الأقباط متحدون - كل عيد بداية..
  • ١١:٤٩
  • الأحد , ١١ يونيو ٢٠١٧
English version

كل عيد بداية..

مقالات مختارة | بقلم : دينا عبدالكريم

١٩: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ١١ يونيو ٢٠١٧

دينا عبدالكريم
دينا عبدالكريم

 تحتفل المصرى اليوم، هذه الأيام، ببداية عامها الرابع عشر.. قامة كبيرة وقائدة.. تنضج وتكبر بهدوء وثقة دون صخب كبير- وهذا شأن الكبار- مازلت حتى الآن أذكر أول إعلان عن المصرى اليوم، كنت صغيرة لأتوقع، وأفهم معنى إصدار صحيفة مصرية وطنية مستقلة، لكنى كنت كبيرة بما يكفى لأفهم أن إعلاما جديدا فى الطريق إلينا.. وأن رياحا من التغيير ستهب على الصحافة والإعلام وصناعة الخبر.. وقد كان.. وأجدنى اليوم، بعد كل هذه السنين، أنتمى إلى هذا الصرح، ولو ضيفاً خفيفاً يفخر بمشوار مؤسسة كبيرة، مثل المصرى اليوم ويغار على نجاحها، ويتمنى لها المزيد من القوة والمزيد من الشباب والكثير من الفرص الأوسع فى مستقبل الإعلام الذى بات قريباً جداً ومختلفاً جداً جداً.

 
ولأن كل عيد.. هو بداية جديدة- أو هكذا أعتقد- فذكرى البداية الأولى مناسبة مهمة.. لإعادة الشحن وتجديد الرؤى والتخطيط لانطلاقات جديدة.
 
ربما وجدت هذا العيد فرصة لأشارك قراء هذه الجريدة المحترمة ما نراه فى الأفق القريب فى مستقبل الإعلام، فقد بات واضحا أن الإعلام الذى نعرفه- بصوره الحالية- من صحافة مكتوبة وتليفزيون وحتى الاستخدامات التقليدية للإنترنت لم تعد تنتمى لجيل قادم بعد بضع سنوات.
 
وحين يكون قدرك أن تكون من جيل يشهد تحولا واختلافا جذريا فى كل شىء.. فى السياسة وفى الاقتصاد فى شكل العالم العربى وفى مستقبل العالم كله! سيكون طبيعيا أن تفهم أن إعلامك سيتغير، وأن الضمانة الوحيدة لاستمرار رسالتك فيه هى أن تتغير أنت أيضا..
 
ولأن التغيير يبدو موجعا فى أول الأمر، ويلقى منا جميعا مقاومةً ورفضاً، وأحيانا استهجاناً لأهميته.. دعونا نواجه أنفسنا ببضعة أسئلة، علها تكون مقدمات لنتائج واضحة نصل إليها سريعا:
 
لماذا نفترض دائما أن الجيل الجديد أسوأ ممن كانوا قبله؟
 
أليس هذا افتراضاً ظالماً وقاسياً فى كثير من الأحيان؟
 
يعتبرهم الكبار أسوأ، لأنهم لا يعرفون- مثلا- من هو شاعر النيل، أو من هو كاتب ديوان عابر سبيل! ويلومونهم إن لم يجيبوا سريعا أنهما العظيمان حافظ ابراهيم وعباس محمود العقاد.
 
لكن ألا ترون فى هذا ظلماً لهم؟
 
هل يعرف الكبار من هم مخترعوا الإنترنت؟
 
من هؤلاء الذين غيروا شكل العالم الجديد الذى نعرفه؟
 
أثق بأنك فى الغالب لن تذكر أسماء مثل (روبرت كان) أو (فينت كيرف)، وهذا لا يعنى نقص ثقافتك بشكل عام.. لكن يعنى أن لديك معرفة فى بعض الأمور وأن الأجيال الأحدث لديها معرفة فى بعض الأمور (المختلفة) عنك وليست أجيالا جاهلة كما تسميها ظلما.. أنا من أولئك المؤمنين بأن الجديد- غالبا- أفضل ولديه أدوات أكثر.
 
لذا أنتظر بثقة الجديد.. وأغامر دائما بالمشاركة فيه والاهتمام بتعلمه.. والجديد فى صناعة الإعلام تحديدا لن يدع مكانا لمن لا يعرف، ولن يترك نصيبا لمن لا يشارك.
 
مستقبل الإعلام الجديد لن يضمن انتماء القارئ للمؤسسات الأشهر والهيئات الكبرى أو ذات السلطة! القارئ سينتمى فقط لمن يشبهه ويتحدث مثله وعنه!
 
إن الأجيال الأصغر لديها إعلامها الخاص.. وأبطالها ونجومها الخواص غير أولئك الذين نعرفهم نحن تماما، وغير أولئك الذين يصنعهم إعلامنا ونجومنا تماما.
 
الأمثلة كثيرة.. تلك التى تجعلنا نعيد ترتيب صفوفنا.. ونراجع أدواتنا ونطورها.. حتى ننتمى للمستقبل ونراهن عليه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع