدلا من هذه الحلول جميعا, ورغم أن الجيش قد صرح صراحة أو ضمنا ببناء السور للحماية إلا أنه قام بغزوة جسور بكل المعدات الثقيله والخفيفه ودمر السور حتى يكون عبره لمن تسول له نفسه بأن يعتدى على الصحراء الغاليه الثمينه.
سيدى:  هناك سؤال واحد .. هل لو كان هذا الدير جامعا كان يمكن أن يتخذ الجيش هذا المرقف؟ بالقطع لأ.
لماذا؟  إنها الماده الثانيه يا سيدى التى تفرق بين مواطني وطن واحد.
إن التفرقه يا سيدى تعمل على تفتيت الوطن كما لا يخفى على فضيلتكم ولا تقويه.  فهل هذا يرضيكم أو هل هذا هدفكم؟  بالقطع لأ.
وتفضلوا فضيلتكم بقبول فائق الاحترام والاجلال والتقدير.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :