التنوير شربة ملح في قلب الوطن

ولما نتلوي  لكثرة  ماتناولناه من أطعمة ملوثة وفاسدة ولاتصلح للاستخدام الآدمي  ..وحين يمتلء الجوف بكل هذا الثقل والعفن  ويضع ملامحه الواضحة للعيان  من طفح جلدي  و أورام وأدران وبثور  وعجز  حتى التشوه الكامل للجسد وانعدام  الرؤية  ..تكون هي حالة التسمم الكامل المفضي للموت ..وحين يصيبنا الألم  ويبلغ ذروته حتى الغضب والسخط والهياج وإثارة الجلبة  .. يكون لا مفر من مواجهة  الحالة  والعلاج ..
 

علينا أن ننتبه وننصت للوعي والفهم .. للمعالجين المتخصصين ..  وندرك أنه لامفر من تقبل  العلاج الوحيد لغسيل المعدة  في تناول الجرعات المتتالية من شربة الملح غير المحببة  والمثيرة فعلا للغثيان لإفراغ الداخل من كل سموم كريهة ..
 

هكذا جرعات بجرعات ..لا تنزعجوا  شربة الملح  ..فهي غير لذيدة بالمرة  وغير مقبولة بالمرة  بل وكثيرا ما نلعنها ونطيح بعبواتها ..لكنها الحقيقة الوحيدة ولا غيرها لتطهير البطن والقاء كل مافي الجوف من قاذورات  متراكمة وإراحة الجسد كله  من تقلصات مبرحة .. احتملوا قليلا  وثقوا فيها  ..ستدركون أهميتها حين ترون كم القيء المسمم الذي حملتموه بداخلكم طيلة  أيامكم وماذا فعل من تخريب لحياتكم فصرتم  أشباه .. 
 

لاتنزعجوا ايضا من الآم مصحوبة مع العلاج فهو أمر طبيعي وظاهرة  مطمئنة وصحية جدا  لرفض الموت والترحيب مجدا بالحياة ..لا تنشغلوا عما ستكون عليه الامور فيما بعد التعافي  ..فقليلا قليلا ستتناولون الأطعمة الصحية والفاخرة والحلوة  ولن تصدقوا كيف تمنحكم الحيوية والسعادة والانطلاق حينها  تتأكدون أنكم بالفعل تستحقون الصحة والحياة .. اقبلوا الحياة تقبل عليكم ..

 

شكرا للمكاشفة  ..شكرا للتنويرين فهم شربة الملح لعلاج تسمم في قلب  وعقل الوطن.