في ذكرى رحيله.. كيف رأى الأب متى المسكين السعادة والوحدانية والصلاة؟
نعيم يوسف
الخميس ٨ يونيو ٢٠١٧
كتب أكثر من 180 كتاب وألف أكثر من 300 مقالة.. ودير الأنبا مقار: تقديم العصري المناسب لذهنية الحاضر
كتب - نعيم يوسف
توافق اليوم الذكرى الحادية عشر لرحيل الأب متى المسكين، والذي مازالت كتاباته وأفكاره مثيرة للجدل في الأروقة الكنسية، حيث ألف أكثر من 180 كتابًا بخلاف ما ينشره من مقالات في مجلات وجرائد دورية وصلت إلى أكثر من 300 مقالة.
مشعل من التنوير
يصف موقع دير الأنبا مقار، فكر الأب متى المسكين بأنه "حمل مشعل العلم والتنوير الروحي واللاهوتي في الكنيسة بالمنهج الأرثوذكسي التقليدي: العُمق الروحي والخبرة الميستيكية Mystical الصافية، مع الالتزام بالأصالة والرجوع إلى الجذور الإنجيلية وتعاليم آباء الكنيسة، ولكن مع التقديم العصري المناسب لذهنية الحاضر، فأنار بهذا أجيالاً بأكملها بالتعليم الروحي والعقائدي المؤسس على كلمة الله وعلى التعليم الآبائي الأرثوذكسي".
قوانين للرهبنة
للأب متى المسكين فكر في الرهبنة، حيث قيدها بقوانين صارمة، ولكنها قائمة على إلهام الروح للأب الروحي من جهة كل راهب وكل أحداث الحياة اليومية. حيث أن حياة الرهبان معاً حياة شركة وفي الوقت نفسه حياة توحد. لأن القلاية التي يسكن فيها الراهب تجعله قادراً أن يؤدي عبادته بدون خروج منها.
الوحدانية في فكر الأب متى
في الكتاب الذي حمل اسم "أبونا متى المسكين"، يتحدث دير الأنبا مقار، عن فكر أبونا متى، من خلال رسائله حيث يقول عن "الوحدانية": "كما أني أسأل أن تتآزر قلوبكم في المحبة في هذه الأيام التي اتسمت بالنزوع إلى الانفصالية الفكرية لتضارب مصادر المعرفة حتى صارت الوحدانية في خطر مع أنها محور التعاليم المسيحية، والقصد الذي سعى إليه الرب بتقديم ذالته ذبيحة حب مشتركة لنوال وحدانية الجسد والروح".
نظرة مختلفة للآلام
أما عن الآلام في المسيحية، ونظرة المسيحيين إليها، فيقول الأب متى: "على أنني أكتب إليك أيضا لكي تٌعدّل من نظرتك نحو الآلام والأمراض والحوادث التي تُصيب خيمتنا الجسدية، لأن قياسنا لها كعقاب أو تخلية من الله على قياس خاطئ يزيد ثقلها ويُعرقل طريق الانتفاع بها"، "فحاشا لله وهو مُحب البشر ومعطي الخيرات أن يُجازي بالشرور".
الصلاة وحضرة المسيح
ويتحدث الأب متى عن الصلاة، ويقول: "في الصلاة حينما نعبُر حاجز الملل نأخذ جرأة وثقة الإحساس بالوجود في حضرته، حضرة المسيح المُقام، الواهب الأزمنة للإنسان عبر الموت والقيامة، أزمنة الخلاص الني هي في الحقيقة الربح الأبدي الذي ربحه المسيح بآلامه وموته ودفنه لحساب الإنسان".
فكر خاص في السعادة
الأب متى المسكين له فكر خاص في السعادة، حيث يقول: "السعادة هي رد فعل الشكر على الواقع من يد الله"، مضيفًا: "ولكن سر السعادة يمتد ليتخطى واقع الإنسان في ذاته، فإذا وُفق الإنسان (وهذا في متناول يده) ن يُسعد إنسانًا آخر ويُفرح قلبه ويُفرج عن كربه وهمه، هنا شعور بسعادة أرقى وأعلى من شعور سعادة الإنسان بما ناله وحصّله لنفسه. فإسعاد الآخرين هو أصلا من عمل الله ذاته".