الأقباط متحدون - الأقباط ليسوا علي رأسهم بطحة
  • ٠١:٠٤
  • الاثنين , ١٢ يونيو ٢٠١٧
English version

الأقباط ليسوا علي رأسهم بطحة

سليمان شفيق

حالة

٥٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٢ يونيو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
سليمان شفيق
هل الأقباط علي رأسهم "بطحة"؟ حتى أجد سيدة قبطية تتحدث للرئيس السيسي في الندوة التثقيفية بطريقة تثير الشفقة ، ووسط اندهاش الحضور تتوسل هذه السيدة وكأن الأقباط بالفعل "أهل ذمة" وليسوا مواطنين ؟!!
 
هل الاقباط علي راسهم "بطحة" ، حتي اجد بعضا من نخب قبطية مرموقة .. يصرخون ملء شدقيهم علي صفحات وسائل التواصل الاجتماعية )تيران وصنافير مصرية) وكأنهم يخافون من الاتهام بالخيانة من قبل الجماعات الارهابية او الجماعات المدعية الثورية ؟!!
 
الاقباط ليسوا علي راسهم بطحة:
 حتي نستعطف الرئيس ،والرجل لا يحتاج من يلفت نظرة الي استحقاقات الاقباط وحتي لو اردنا لفت نظرة ليس بأستدرار الشفقة والبكاء ، بل بالنضال الموضوعي عبر أليات تنفي عنا التوسل " ومسح الجوخ والتطبيل" ، بما يضر بالقضية ويعرض من يقوم بذلك بالاتهام بالاتجار بالقضية لصالح مكاسب سياسية او انتخابية ، مع كامل تقديري للسيدة ومن دفعها لذلك سواء كان الامر بحسن او بسوء نية .
 
الاقباط ليسوا علي راسهم بطحة :
فهم مواطنون مصريون ـ حتي لو كان بعضا من مواطنيتهم منقوصة ـ فهم جزء لا يتجزء من الجماعة الوطنية ومكون اساسي من مكونات الامة المصرية ، ورغم انني اؤمن بأن تيران وصنافير مصرية ، وحتي لوصدق ما يدعية البعض انها "سعودية" ، فأنني ارفض تسليمها للسعودية لدواعي الامن القومي ، ولكن فوجئت بأغلب الاسماء والمنظمات المحسوبة علي الشأن القبطي تصرح بما يشبة الصراخ وبشكل ملفت للنظر بأن الجزر مصرية ، الامر الذي دفعني لادراك ان وراء الامر معادلة سياسية تتكون من :
 
(الوطنية + الخوف من الاتهام بالخيانة = تيران وصنافير مصرية )
 
مابين سيدة الندوة وتيران وصنافير مصرية .. أحساس بالخوف وعدم الامان وتجسيد لانتقاص المواطنة .
 
الاقباط ليسوا علي راسهم بطحة :
بل النظام الحاكم اللي علي راسة بطحة ، لان المواطنين المصريين الاقباط ناضلوا ضد حكم الاخوان ، كانت اول مظاهرة ضد حكم الاخوان من شباب ماسبيرو، وتجاوز هؤلاء الشباب جرح المذبحة وشاركوا مع القوات المسلحة ثورة 30 يونيو ، وكانت الكنيسة اول من قررت انسحاب ممثليها من دستور الاخوان ، قبل القوي المدنية ، بل ووصل الامر بالارهابيين البلتاجي وخيرت الشاطر بالتصريح بأن أغلبية المتظاهرين أمام الاتحادية من الاقباط ، ووصل الامر بالهتاف في الاعتصامات بهتاف دال جدا :" يادي الذل ويادي العار النصاره بقوا ثوار" ؟!!
 
ويدفع الاقباط ثمنا غاليا لنضالهم :
حرق ونهب اكثر من 80 كنيسة وما يقارب المائة مؤسسة ، قتل عشرين شهيد في ليبيا ، وجرائم البطرسية ومار جرجس طنطا والمرقسية في الاسكندرية ، واخيرا وليس اخر، مذبحة طريق دير الانبا صموائيل .. هذا من قبل الارهابيين .
 
اما من قبل المتطرفين : تعرية سيدة قرية الكرم بابوقرقاص ، ومنع اقباط اللفي بسمالوط من الصلاة ، وتكرار ذلك في اكثر من قرية .. اضافة للمضايقات اليومية والوظائف ، وأسلمة القاصرات ، وتواطئ بعض الضباط للاسف مع أخفاء تلك الفتيات مع الشباب المسلم .
 
لا اخفي تعاطف الرئيس السيسي مع قضايا مواطنة الاقباط ، ايضا هو الرئيس الوحيد الذي زار الكنيسة ووصفها بأنها "بيت من بيوت الله" ، وان مجلس النواب سن قانون لبناء الكنائس رغم معارضتي له ، الا ان الامر لايتخطي دائرة اعلان النوايا بلا تطبيق حقيقي للمواطنة .
 
بالطبع يقدر المواطنون المصريون الاقباط تحديات الوطن في مواجهة الارهاب ، وتضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة من شهداء ومصابيين ، ولكن الاستهداف الممنهج من الارهابيين للاقباط من ليبيا للبطرسية لطنطا وصولا لطريق دير الانبا صموائيل مرورا بالمرقسية بالاسكندرية ، جعل سيدة الندوة تتصرف ك"ذمية" والنخب القبطية "تعمل حساب الاسلاميين" ويتحصنون ضد أتهاماتهم بالخيانة ، اي تحليل للموقف يؤكد عدم شعور الاقباط بالحماية او بالامان ، الامر الذي يجعلني اتوجة للرئيس السيسي مؤكدا له ان هناك خلخله في وسط المواطنين المصريين الاقباط وكل الظروف تدفعهم للتشكك في سبل حمايتهم او احترام عقائدهم ، كما ان هناك تذمر علي المواقف الوطنية لقداسة البابا وتراجع لشعبيته نظرا لذلك ، ومع احترامي وتقديري لسيادتك هناك تراجع لشعبيتك في أوساط الشباب القبطي علي وجه الخصوص ، لذلك نحن بحاجة ماسه إلي أعادة النظر في الملف القبطي لاستعادة ثقة تلك القطاعات القبطية في 30 يونيو وفي شخصكم الموقر وقداسة البابا ، وصديقك من صدقك لا من صدقك .
 
اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد