الأقباط متحدون - في ذكرى اغتياله.. ماذا قال الشيخ الشعراوي والأزهر عن مقتله؟
  • ١٥:١٧
  • الخميس , ٨ يونيو ٢٠١٧
English version

في ذكرى اغتياله.. ماذا قال الشيخ الشعراوي والأزهر عن مقتله؟

٢٩: ٠٥ م +02:00 EET

الخميس ٨ يونيو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت – أماني موسى
يوافق اليوم 8 يونيو، ذكرى اغتيال الكاتب والمفكر العلماني، د. فرج فودة، بتحريض من الجماعات الإسلامية على يد "سماك".

مناظرة أدت إلى القتل
عقب ترتيب مناظرة ضمن فعاليات معرض الكتاب في عام 1992، والتي جاءت تحت عنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، ومثل فيها الدولة المدنية: فرج فودة ومحمد أحمد خلف الله، ومثل الدولة الدينية كل من: الدكتور محمد الغزالي الأزهري والعضو السابق في جماعة الإخوان، والمستشار مأمون الهضيبي المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية وقتها، والدكتور محمد عمارة، والمعروف بآرائه المتشدّدة.

خلال المناظرة تم التحريض على فرج فودة بدرجة كبيرة، واتهامه في دينه وأفكاره وعقيدته، وهو ما مثّل خطوة كبيرة أخرى على طريق الشحن العام ضدّ فرج فودة وأفكاره، وضد حياته أيضًا، إلى أن وقع حادث الاغتيال بعد ستّة أشهر تقريبًا.

اغتياله
غتيل فرج فودة بتحريض الجماعة الإسلامية وجبهة علماء الأزهر التي أصدرت بيانًا بتكفيره، حيث سقط شهيدًا على "سماك" أمي لا يجيد القراءة والكتابة، في 8 يونيو قبيل أيام من عيد الأضحى.

حيث انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام الجمعية المصرية للتنوير بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة.  

وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين.   

غير أن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب الدراجة البخارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطمت رأسه بالأرض وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان متواجدًا بالمكان إلى المستشفى حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب.

جبهة علماء الأزهر تصدر بيان بتكفيره
تبنت جبهة علماء الأزهر هجومًا حادًا ضده، وأصدرت بيانًا بتكفيره ومن ثم إجازة قتله باعتباره كافر، وقد كان بالفعل عقب صدور البيان بأشهر قليلة.

الشعراوي وعمارة أشهر الموقعين على بيان اغتياله
جدير بالذكر أن الشيخ الشعرواي والغزالي ومحمد عمارة أشهر الموقعين على بيان اغتياله في 3 يونيو 1992، حيث نشرت جريدة (النور) الإسلامية، والتي كان بينها وبين فرج فودة قضية قذف بعد اتهامه بأنه يعرض أفلامًا إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في جمعية "تضامن المرأة العربية".

ونشرت الجريدة بيانًا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة بتوقيع الشيخ الشعراوي ومحمد عمارة والشيخ الغزالي.  

مفتي الجماعة الإسلامية يطالب بقتله باعتباره مرتد
يذكر أن قاتل فودة قال في تحقيقات النيابة، أنه قتل فودة بناءً على فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد، ولما سؤل من أي كتبه عرف أنه مرتد، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب، ولما سؤل لماذا اختار موعد الاغتيال قبيل عيد الأضحى، أجاب: لنحرق قلب أهله عليه أكثر.  

الشيخ الغزالي يعلق على اغتيال فرج فودة: حكم المرتد معروف
كما توجه الغزالي للإدلاء بأقواله أمام المحكمة دون أن يطلب منه أو أن يكون طرفًا في القضية، قائلاً بأنه مرتد وحكم المرتد معروف.

كما قال الشيخ الغزالي، تعليقًا على اغتياله في حوار تلفزيوني له آنذاك: أن فودة في حكم المرتد وعقوبة الارتداد معروفة.  

مضيفًا: أنا أقبل لو إن واحد يقول أنا ما بحبش الإسلام، طيب خليك في بيتك أو خليك في نفسك، وما تجيش يم الإسلام، وما تهاجمش تعاليم الإسلام، وافضل كافر لوحدك، مالناش صلة بك، ما لناش عليك سبيل، لكن إذا جئت عند المسجد وقلت إيه الأذان الصاعد ده؟ دعوا هذه الصيحات المجنونة. لا لزوم لها. لا خير فيها. لا لا لا. أنظر إليك نظرة أخرى.

مشددًا: أنا في خلاف شديد مع جميع المفكرين الذين يرفضون الإسلام وليس فرج فودة فقط، أنا رجل مسلم أعرف ربي وأحبه وأحب دينه وأدافع عن هذا الدين كلمة كلمة وحديثًا حديثًا. 


الأزهر والإخوان عقب اغتيال فودة يشيدان: فودة هو من قتل فودة
عقب اغتيال فرج فودة أعلن المستشار مأمون الهضيبي المرشد العام للإخوان آنذاك عن ترحيبه وتبريره لاغتيال فرج فودة، وبعد أسابيع من الاغتيال، ألّف الدكتور عبد الغفار عزيز، رئيس ندوة علماء الأزهر كتابًا أسماه "من قتل فرج فودة؟".
ختمه بقوله: "إن فرج فودة هو الذي قتل فرج فودة، وإن الدولة قد سهلت له عملية الانتحار، وشجعه عليها المشرفون على مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار، وساعده أيضًا من نفخ فيه، وقال له أنت أجرأ الكتاب وأقدرهم على التنوير والإصلاح".