الأقباط متحدون | تغيير شكل العلم المصري بين القبول والرفض
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٣٣ | السبت ٥ مارس ٢٠١١ | ٢٦ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تغيير شكل العلم المصري بين القبول والرفض

السبت ٥ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ألبير ثابت فهيم
عقب تفجيرات كنيسة القديسين في "الإسكندرية"، أصدر "المجلس المصري العربي للتنمية البشرية والبيئية" بيانًا يدين التفجيرات، كما أصدر المجلس عددًا من التوصيات أولها اعتبار يوم الأول من يناير من كل عام عيدًا للوحدة الوطنية في "مصر"، كما طالب المجلس بفتح حوار وطني حول إمكانية إبدال العلم الوطني الراهن بعلم آخر يضم الهلال والصليب، بما يعكس الاختيار الوطني للأمة المصرية في المرحلة المقبلة.

وفي هذا التوقيت، اقترح نائب برلماني سابق تغيير "علم مصر"، ووضع الأهرامات الثلاثة وسطه بدلًا من العلم الحالي، وهو رمز يعرفه كل طفل مصري. وقد رفض حينئذ السيد " صفوت الشريف" فكرة تغيير علم "مصر"؛ لأن "مصر" ليست دولة فرعونية، بل هي دولة ضمت الحضارات الفرعونية والمسيحية والإسلامية.

وأثناء ثورة الشباب في ميدان "التحرير"، طلب بعض المثقفين من الشباب، تعديل الشكل العام للعلم المصري، وذلك لتشابهه مع أعلام "العراق" و"سوريا" و"اليمن" و"السودان"، مطالبين بالعودة إلى جذور الهوية المصرية الأصيلة.

كما عرض الكاتب المستنير الدكتور "خالد منتصر" اقتراحًا حـاز قبول الكثيرين، بأن يكون شكل علم "مصر" هو الأهرامات الثلاثة وأبو الهول، فلا يوجد أعرق من هذه الآثار في "مصر"، ولن يسأل أحد عندما يراها إلى أي بلد يرمز هذا العلم.

وعقب ثورة الشباب بأسبوع تقريبًا، أُثير هذا الموضوع، حيث طالب البعض بالرجوع إلى علم "مصر" القديم بوضع النجوم الثلاثة للدلالة على الأديان السماوية الثلاثة، واللون الأخضر للدلالة على الزراعة والخضرة والنماء، كما أن العلم السابق قد استمر يرفرف حتى أيام تأميم القناة والعدوان الثلاثي على "مصر" عام 1956 م.

وفي هذا السياق نفسه، أطلق الدكتور "أشرف عزت" دعوة جميلة عبر الـ"فيس بوك" تحت عنوان "تغيير علم جديد" لاستقبال الاقتراحات من الموهوبين بشكل العلم الجديد الذي يدعو له، وتدور فكرته على تصميم علم جديد على شكل مثلث إشارة إلي الهرم وخلفيته خضراء إشارة إلي النيل، بحيث يكون شكله وتصميمه يعكس الجذور الحقيقية للهوية المصرية.

وعلى الجانب الآخر، نجد هناك قوى معارضة على تغيير شكل العلم من قبل بعض أساتذة الجامعات والمثقفين، حيث لديهم بعض التحفظات والاعتراضات. فقد اعترض الدكتور "رأفت عبد الباسط"- أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب- على فكرة تغيير العلم؛ لأنها ترتبط بوجود مرحلة أو فترة جديدة تمر بها البلاد، كما أننا نعيش مرحلة مستمرة لثورة يوليو ليس فيها جديد، فإنه لا داعي للتغيير. 

وفي هذا الصدد، يقول أيضًا الدكتور "يحيي الرخاوي"- أستاذ الطب النفسي- بأن هذا التغيير هو تغير شكلي لا قيمة له، بل إنه يوهمنا بالتغيير حتى يشغل اهتمامنا فنهدأ عن واجب تغيير أنفسنا، وحكامنا، وحياتنا برمتها.

أما الدكتور "أحمد زايـد"- عميد كلية الآداب بجامعة "القاهرة"- فيقول: إن دافع هؤلاء الشباب لتغيير العلم المصري الحالي يعكس نمط فكـري غير ناضج، كما لو أن تغييره سوف يصلح من مجريات الأمور السلبية؛ لأن العلم المصري يجسِّد تاريخ طويل وذكريات من الكفاح والألم الشعبي، ولم يكن اختياره وليد اللحظة. وعمليه تغييره تعتبر أشبه بعملية لتشويه التاريخ.

أما بالنسبة للدكتور "علي أبو ليلة"- رئيس قسم علم الاجتماع جامعة "عين شمس"- فيعتبر أن طلب تغيير العلم نوع من الإحتجاج على رموز الدولة المتمثِّلة في "العلم المصري" كنوع من الإحتجاج، وإصابة الشباب المصري بالحنق الشديد؛ لأن الدولة لم تقدِّم إنجازًا حقيقيًا لهم، ولا تعمل على حل مشكلاتهم الممثلة في حقوقهم الشرعية في الحياة من مسكن، وصحة، وتوفير فرص عمل لهم، وتعليم، وصرف صحي، ومواصلات... إلخ.

ويشير البعض بأن تغيير العلم يعني الاستهانة بمن استشهدوا وهم يرفعونه في حروب "مصر"، وخاصة خلال حرب أكتوبر 1973 م، فحين يقول الآخرون، بأن الرئيس "جمال عبد النصر" عندما غيَّر العلم كان يستهين بدم شهداء "مصر" ضد الاحتلال البريطاني الذين كانوا يرفعون ذلك العلم، وهو العلم الذي أصيب في مظاهرات ١٩٣٥م وهو يرفعه، وأقسم له يمين الولاء عندما تخرَّج في الكلية الحربية عام ١٩٣٨م.

عمومًا: مازال الجـدل مستمرًا بين المؤيدين والمعارضين في تلك المرحلة التاريخية الفاصلة في حياتنا نحو حياة ديمقراطية حقيقية.. وأنوِّه بأنه قد تم تغيير العلم لأكثر من (7) مرات منذ عهد "محمد على باشا" مؤسِّس "مصر" الحديثة وحتى اليوم.. فهل هناك أهمية لتغييره في تلك المرحلة؟... لست أدري.  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :