أثناسيوس الرسولى.. حامى الإيمان
سامية عياد
السبت ١٠ يونيو ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
أبهر العالم كله بعلمه ومنطقه وعمق معرفته اللاهوتية ، لقبته الكنيسة بالرسولى ، كما يسميه البعض "أبو علم اللاهوت" ، صاغ قانون الإيمان المسيحى الذى تعترف به كل كنائس العالم ، إنه القديس أثناسيوس الرسولى ..
المتنيح قداسة الأنبا شنودة الثالث حدثنا عن لمحات من حياة هذا القديس ، موضحا إنه كان منذ شبابه يتمتع بعمق الفكر والمعرفة فقد وضع أشهر الكتب هما "تجسد الكلمة" و "الرسالة الى الوثنيين" ، لم يكن راهبا بل كان شماسا للبابا ألكسندروس البطريرك 19 وكان صورة حية مثالية للشماس المسيحى ، اصطحبه معه لحضور مجمع نيقية المسكونى المقدس سنة 325 م ووقف الشماس يحاور ويجادل آريوس الهرطوقى أعظم وعاظ جيله ، لم يقدر ذلك الهرطوقى أن يقاوم الحكمة والروح الذى كان يتكلم به القديس أثناسيوس ، صاغ أمام الجميع بنود قانون الإيمان المسيحى بند بند .
بعد ثلاث سنوات فقط من مجمع نيقية المقدس ، توج القديس أثناسيوس بابا الإسكندرية وكان عمره ثلاثين سنة ، وكان أصغر من تولوا البابوية فى الكنيسة القبطية إذ كان مؤهلا لرئاسة الكهنوت بكل المقاييس فصار البابا العشرين من بطاركة الكنيسة ، والتى استمر فيها 45 سنة وبهذ ا يعتبر الثانى فى طول مدة حبريته ، انشغل البابا أثناسيوس بالعمل اللاهوتى وحماية الإيمان والرد على الهراطقة والمبتدعين وفى مقدمتهم الرد على الآريوسيين ، فوضع مؤلفه المشهور (ضد الآريوسيين) وذلك فى أربعة كتب رد فيها على فهم الأريوسيين الخاطىء لبعض آيات الكتاب المقدس ، الأمر الذى عرضه للنفى عدة مرات الى دول الغرب فكان كارزا ومعلما فنشر الإيمان السليم هناك وبنيت كنائس كثيرة على اسمه مازالت قائمة حتى الآن وبخاصة فى ألمانيا والنمسا .
لقد صمد القديس أثناسيوس أمام النفى والغربة ، صمد أمام الاتهامات التى وجهت إليه ، صمد أمام الآريوسيين وفكرهم المنحرف ومؤامراتهم و شرهم ، وحينما قيل للقديس "هوذا العالم كله ضدك" فرد قائلا "و أنا ضد العالم" ، كانت علاقته الطيبة بالأنبا أنطونيوس تساعده على تحمل المتاعب ، فكان بالنسبة له القلب الحنون الذى يلجأ إليه القديس أثناسيوس .
حقا أن حماية الإيمان ونشره هو العمل الأول والأساسى للبطريرك ويبقى الإيمان هو مسئوليته الأولى وهذا ما فعله القديس أثناسيوس الذى قال عنه القديس جيروم فى مديحه له "مر وقت كاد فيه العالم كله أن يصبح آريوسيا لولا وجود أثناسيوس" ..