الأقباط متحدون - رؤية لمسلسل «الجماعة 2» (1)
  • ١٢:٠٠
  • الثلاثاء , ١٣ يونيو ٢٠١٧
English version

رؤية لمسلسل «الجماعة 2» (1)

مقالات مختارة | د. محمود خليل

٣٠: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٣ يونيو ٢٠١٧

د. محمود خليل
د. محمود خليل

لم أُرِد أن أكتب رأياً حول الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» قبل أن أشاهد نصف حلقاته على أقل تقدير، وقد فعلت. ثمة ملاحظة أساسية أودّ تسجيلها قبل أن أخوض فى تفاصيل العمل هى جودة أداء أبطال العمل فى التعبير عن الشخصيات الإخوانية ومجلس قيادة الثورة. على رأس هؤلاء تبرز المبدعة «صابرين» التى أدت دور «زينب الغزالى» ببراعة، أشعرت المشاهد أنه أمام الشخصية كما كانت فى الواقع، باستثناء أن صوت «زينب الغزالى» -لمن عرفها- كان أكثر غلظة من صوت «صابرين» الرقيق، كذلك الفنان عبدالعزيز مخيون الذى أجاد فى تشخيص شخصية المستشار حسن الهضيبى، المرشد الثانى للجماعة، والفنان ياسر المصرى، الذى قام بدور جمال عبدالناصر ببراعة، والفنان المجتهد محمد فهيم الذى أدى دور سيد قطب باقتدار. فى المجمل العام اختيار الممثلين كان دقيقاً، وأتخيل أنهم شخّصوا أدوارهم بدقة تشهد على الجهد الذى بذله كل من السيناريست الكبير وحيد حامد، والمخرج شريف البندارى.

ننتقل الآن إلى الجدل الذى أُثير حول ما تضمنه العمل من أحداث عكست العلاقة بين ضباط ثورة يوليو وجماعة الإخوان، قبل ثورة يوليو 1952، التى تحوّلت بعد قيام الثورة إلى صراع واضح على السلطة تعددت أشكاله وتنوعت مساحاته. المسألة الأولى التى أريد أن أناقشها تتعلق باللغط الذى أثير حول انتماء جمال عبدالناصر إلى جماعة الإخوان، وهو أمر أنكره الكثيرون. وواقع الحال أن مسألة عضوية «عبدالناصر» فى «الجماعة» أمر سجّله واحد من أكثر ضباط «يوليو» ثقة وحيادية فيما كتبه حول أحداث الثورة، وهو الأستاذ خالد محيى الدين، فقد جاء فى مذكراته أنه وزميله جمال عبدالناصر كانا على اتصال بحسن البنا، وأنهما ذهبا إلى بيت قديم بحى الدرب الأحمر باتجاه السيدة زينب (الواضح أن المنزل كان بشارع الصليبة لمن يعرف هذه المنطقة وتاريخها مع جماعة الإخوان)، وهناك التقيا بعبدالرحمن السندى، وبايعا على السمع والطاعة للجماعة، بعد أن وضعا يدَيهما على المصحف والمسدس. رواية «محيى الدين» تؤكد أن جمال عبدالناصر انضم بالفعل إلى جماعة الإخوان. وقد تشكلت علاقة خاصة بين عبدالرحمن السندى وجمال عبدالناصر بعد الثورة فى ظل الخصومة المشتركة التى جمعتهما ضد حسن الهضيبى. ولمن لا يعلم فقد عيّن «عبدالناصر» عبدالرحمن السندى موظفاً فى قناة السويس وخصص له فيلا وسيارة، نظير الوشاية بأسماء أعضاء الجهاز الخاص للجماعة!

عبدالرحمن السندى -كما هو معلوم- كان ضالعاً فى كافة عمليات الاغتيال السياسى التى شهدتها مصر قبل ثورة يوليو 1952، بما فى ذلك اغتيال القاضى أحمد الخازندار، واغتيال النقراشى باشا، وغيرهما. كان «عبدالناصر» عضواً فى الإخوان، كما كان من الكوادر النشيطة بتنظيم مصر الفتاة، كما كان على اتصال بالحركة الشيوعية (حدتو). وتقديرى أن ذلك أمر لا يشينه، كشاب وطنى حينذاك، كان يبحث مثله مثل ملايين المصريين عن خلاص من الملكية والاحتلال، وكان من الطبيعى أن يضع يده فى يد قوى الرفض السياسى والاجتماعى التى نشأت كحركات احتجاجية على أداء حزب الوفد الذى أصابته حينذاك حالة شيخوخة عطلت قدرته على الحركة.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع