الأقباط متحدون - الأب متى المسكين
  • ٠٧:٤٧
  • الجمعة , ٩ يونيو ٢٠١٧
English version

الأب متى المسكين

د. ممدوح حليم

مساحة رأي

٢٨: ٠٤ م +02:00 EET

الجمعة ٩ يونيو ٢٠١٧

الأب متى المسكين
الأب متى المسكين

 نجم ساطع في تاريخ الرهبنة عالميا

   د. ممدوح حليم
    مرت يوم 8 يونيو الجاري الذكرى الحادية عشر لرحيل الأب متى المسكين الذي كتب اسمه بحروف من نور في تاريخ الرهبنة والفكر المسيحي ، ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم كله، يكفي أن نشير إلى استشهاد بابا الفاتيكان الحالي بكتاباته في كلمة له حديثا.

    يكمن  سر نجاح الأب  متى ونبوغه بصفة أساسية إلى إخلاصه للرهبنة التي أحبها فعاش في مجالها إذ لم ينزل للخدمة في الأوساط الكنسية إلا قليلا، وربما دفعته الظروف إلى العودة للأديرة أو اضطر إلى ذلك ، الأمر الذي كان في صالحه وفي صالح الرهبنة.

  تمتع بذكاء شديد ومثابرة كبيرة وإمكانات بحثية عالية ، ثقف نفسه بنفسه، لم يدرس الفكر اللاهوتي في أكاديميات بل بين جدران الأديرة وفي بطون الصحراء وعلى سطح الرمال فتفوق على أقوى خريجي كليات اللاهوت إن الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية يعملون له ألف حساب ويرجعون لمؤلفاته.
 
   ما أحوج مصر والكنيسة لمثل الأب متى المسكين العالم الباحث الجاد المخلص في عبادته وبحثه الضليع فيما يكتب الناسك بحسب الإنجيل.

  إن الأب متى هو أول من التفت لفكر الآباء في الكنيسة القبطية في العصر الحديث، ورأى في ذلك سر نهضة الكنيسة القبطية، وكانت كتاباته لا تخلو من فكرهم.

   انفتح على فكر مفسري الكتاب المقدس الغربيين في مؤلفاته التفسيرية، الأمر الذي  يؤكد سعة أفقه ومنهجيته العلمية.

 إن ترجمة مؤلفاته للغات عدة ومرجعيتها العلمية تجعل منه علما مصريا خالصا تفتخر به مصر وكنيستها القبطية في زمن ندرت فيه الجودة و كثر فيه الركاكة والضعف وانتشر فيه التكرار والسطحية. وستبقى ذكراه حية ما بقيت للمسيحية وللرهبنة شأنا وبريقا يسعى إليه الباحثون عن عمقهما.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع