![](http://www.copts-united.com/uploads/3445/50_20180807153533.gif)
التغييرالمزدوج للعلاقات الدولية الخليجية والأطلسية (1
مقالات مختارة | albalagh
السبت ١٠ يونيو ٢٠١٧
بقلم - جهاد عودة
ما نشاهده فى الاونه الحاليه هو اعاده ترتيب نظام جديد للعلاقات الدوليه الخليجيه بالعنى الواسع للكلمه، ويقصد بذلك ان التفاعلات الحاده الى تجرى فى الشرق الاوسط لا تمس فقط دول المطله على الخليج السعوديه والامارات وعمان والبحريبن وقطر والكويت والعراق وايران ولكن الدول المرتبطه جيوبلوتكيا وجيواستراتجيا بهذه الدول الثمانيه وهى اليمن والصومال والصودان وجيوبوتى و اثيوبيا واريتريا و مصر وليبيا واسرائيل ولبنان والاردن وسوريا وتركيا . هذا مع التفاعل مه اربع قوى لاولت مهيمنه وومتصارعه مع نهايه العقد الثانى فى القرن الواحد والعشرين، وهى اوربا االاتحاد الاوربى وعلى راسها المانيا وفرنسا وايطاليا وثانيها روسيا وثالثها بريطانيا ورابعها امريكا. والملاحظ انه لاول مره يتم حدوث تداخل فى المصائر بين العلاقات الشرق اوسطيه والعلاقات الاطلسيه فى اطار عمليه كبيره و ومعقده للتغيير الدولى.
ويوضح التقرير أن القضية بدأت مع قيام ميليشيا كتائب حزب الله في العراق باختطاف القطريين في ديسمبر/كانون الأول 2015، ويضيف أن ثلاثة من قادة الميليشيا العراقية قالوا إن الرهائن نقلوا إلى إيران. دفعت الفدية لاطلاق سراح 26 من العائلة الحاكمة في قطر اختطفوا في العراق، وترى الصحيفة أن هذه الميليشيا على صلة بجماعة حزب الله اللبنانية، التي تقاتل لدعم نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين لم تسمهما قولهما إنهما يعتقدان أن محفز اختطاف القطريين كان لإعطاء حزب الله وإيران ذريعة للتفاوض لإطلاق سراح مقاتلين شيعة محتجزين لدى جماعة فتح الشام السنية المتشددة في سوريا، التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة وتمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
ويضيف الدبلوماسيان أن الصفقة شملت اتفاقا منفصلا لتسهيل إجلاء بلدتين يحاصرها مسلحو المعارضة السورية مقابل أخريين يحاصرهما مسلحون شيعة. وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله “لقد ظلت قطر وإيران تبحثان لوقت طويل عن غطاء لعقد هذه الصفقة، وقد وجدتا ذلك أخيرا”. كما تنقل عن شخصيات قيادية في المعارضة السورية قولها إن قطر استخدمت ترتيبات الإجلاء لدفع مبلغ 120 إلى 140 مليون دولار لجماعة فتح الشام، فضلا عن 80 مليون أخرى لجماعة إسلامية أخرى هي أحرار الشام.
وتقول الصحيفة ذاتها في افتتاحيتها إن السعودية قد تحركت لترويض جارتها “المغرورة”، وترى أن عدة عوامل وقفت وراء هذا التوتر، أولها: إن الدول الخليجية تلوم قطر على إيوائها ودعمها للعديد من الحركات الإسلامية، المعتدلة والمتطرفة، في عموم المنطقة. وترى الصحيفة أن العامل الثاني تمثل في اندلاع التوتر عندما رفضت قطر أن تساير التوجه الاقليمي (للسعودية وحلفائها) لدعم الانقلاب العسكري الذي اطاح بحكومة جماعة الإخوان المسلمين المنتخبة في مصر، والثالث هو رفض قطر مسايرة التوجه السعودي بتصعيد الضغط على إيران.
وترى صحيفة التايمز في افتتاحيتها بهذا الشأن أن استياء وغضب جيران قطر منها كان يختمر منذ سنوات. وتضيف أن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي قد اختارا في الوقت الحاضر نسيان دعوة الرئيس الأمريكي لتوحيد الصف السني في مواجهة إيران، وأعلنا حملة مفتوحة ضد قطر لمزاعم ميلها للتقارب مع إيران ودعمها للأقليات الشيعية في المنطقة. وتنقل عن مسؤول سعودي قوله إن بلاده تسعى “لحماية أمنها القومي من خطر الإرهاب والتطرف”.
وتضيف الصحيفة أن قطر أقرت في السابق بصلاتها مع حماس وفصائل إسلامية متشددة تقاتل في سوريا فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين، لكنها تستدرك بالقول إن الجماعات الجهادية، في تعريفها العام، تدين بالكثير لمتبرعين سعوديين وللأيديولوجيا الدينية الوهابية المهيمنة في السعودية أكثر من دينها لأي بلد آخر.
ويوضح التقرير أن مؤشر الأسهم في البورصة القطرية انخفض بنسبة 7.2 في المئة ليصل إلى 9,202,62 ، ما تسبب في خسارة نحو 8 مليارات دولار من قيمة الأسهم، وهو أكبر انخفاض يحدث في يوم واحد منذ ثمانية أعوام. ويضيف التقرير أن قطر تسيطر على ما قيمته 40 مليار جنيه استرليني من الأصول البريطانية، من بينها، أعلى بناية في بريطانيا المسماة “شارد” ونصف الحي التجاري في منطقة كناري وارف بلندن، وسلسلة من العقارات المهمة في العاصمة البريطانية.
وتضيف أن قطر أعلنت في مارس/آذار الماضي عن خططها لاستثمار 5 مليارات جنيه استرليني أخرى في بريطانيا بمعزل عن تأثير التصويت بالخروج عن الاتحاد الأوروبي على الاستثمارات في بريطانيا.
وقد كشفت رسالة نشرتها صحيفة “إنترسبت” الأميركية أمس الأحد، خطابات متبادلة بين العتيبة والصحافي الأميركي المعروف ديفيد إغناتيوس، وسعي السفير الإماراتي فيها إلى دعم بن سلمان عن طريق إغناتيوس. ولفت “مجتهد” إلى أنّ التسريبات عن “حركة حماس” وإسرائيل وتركيا لم تقلق الدول التي قاطعت قطر، بل ما كُشف “عن التأثير على القرار الأميركي بالتضليل، والضغط لتنصيب بن سلمان”.
وأكّد أنّه “من مقتضيات أمن أميركا القومي هدوء الوضع في الخليج وبما أن القرارات شبه إعلان حرب فلا أظن أميركا تسكت إلا إذا كان فريق دونالد ترامب اشتراه بن زايد”.
وشدّد على أنّ “الاستغناء عن القوات القطرية في اليمن فيه مجازفة لأن معظمها قوات نخبة عالية التدريب والتسليح وتؤدي دورا حيويا في الجبهة التي استلمتها، والسحب السريع لهذه القوات سيربك التوازن لصالح الحوثيين وعلي صالح وليس مستبعدا أن نرى آثاره خلال الأسابيع القادمة في اليمن والله أعلم”.
وذكر مصدر ملاحي من الشرق الأوسط أنه لا يوجد إخطار رسمي بوقف التحميل المشترك لشحنات الخام. وما زال الحظر المفروض على السفن التي تحمل عَلم قطر وتلك المملوكة لها أو التي تشغلها- سارياً، بحسب التعميم. لكن شركة السمسرة قالت إنه في ضوء قلة السفن التي ترفع عَلم قطر أو المملوكة لها، فمن المستبعد أن يكون للتعميم أثر كبير على السوق مثل التعميم السابق.
وذكرت رويترز الأربعاء، أنه تم بنجاح تحميل ناقلتي نفط عملاقتين بخامات من أبوظبي الأربعاء على الرغم من تحميلهما بخام قطري في محطة سابقة من رحلة الناقلتين اللتين تستطيع الواحدة منهما حمل مليوني برميل من النفط. وفي يوم 5-6-2017، أخطرت المؤسسة العامة للموانئ السعودية وكلاء الشحن بعدم قبول السفن التي ترفع علم قطر أو السفن المملوكة لأفراد قطريين أو شركات قطرية، بحسب ما قالته في حسابها على تويتر، مضيفة أنه سيتم منع تفريغ المنتجات القطرية في موانئ المملكة.
وأصدر ميناء رأس تنورة النفطي السعودي الأربعاء تعميماً يؤكد فيه القيود التي فرضتها مؤسسة الموانئ، بحسب نسخة اطلعت عليها رويترز. وقال مصدر ملاحي آخر إن التعميم لمح إلى أن التحميل المشترك لشحنات الخام في الموانئ السعودية لا يزال سارياً.
واندلعت التوترات في الشرق الأوسط في الخامس من يونيو/حزيران الحالي؛ عندما قطعت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقاتها مع قطر، ومن ضمن ذلك جميع خطوط النقل الجوي والبري والبحري، متهمة إياها بدعم “الإرهاب” وهو ما تنفيه الدوحة.
دولار أميركي من عام 2010 وحتى 2015. وأشارت الصحيفة إلى أن الرياض تملك وثائق تثبت تورط الدوحة بدعم عمليات العنف والإرهاب بالمنطقة. وقد وصلت هذه الوثائق للسعودية خلال عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ومنها ما حصلت عليه خلال العامين الماضيين. وذكرت الصحيفة نقلا عن المصدر الذي لم تسمه، أن قطر خصصت مبلغ 7.6 مليارات دولار أميركي لتمويل عمليات إرهابية في 2010، وارتفع المبلغ إلى 10.4 مليارات دولار في 2011، قبل أن يقفز إلى 11.4 مليار دولار في 2012. وفي عام 2013، زادت دولة قطر المبالغ المالية الداعمة للعمليات الإرهابية لتصل إلى 12.2 مليار دولار، ليقفز المبلغ مجددا إلى 12.6 مليار دولار في 2014، قبل أن يتقلص إلى 9.9 في 2015، بحسب الصحيفة. ولم تتوان دولة قطر عن تقديم الدعم للجماعات المتشددة ولأشخاص إرهابيين بأكثر من دولة في المنطقة وخارجها، وأبرز وجوه هذا الدعم هو الدعم المالي وتوفير الغطاء السياسي لهذه الجماعات. وقد أشارت تقارير غربية عدة إلى أن قطر تعد أكبر دولة في المنطقة تغض الطرف عن تقديم التمويل للجماعات المتطرفة والإرهابية، رغم أن قوانينها الداخلية تجرم تلك الممارسات. ويعود تاريخ هذا الدعم إلى عام 2008، حين قدم القطري خليفة محمد تركي السبيعي دعما ماليا للباكستاني خالد شيخ محمد، القيادي في القاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001، وفق ما ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية.
وتتهم وزارة الخزانة الأميركية، القطري سليم حسن خليفة راشد الكواري (37 عاما)، بتحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى تنظيم القاعدة عبر شبكة تمويل إرهابية.
وتشير وثائق أميركية إلى أن الكواري عمل مع قطري آخر هو عبد الله غانم الخوار (33 عاما) على إدارة شبكة تمويل تدعم جماعات إرهابية، وتؤكد مساهمة الخوار بالإفراج عن أفراد من القاعدة في إيران. ومن الأسماء المسجلة على اللائحة السوداء بالولايات المتحدة والأمم المتحدة، عبد الرحمن بن عمير النعيمي، المتهم بتحويل 1.5 مليون دولار شهريا للقاعدة بالعراق، و375 آلاف جنيه للقاعدة في سوريا. وبين الأسماء أيضا، عبد العزيز بن خليفة العطية، وهو ابن عم وزير الخارجية القطري السابق، وقد سبق أن أدين في محكمة لبنانية بتمويل منظمات إرهابية دولية، وبأنه على صلة بقادة في تنظيم القاعدة. وذكرت وسائل إعلام لبنانية وقتها أن العطية التقى في مايو 2012 مع عمر القطري وشادي المولوي، وهما قياديان في تنظيم القاعدة، وقام بمنحهما آلاف الدولارات.
وتتسع هذه الدائرة لتشمل مقيمين في قطر يعملون بأنشطة مشبوهة تغض السلطات القطرية الطرف عنها، بهدف تدبير التمويل لجماعات إرهابية مثل الإخوان، وكذلك جماعات في آسيا وأفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
ولم يقتصر الدعم القطري للإخوان ممن هم مقيمون على أراضيها، بل شمل جماعات منبثقة عنها في كل من تركيا ومصر واليمن والبحرين وسوريا ولبنان وليبيا. وقد امتد الدعم المالي القطري للجماعات الإرهابية ليشمل “جبهة النصرة” في كل من سوريا ولبنان، بشكل يجعل هذه الجماعة المصنفة إرهابية، تبدو وكأنها “ذراع قطري صرف”.
أما في ليبيا فقد دعمت قطر شخصيات إرهابية عدة، من بينهم رجل الدين “صديق قطر” علي الصلابي، وعبد الحكيم بلحاج رجل القاعدة السابق، وعبد الباسط غويلة، وعناصر إرهابية معروفة ورجال أعمال.
ولم تذكر ميركل بالاسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي انتقد كبار حلفاء بلاده في حلف شمال الأطلسي ورفض التصديق على اتفاق عالمي حول تغير المناخ لكنها قالت في خطاب في ميونيخ إن الأيام التي كان يمكن لأوروبا الاعتماد فيها كلية على آخرين “ولت بدرجة ما”.
وقالت “شهدت ذلك في الأيام القليلة الماضية… ولذلك السبب أقول فقط إن علينا نحن الأوروبيون أن نأخذ مصيرنا في أيدينا. بالطبع في صداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وفي صداقة مع بريطانيا العظمى وبحسن جوار كلما تسنى ذلك مع دول أخرى حتى مع روسيا”. وأضافت “لكن علينا أن نعرف ما يجب أن نقاتل لأجله في مستقبلنا بأنفسنا.. لمصيرنا كأوروبيين”.
وفي تعليق على التصريحات غير المسبوقة الصادرة عن ميركل ووزير خارجيتها، اعتبر دميتري أوفيتسيروف بيلسكي الخبير في الشؤون السياسية أن «موقف برلين الجديد جاء نتيجة للضبابية التي تحيط بالسياسية الأميركية التي لم يعد يمكن التكهن بها».
وتابع: «ترامب مستمر في المواجهة ولا يريد الاستسلام، الأمر الذي يعني أن تصريحات ميركل ووزير خارجيتها ليست إلا محاولة لحفز واشنطن على تبني موقف واضح بشكل أو بآخر تجاه شركائها». وسائل الإعلام الألمانية في تغطية تصريح ميركل، اعتبرت أنه جاء نتيجة لما خلصت إليه المباحثات التي أغضبت الوفد الألماني خلال مباحثاته مع الأميركيين في قمة مجموعة «السبع الكبرى» في إيطاليا مؤخرا.
بالمقابل، انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامبء ألمانيا في مسألتي التجارة وحلف شمال الأطلسي، معتبرا أن موقفها «مسيء جدا للولايات المتحدة».
وغرد ترامب في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا: «لدينا عجز تجاري كبير مع ألمانيا، كما أنهم يدفعون للناتو وللجيش أقل بكثير مما ينبغي عليهم. إن ذلك سيء جدا للولايات المتحدة، وسيتغير».
تصريحات ترامب حول عجز الميزان التجاري مع ألمانيا ليست الأولى، حيث أفادت تقارير صحفية، بأن الرئيس الأميركي وصف ألمانيا بأنها «سيئة جدا» بالنسبة لفائضها التجاري مع بلاده، مهددا بوقف صادراتها من السيارات إلى الولايات المتحدة. وتظهر بيانات «ITC Tarde» أن حجم التبادل التجاري بين ألمانيا والولايات المتحدة بلغ العام الماضي 184.419 مليار دولار، منها 118.604 مليار دولار هي صادرات ألمانيا إلى الولايات المتحدة.
بالمقابل، تبلغ صادرات الولايات المتحدة إلى ألمانيا 65.815 مليار دولار، ما يعني أن عجز الميزان التجاري الأميركي مع ألمانيا يبلغ 52.789 مليار دولار. وللمقارنة بلغ العجز التجاري الأميركي مع الصين العام الماضي 365 مليار دولار.
على صعيد آخر، شن الرئيس الأميركي ترامب هجوما جديدا على وسائل الإعلام الأميركية لما تروجه من تبريرات الديموقراطيين لهزيمتهم في الانتخابات الأميركية.
وقال ترامب في تغريدة له: «يحق للمسؤولين الروس أن يسخروا من الولايات المتحدة والطريقة التي احتضن بها (أصحاب) الأخبار المزيفة تبريرا أعرج لخسارة الديموقراطيين للانتخابات». وكان ترامب انتقد أنصار الحزب الديمقراطي ووسائل الإعلام الأميركية باختلاق أكاذيب حول «صلاته المزعومة» بروسيا.
كشفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن همومها فيما يخص قمة مجموعة السبع التي انتهت السبت (27 مايو 2017)، فالمحادثات بشأن حماية المناخ واتفاق باريس بهذا الشأن لم تكن مرضية.
والنتيجة كانت ستة مع وواحد ضد، كما قالت ميركل. الحقيقة أن ست دول أكدت أهمية اتفاقية باريس بشأن حماية المناخ في البيان الختامي لمجموعة السبع. وفقط الولايات المتحدة رفضت تأكيد الوثيقة. واشارت المستشارة في حديثها الصحافي عقب القمة إلى أن الطرفين لم يجدا حلاً وسطاً لمشكلة حماية المناخ وكان نقاشاً صعباً. ترامب، من جانبه، أعلن السبت في تاورمينا بإيطاليا أنه سيتخذ قراراً بشأن انسحاب الولايات المتحدة المحتمل من اتفاقية باريس للمناخ أو عدمه.
لكن ميركل لم تستطع ملاحظة أي مؤشرات تنبئ ببقاء واشنطن في إطار هذه الاتفاقية حيث اصدر ترامب قراره بالانسحب من اتفاقيه المناخ. أما فيما يخص ملف التجارة الحرة بين الدول الصناعية السبع وبعد الهجوم الذي شنه ترامب قبل القمة ضد شركات صناعة السيارات الألمانية، كان متوقعاً أن تفشل المفاوضات في هذا الشأن كلياً أو تفشل القمة بأكملها.
لكن ذلك لم يحدث، حسب قول المستشارة ميركل، فقد اتفق المجتمعون على الحد الأدنى بين أعضاء المجموعة، حسب تعبيرها. ترامب لم يترك فرصة إلا استغلها ليؤكد على التجارة الحرة من وجهة نظره.
بيد أن البيان الختامي يدين السياسة الحمائية بشكل عام، رغم أن ترامب يجد ذلك مخالفاً لم يرغب هو فيه في هذا الصدد، كتهديده بإلغاء اتفاقيات التجارة الحرة إذا لم تضمن امتيازات خاصة للشركات الأمريكية. غير أن ميركل تعتقد بأن مجموعة السبع عادت وأكدت من جديد على ضرورة إبقاء الأسواق مفتوحة مع العمل على إزالة ممارسات العمل “المضرة” وغير النزيهة ومكافحتها.
مع وصول الرئيس الأميركي إلى بروكسل للمشاركة بقمة “الناتو”، ذكرت مصادر إعلامية أن دول الحلف اتفقت على المشاركة في قتال “داعش”. ومن المقرر استثناء المشاركة المباشرة في العمليات القتالية فقط في الوقت الحاضر.
مع انعقاد قمة “الحزام والطريق” تمهد الصين لإحياء “طريق الحرير القديم” وتعزيز مكانتها الاقتصادية في أوروبا وأفريقيا. تُرى هل ستتمكن قمة الدول الصناعية السبع رغنم خلافاتها الكثيرة من مواجهة الطموحات الصينية بمشاريع مماثلة؟ وأوضحت ميركل أن النص يظهر أن “اللاجئين لهم حقوق إنسانية تماماً مثل كل الآخرين، ونحن نعرف بطبيعة الحال أنه يتعين علينا أن نحمي حدودنا”.
وأضافت ميركل أنه تم التأكيد “على مكافحة الهجرة غير المشروعة، ولكن في نفس الوقت علينا أن نأخذ مصالح وحقوق هؤلاء الناس على محمل الجد”، ولفتت إلى أن إيطاليا كرئيس للقمة كانت ترغب في إضافة المزيد في هذا الموضع “ونحن أيضا أيدناها في ذلك”.
تجدر الإشارة إلى أن المشروع الإيطالي الخاص بالحديث في البيان الختامي عن المصادقة على اتفاقية مشتركة ” للهجرة المنظمة” والتأكيد على الجوانب الإيجابية في الهجرة، كان قد فشل بسبب الرفض من جانب الولايات المتحدة، التي ركزت بالدرجة الأولى على الجوانب الأمنية.
يذكر أن البيان الختامي هذه المرة جاء في ست صفحات فقط مقارنة ببيان العام الماضي الذي جاء في 32 صفحة، إذ قال دبلوماسيون إن القادة أرادوا وثيقة مبسطة لمساعدتهم في الوصول إلى عدد أكبر من الناس.
وبعد مناقشات مطولة، شمل البيان تهديداً منفصلاً ورد في بيان العام الماضي باتخاذ عقوبات إضافية ضد روسيا إذا اقتضت الحاجة لتدخلها في أوكرانيا. وقال دبلوماسيون إن توافقاً أكبر ظهر بين قادة المجموعة بشأن قضايا دولية أخرى مثل سوريا وكوريا الشمالية. غير أن البيان لم يتضمن أي إشارة لبرنامج أو خطة بشأن حل الأزمة السورية.
وعلى عكس المناخ والتجارة اللذين يتطلبان اتفاقاً على إجراءات عملية، أعلن القادة السبعة توافقهم على تعزيز التعاون الوثيق لمحاربة الإرهاب في أعقاب اعتداء مانشستر. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إن القوى السبع خاضت مناقشات «منطقية» حول التجارة، واتفقت على التمسك بمواقفها السابقة حول رفض الحمائية، مع إضافة بند على ما اتفق عليه في القمم الماضية، «يأخذ في الاعتبار المقاربة الجديدة للرئيس ترامب الذي أصر على أن التبادل التجاري يجب أن يكون عادلاً إضافة إلى كونه حراً.
غير أن مركل أكدت في الوقت ذاته، على أن النقاشات المتعلقة بالمناخ كانت «غير مرضية إطلاقاً»، وأشارت إلى أن موقف الولايات المتحدة وضعها في «عزلة تامة» بعد رفضها الالتزام باتفاق باريس المبرم عام 2015. ومع تواتر الأنباء إلى الخارج عن تباين القمة حول قضية المناخ، سارت تظاهرات في
بلدة جيارديني نكسوس المجاورة لتاورمينا نظمها ناشطون بيئيون ورددوا فيها هتافات مناهضة لسياسات الدول الصناعية وطالبوها بالحفاظ على البيئة. وتصدت الشرطة للمتظاهرين وسجلت مناوشات بين الجانبين، أعادت إلى الأذهان التوترات التي تتخلل اجتماعات من هذا النوع.
وفي محاولة لترضية الحلفاء في ختام اجتماعات ماراتونية في بروكسيل وصقلية، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر دعم ترامب ميثاق الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد جدل أثاره تجاهل الرئيس الأميركي هذا البند في خطابه في مقر الحلف. وقال مكماستر للصحافيين في ختام قمة مجموعة السبع: «أعتقد أنه ليس من الطبيعي التوقع بأنه يتحتم على الرئيس أن يقول صراحة إنه يدعم البند الخامس.
بالطبع هو يدعمه». وحضرت الأزمة في ليبيا وقضية الهجرة عبر البحر المتوسط، في محادثات أجراها قادة الدول السبع على هامش القمة مع ممثلي أربع دول أفريقية هي تونس وكينيا والنيجر ونيجيريا. وحض محمد إيسوفو رئيس النيجر المجموعة على اتخاذ إجراءات عاجلة لحل الأزمة في ليبيا وهي نقطة انطلاق مئات الآلاف من المهاجرين الطامحين لحياة أفضل في أوروبا.
وانتقد أيضا القادة لعدم وفائهم بتعهدات بتقديم مساعدات لمحاربة الفقر في مناطق غرب أفريقيا.
وشمل بيان القمة بعد مناقشات مطولة، تهديدا منفصلاً جدد فيه القادة ما أعلنوه في القمة الماضية، حول اتخاذ إجراءات إضافية ضد روسيا إذا اقتضت الحاجة، وذلك لتدخلها في أوكرانيا.
وقال ديبلوماسيون إن توافقاً أكبر ظهر بين قادة المجموعة بشأن قضايا دولية أخرى مثل سورية وكوريا الشمالية.
إلا أنه وعلى عكس هذه الدول التي سجلت الولايات المتحدة فائضا معها في الخدمات، فقد سجلت الولايات المتحدة عجزا مع المانيا في السلع والخدمات، بلغ في مجال الخدمات 2,3 مليار دولار في العام الماضي.
وأبدت ميركل الاثنين شكوكها في إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف مما يجسد الإحباط الأوروبي تجاه ترامب بعد قمم متعاقبة عقدت الأسبوع الماضي.
لكنها قالت إنها مؤمنة بأهمية العلاقات عبر الأطلسي.وعلى خلفية السياسة الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعت ميركل أوروبا مجددا إلى مزيد من الاستقلالية.
وقالت ميركل أمس الثلاثاء عقب مشاورات حكومية ألمانية – هندية في برلين: «يتعين على أوروبا أن تكون فاعلا، يتدخل في القضايا على المستوى الدولي أيضا». ودعت ميركل إلى تطوير السياسة الخارجية المشتركة للدول الأوروبية وسياسة الهجرة، مؤكدة في الوقت نفسه أن العلاقات عبر الأطلسي لا تزال مهمة للغاية.
ودارت المشاورات الحكومية الهندية – الألمانية في مقر المستشارية ببرلين حول تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والبحث العلمي والتكنولوجيا وسياسة المناخ والتعاون التنموي.
وقالت ميركل «إن التعاون مع الهند والمشاركة في تنميتها أمر مهم للغاية»، مؤكدة في الوقت نفسه «أن هذا الاجتماع ليس موجها على الإطلاق ضد أي علاقات أخرى أو ضد العلاقات عبر الأطلسي التي تمثل أهمية كبيرة لنا على المستوى التاريخي وستظل كذلك في المستقبل». بدورها أعربت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيته تسيبريس عن قلقها إزاء العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
وذكرت تسيبريس في تصريحات لإذاعة شمال ألمانيا الثلاثاء «إنها قلقة من أن تؤدي السياسة التجارية المستقبلية للولايات المتحدة إلى خرق التوافق المستمر منذ عقود حول تحرير التجارة». وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية مع ألمانيا، قالت تسيبريس: إن ألمانيا تريد توفير فرص عمل في الولايات المتحدة وليس تدميرها.
وأعربت الوزيرة عن تفهمها لتصريحات المستشارة أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها زيجمار جابريل بشأن العلاقات المستقبلية مع الولايات المتحدة. وفي منحى بعيد، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإحياء ذكرى الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم أثناء الخدمة العسكرية حيث أحيت الولايات المتحدة يوم الجندي المجهول أمس الأول.
ووضع ترامب إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول في مقبرة أرلينجتون العسكرية في فيرجينيا، وذلك قبل أن يلقي خطابا لاحياء ذكرى الجنود الذين قضوا نحبهم في الحروب.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى تضحية الجنود الذين سقطوا في الحروب وأسرهم بمن في ذلك مصاب وزير الأمن الداخلي جون كيلي الذي فقد نجله روبرت في أفغانستان.
بعد ذلك قام ترامب بجولة قبل أن يعود إلى البيت الأبيض حيث زار قبر نجل كيلي وتحدث مع أسر الجنود القتلى.
هذا يعني أنه بات علينا الآن البحث عن تعريف جديد للعلاقات عبر الأطلسي. ماذا يعني الغرب؟! المقصود بالغرب، الدول الأعضاء في حلف الناتو، والدول التي تتبنى نظاما ديمقراطيا. ونرى الآن العلاقات مع ترامب أصبحت صعبة.
وعقب الحرب الباردة، كنّا ندرك أيضا أن العلاقات مع الولايات المتحدة ستتغير باتجاه أقل عاطفية.
وهذا يعني أن الألمان أمام حالة من الحيرة تسبب فيها طرف كان دائما مصدر أمان.
وأعتقد أن قائدي البلدين مهتمان جدا بتطوير استثمارات يقبلها الجميع. والملف الثالث يتعلق باليونان الحانقة على ألمانيا، وخاصة على ميركل بسبب طريقة إدارتها لأزمة الديون السيادية لليونان.
لكن أثينا وعلى صعيد آخر، ترحب بالدور الذي لعبته برلين لمساعدتها على احتواء أزمة اللاجئين بالسماح لهم الدخول إلى أراضيها. إذا هناك ملفات متصلة فيما بينها وبحاجة عاجلة إلى إعادة ترتيب.
مفاده أن ترامب وهي حقيقة بدت واضحة منذ حملته الانتخابية – عاجز عن التصرف كرئيس أو قادر على التأقلم مع مقتضيات منصبه. الآن ميركل وصلت إلى هذه القناعة، أو على الأقل بدأت تتحدث عنها علنا، بالقول: نحن أمام حليف تقليدي لم يعد بإمكاننا الاعتماد عليه. وبالتالي يجب علينا حلّ المشكل عبر تعزيز مكانة أوروبا وهذا ما سنقوم به من أجلنا وليس من أجل واشنطن. وهذا يسري أيضا على ملف التسلح، فإذا عززنا قواتنا الدفاعية فنحن نقوم بذلك لأجلنا، وليس لأجل واشنطن.
في حين أن قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي يدينون أي اقتراب من ترامب. وعلينا أن نوقف عمليات التسليح لأن الولايات المتحدة تطالبنا بذلك.
وهذا هو الفرق بين حملة ميركل الانتخابية التي تقر أن ترامب مشكلة حقيقية يجب التعامل معها بنضج والقيام بجهود أكبر على المستوى الداخلي، وبين حملة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقول إن كل من يقترب من ترامب فهو خائن، وهذا موقف مبالغ فيه كثيرا.
التوتر الطارئ في العلاقات، التي كانت متينة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، بدت مؤشراتها حتى قبل تولي الرئيس دونالد ترامب منصب الرئاسة، ومع توليه للمنصب لم تُخف برلين قلقها. هذا القلق بدأ يترجم إلى واقع بدا جليا منذ أول لقاء يجمع المستشارة بترامب واتسم بالفتور، فمواقف الرئيس الحالي إزاء عدة قضايا مغايرة تماما لموقف سلفه.
التوتر بين الحليفين التاريخيين وصل أوجه عقب الخلاف بين ترامب وبقية زعماء الدول السبع الصناعية الكبرى ودول حلف الناتو حول عدة قضايا من بينها سياسة اللاجئين وحماية المناخ وسياسة الحمائية التجارية التي تثير امتعاض الأوروبيين والانفاق على حلف شمال الأطلسي. وعلى إثر هذه الخلافات وجهت ميركل ومسؤولون ألمان انتقادات لترامب بنبرة غير معهودة.
المستشارة اعتبرت أن على الأوروبيين أن يقرروا مصائرهم بأنفسهم محذرة من أن أوروبا قد لا تستطيع الاعتماد على تحالفاتها التقليدية القديمة في إشارة للحلف الأمريكي. ومن جهته مارتن شولتس زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي ومنافس ميركل لمنصب المستشارية علق بنبرة غاضبة قائلا: “المستشارة تمثلنا جميعا في هذه القمم وأنا أرفض بغضب طريقة تعامل هذا الرجل مع رئيسة حكومتنا.
هذا أمر غير مقبول”.أما تصريحات وزير الخارجية زيغمار غابرييل فقد جاءت أكثر نارية، غابرييل قال لصحفية “راينيشه بوست” الألمانية إن الولايات المتحدة لم يعد لها دور قيادي في الغرب مضيفا أن السياسة قصيرة النظر للإدارة الأمريكية الحالية تتعارض مع مصالح الاتحاد الأوروبي. فهل بدأت ألمانيا تبتعد عن حليفها القوي، وتنهج الآن سياسة مستقلة في عهد ترامب أم أن هذه التصريحات تندرج فقط في السياق الانتخابي في ألمانيا.
قالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل اليوم الأحد عقب قمة مجموعة السبع التي شهدت توترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفائه الغربيين، “إنه يمكن أن تكون هناك أوقات صعبة لا يمكن أن تعتبرها التحالفات القديمة أمراً مفروغاً منه”.
وأضافت ميركل أثناء حديثها في فعالية شهدتها ميونخ: “إن الأوقات التي نستطيع فيها الاعتماد بشكل كامل على الآخرين قد مضت من بين أيدينا إلى حد ما، وهذا ما شهدته في الأيام القلائل الماضية”.
وتابعت: “لهذا السبب، يمكن أن أقول فقط إننا نحن الأوروبيون يجب أن نأخذ مصائرنا بأيدينا”. وقالت ميركل: “إن ذلك بالطبع لا يمكن أن يتم إلا بروح الصداقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا”، مضيفة: “لكن علينا أن نكافح من أجل مستقبلنا ومصيرنا كأوروبيين”. وكانت معظم التقارير الصادرة عن قمة مجموعة السبع في صقلية قد أظهرت أن ترامب على خلاف مع قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان.
وقد تمكنت المجموعة من الاتفاق على تحديد أهداف بشأن التجارة، لكن ترامب كان له موقفا مغايرا عندما تم الاتفاق بشأن سياسات مكافحة تغير المناخ. وقالت ميركل إنها “مشكلة صعبة للغاية”.
كما اشتكت ميركل بعد الاجتماع من وجود مقاومة في الاجتماع لصياغة لغة كانت ستدعو الى المزيد من المساعدات للاجئين. ترامب اختار تويتر للرد على التصريحات الألمانية وغرد اليوم قائلا “لدينا عجز تجاري هائل مع ألمانيا، إضافة إلى أنهم يدفعون أقل مما يجب لحلف شمال الأطلسي والجانب العسكري. هذا أمر سيء جدا للولايات المتحدة، وسيتغير”.
ردة الفعل الألمانية اليوم تتخطى الأحزاب والمنافسة الانتخابية وتقول بصوت واحد: ألمانيا في خطر، أوروبا في خطر”.
أما الأطراف التي قد تستفيد من توسع الفجوة بين ضفتي الأطلسي، على مستوى الشرق الأوسط، فيرى الخبير السياسي أن عدة أطراف قد تحقق مكاسب من ذلك، منها قوى إقليمية كتركيا وإيران ومصر، “وإن كانت هذه الدول محشورة بين قوة واشنطن وقدرتها على الإخلال بالأنظمة في المنطقة من جهة، والدور الضعيف للاتحاد الأوروبي الذي لا يعرف منذ بداية الربيع العربي أين يذهب من جهة أخرى”.
وأمام الوضع الجديد يتوقع الخبير السياسي سمير العيطة أن يجد الأوروبيون أنفسهم بين خيارين: إما الانخراط في التحالف السني الإسرائيلي الامريكي أو الانخراط في المشروع الروسي الذي يسعى لتحجيم القوتين الصاعدتين، تركيا وإيران، لكي لا تنفجر المنطقة أكثر. لكن العيطة يستردك ويقول إن أمام الألمان والفرنسيين “فرصة تاريخية لإقامة شراكة أوروبية عربية”.
وعن ما إذا كان الأوروبيون قادرين بالفعل على “أخذ مصيرهم بيدهم” كما قالت ميركل، تقول تيمبل إنه لا يمكن للأوروبيين القيام بهذا الدور لأنهم لا يتوفرون على السلاح النووي كعامل ردع كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة، “وبالتأكيد من الأفضل بالنسبة للأوروبيين البقاء إلى جانب الأمريكيين على ظهر سفينة واحدة، لكن لم تعد هناك ضمانات تؤكد رغبة واشنطن البقاء إلى جانب أوروبا”.
وبرأي الخبيرة الألمانية فان المحور الألماني الفرنسي يمكن أن يلعب دورا استراتيجيا في قيادة أوروبا قوية، لكن ذلك يتوقف على تحقيق شروط، كما
تقول زيلكه تيمبل موضحة: “قائدة العالم الحر” هي عبارة لم تطلقها ميركل على نفسها وإنما، صحيفة نيويورك تايمز هي التي أطلقت عليها هذا الوصف. وبخصوص فرنسا، تلاحظ تيمبل أن “ميركل والرئيس ماكرون يسعيان معا وبقوة إلى إعادة إحياء المحور الفرنسي-الألماني. وهناك زوايا محددة يجب معالجتها. أولها ملف الأمن، والبحث عن آليات التنسيق فيما يتعلق بالأمن الداخلي والخارجي والتبادل المعلوماتي” إضافة إلى تجاوز الإشكاليات المتصلة بالإصلاحات المالية في الإتحاد الأوروبي والتقدم في تحقيق إستثمارات مشتركة.
كلام كبير ناقد يُسمع لأول مرة من دولة مهمة ك ألمانيا ارتبطت لعقود بعلاقات إستراتيجية ووثيقة مع الحليف الأميركي!وماذا بعد؟! أما عبد المجيد جلال الكاتب في صحيفة كل الوطن والخبير السياسي فقد تساءل أيضا وهو يعلق على التوتر الألماني الأمريكي : هل نحن على أبواب قيام نظام عالمي متعدد على أنقاض الأحادية القطبية الأمريكية الذي تشكل ما بعد الحرب العالمية الثانية؟ وكما انتقد زيغمار غابرييل أيضا زيارة ترامب للسعودية، إذ اتهم ترامب بأنه أبرم هناك صفقات بمليارات الدولارات لبيع السلاح دون أن يناقش حقوق الإنسان في السعودية، ربط أيضا مغردون بين التصريحات الألمانية وزيارة ترامب المثيرة للجدل للسعودية. في هذا السياق علق مستخدم باسم محمود رفعت بالقول “وكم من امرأة امتلكت رجولة انعدمت بذكور منبطحين. ميركل تقول لا لأمريكا ترامب بينما ذكور يرقصون له ليمتعوه”.
أما مستخدم يحمل اسم “متابع جدا” فقد علق بالقول “مساكين زعلانين على الصفقات العسكرية وكل همهم السعودية.خلاص الأمر حسم وانتهى والسعودية تعرف تحل خلافها بدون ثرثرتكم الغبية”.
وقالت إنَّه بالنظر “لما شهدته في السنوات الأخيرة”، فإنَّ الأيام التي “كان بإمكاننا أن نعتمد كلياً على الآخرين قد ولَّت بدرجةٍ معينة”.
وأعلنت ميركل أنَّ الوقت قد حان للأوروبيين “ليتولوا زمام مصيرهم بأيديهم”. وبينما أكَّدت أهمية “الصداقة” مع الولايات المتحدة، ظهر جلياً أنَّها قد خرجت من لقاءاتها المختلفة مع ترامب بقناعةٍ قوية: “علينا، كأوروبيين، أن نحارب من أجل مستقبلنا، ومن أجل مصيرنا”. وكتبت مجلة دير شبيغل الألمانية أنَّ تصريحات ميركل هي على الأرجح مؤشِّرٌ على “أنَّها تفقد الأمل في إمكانية العمل بشكلٍ بنّاء جنباً إلى جنب مع ترامب”.
ففي النهاية، استخدم الرئيس الأميركي منبره في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوبيخ نظرائه الأوروبيين على عدم دفع حصَّتهم العادِلة من النفقات الدفاعية، لكن الأهم هو أنَّه لم يؤكِّد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الأعضاء الحلفاء إذا ما تعرَّضوا لهجوم. وفي قمة مجموعة السبع التي عُقِدت في صقلية الإيطالية خلال عُطلة نهاية الأسبوع، رفض ترامب التأكيد على دعم الولايات المتحدة لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015. وأدَّى ذلك إلى توبيخٍ حاد يوم الاثنين، 29 مايو/أيار، من وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، الذي قارن هذا التأزُّم بزيارة ترامب الحارّة إلى السعودية وصفقة الأسلحة التي وُقِّعت بين البلدين وتبلغ قيمتها 110 مليارات دولار.
وقال غابرييل: “أي شخصٍ يُعجِّل بالتغيُّر المناخي عن طريق إضعاف الحماية البيئية، ويبيع مزيداً من الأسلحة في مناطق الصراع، ولا يرغب في حل الصراعات الدينية سياسياً هو شخصٌ يضع السلام في أوروبا على المحك”. ردَّ ترامب الهجوم الثلاثاء، واندفع مهاجِماً ألمانيا بسبب سياساتها التجارية غير العادِلة المزعومة وإنفاقها الدفاعي الهزيل. فغرَّد قائلاً: “لدينا عجزٌ تجاري هائل مع ألمانيا، فضلاً عن أنَّهم يدفعون أقل كثيراً مما يجب عليهم في الناتو وفي الإنفاق العسكري. إنَّه أمرٌ سيئ للغاية بالنسبة لنا.
وسيتغيَّر ذلك”. وخلُصَت آن أبلباوم، الكاتبة بصحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أنَّ “نتيجةً لتلك الرحلة، فإنَّ النفوذ الأميركي، الذي لطالما مُورِسَ في أوروبا عبر تحالفات المنفعة المتبادلة العسكرية والتجارية، في أصعب حالاته في الذاكرة الحديثة. لقد تراجعت العلاقات الأميركية – الألمانية، التي تُمثِّل جوهر التحالف العابِر للمحيط الأطلنطي على مدى اكثر من 70 عاماً، إلى مستوى جديد”. ويُعَد هذا الخِلاف لافتاً للنظر، خصوصاً حينما يُقارن بالفترة الأفضل التي قضاها ترامب في الرياض.
وقال ستيفن بيرلينغ، الخبير الألماني في العلاقات الأطلنطية بجامعة ريغنسبورغ، لزميلي ريك ناوك: “يعتقد الأوروبيون أنَّ ترامب يعاملهم أسوأ من بلدانٍ كروسيا ودوّل الخليج”. ولا يقتصر الجفاء تجاه ترامب على ألمانيا. ففي يوم الإثنين، 29 مايو ، ظهرت صورةٌ على حساباتٍ نرويجية رسمية على تويتر تُظهِر رؤساء وزراء النرويج، وآيسلندا، والسويد، والدنمارك، وفنلندا وهم يمسكون جميعهم بكرة قدم. وفُسِّر ذلك على أنَّه سخرية من صورة ترامب السيريالية في أثناء تدشين مركزٍ لمكافحة الإرهاب في الرياض. فغرَّد حسابٌ يحمل اسم Steffen مُعلِّقاً على الصورة قائلاً: “حينما يسخر رؤساء الوزراء الإسكندنافيون علناً من #الرئيس_ترامب”.
وفي الوقت نفسه، قام الرئيس الفرنسي المُنتخب حديثاً بتلميحٍ عن طريق نشره لمصافحةٍ قوية مع ترامب، وتشبيه الرئيس الأميركي بالحُكَّام المستبدين في مناطق أخرى. فقال: “إنَّ دونالد ترامب، أو الرئيس التركي، أو الرئيس الروسي يرون الأمور من منظورِ علاقات القوة، وهو أمرٌ لا يزعجني. وأنا لا أدع أي شيءٍ يفوتني. وهذه هي الطريقة التي يجعل المرء بها من نفسه محل احترام”.
ويهدف الحديث القوي عن ترامب جزئياً إلى اجتذاب الناخبين الأوروبيين الذين يشعرون بالقلق هم أيضاً من الرئيس الأميركي. لكن، وكما يشير الأستاذ دان دريزنر الذي يكتب في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، لا تبدو إدارة ترامب مستعدة أو حتى لديها ميل لمجابهة ردود الأفعال السلبية تلك. وحتى وزارة الخارجية الأميركية لم تقم بشيءٍ يُذكَر لتهدئة ميركل.
وكتب دريزنر: “إنَّ الأمر المثير بشأن صمت وزارة الخارجية الأميركية هو انعدام الفهم الواضح من جانب فريق السياسة الخارجية الخاص بترامب للسبب الذي قد يدفع ميركل لإطلاق مثل هذه التصريحات.
وأضاف أنَّ خطاب ترامب الجاهل وسلوكه المتهوِّر يضمنان عملياً أن يستفيد القادة المنتَخَبون في الديمقراطيات المُتقدِّمة صناعياً من مناوئة ترامب”.
فقد عاد ترامب إلى الديار ليجد عاصفةً أخرى بشأن علاقات حملته بروسيا، وذلك بعدما كشفت تقاريرٌ عن أنَّ صهره، جاريد كوشنر، قد حاول إقامة قناة سرية مع الكرملين حتى قبل أن يصل ترامب إلى الحكم.
وفي يوم الثلاثاء، وفي مصادفة واضحة، أدلى كلٌ من ترامب وبوتين بتصريحاتٍ يعتبران فيها الجدل الدائر إنما مجرد صنيعة من قبل الديمقراطيين المُتألِّمين الذين يشعرون بخيبة أملٍ من نتائج انتخابات العام الماضي، 2016.
وبعبارةٍ أخرى، على الرغم من سخط الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة وكذلك الكثير من الناخبين الأميركيين، فإنَّ علاقات ترامب الودية مع بوتين وغيره من القادة المستبدين تبدو لها الأسبقية على المخاوف المُتعلِّقة بالقيم والمصالح المشتركة. وكلما حاول سبايسر ومسؤولو الإدارة الآخرين تصويرها على أنَّها عادية، أصبحت تبدو غير طبيعيةٍ بصورةٍ أكبر.
وهكذا، قبل الحديث عن فعالية الحلف العربي الأميركي المنشود، تواجه الإرادة السعودية واقعَ عدم قدرتها على احتواء أقرب جيرانها تحت لوائها، بسبب تباينٍ في المصالح تارةً ومحدودية القوة العسكرية لهذا التحالف تارةً أخرى؛ وما حرب اليمن إلا دليلٌ على هذه المحدودية. وعلى الرياض الآن لملمة تحالفاتها في حديقتها الخلفية ومحاولة استيعاب الدوحة وأبو ظبي وتفهّم الموقف المتردّد للكويت، والمختلف لمسقط قبل بلورة آليات أي حلف عسكري إقليمي – دولي فعّال.
لا جديد تحت الشمس. أما الحديث عن عملية سلام في المنطقة، فهذا يحتاج إلى مشاركة القوى الفاعلة على الأرض. وهي قوى تخاصمها السعودية وترفض الاعتراف بدورها. لا أفق لأية عملية تسويةٍ في المنطقة ما دام هناك مَن يرفض السير بالشروط الأميركية – الإسرائيلية؛ وبالتالي فإن مفعول التطبيع العلني للعلاقات الخليجية الإسرائيلية سيبقى دون آمال الطرفين.
لكن المؤسف حقاً أن الضيف الأميركي قبضَ المليارات من السعودية وغادر الى الأراضي المحتلة ليقطع على نفسه عهداً بالحفاظ على أمن إسرائيل، بعد أن أعلن صراحة أنه على الحلفاء حماية أنفسهم. فالرئيس السابق باراك أوباما لم يكن يُصلّي بالعرب الجمعة، تماماً كحال أي رئيس أميركي آخر. لكن ترامب تفوّق على جميع نظرائه إذ نجح في زمن قياسي في أن يجمع العرب، على صعوبة ذلك، و يؤمّهم لصلاة السلام على طريقة الرأسمالية الأميركية!
فالعدد الأخير من أسبوعية «المسرى» التي تصدر عن ما يسمى «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب» هاجم الدول التي وصفها بأنها «تشن حملة إعلامية على قطر وأميرها»، بينما تناثرت أكثر من قصة في العدد ذاته تهاجم السعودية والإمارات بشدة، ذلك أن الإرهابيين يخشون من أن تؤدي مواقف الدولتين وإجراءاتهما الحاسمة لقطع الأوكسجين عن جرائمهم الإرهابية. ووصف تقرير مطول في المطبوعة التابعة للتنظيم الإرهابي، ما سماها الحملة على قطر، بأنها نتيجة انزعاج من الدور القطري في اليمن ودعمها لجماعة الإخوان.
وأشار التقرير إلى توعّد قطر بالرد على استهدافها، في محاولة لتصدير التهديد وكأنه صادر من قطر وليس من التنظيم الإرهابي نفسه باسم قطر. وكان العدد صدر قبل أيام قليلة من قرار قطع العلاقات مع الدوحة.
وفى العدد ذاته، تقرير عن ما بثته قناة الجزيرة القطرية ينال من الجيش الإماراتي استناداً إلى رأي شخص من منظمة تابعة لتنظيم الإخوان ومموّلة من قطر، في محاولة للتطاول على هذا الجيش الذي يقف سداً منيعاً أمام استهداف أمن المنطقة واستقرارها، فضلاً عن البطولات التي يسطّرها في إطار عملية عاصفة الحزم لإعادة الشرعية لليمن وإنقاذه من براثن المد الإيراني.
واتسق تقرير مطبوعة القاعدة مع تغطية الجزيرة المسمومة التي تعرّض جيشاً في تحالف كانت تشارك فيه قطر، للخطر من قبل العدو (المفترض أنه مشترك)، والمتمثل في العناصر الإرهابية في اليمن.
وفي السياق ذاته، دافع القيادي البارز في الجماعة الليبية المقاتلة (متشددة) وأميرها السابق عبد الحكيم بلحاج، صراحة عن استهجانه لما حدث من هجمة تجاهَ من أسماهم «المخلصينَ لأمَّتهم وقضاياها». وكان بلحاج معتقلاً في معتقل غوانتانامو، وهو يقيم خارج ليبيا، ويترأس حالياً حزباً أسسته قطر والإخوان.
نقلا عن البالغ.