الأقباط متحدون - أبيجايل العجيبة
  • ١٣:٠٣
  • الثلاثاء , ١٣ يونيو ٢٠١٧
English version

أبيجايل العجيبة

أوليفر

مساحة رأي

٣٦: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٣ يونيو ٢٠١٧

أبيجايل
أبيجايل

Oliver كتبها
أبيجايل إبنة الفرح.فرحة أبيها.كل من يتعامل معها يفرح.تنثر سلامأً إذا لم يكن هناك من يسع للسلام.حكمتها تفضح الحماقة.أبيجايل الرقيقة تعرف كيف تحتمل زوجاً لئيماً بل تزود عن حياته و هو لا يدرى . أكثر حماقة نابال هو أنه لا يعرف قيمة أبيجايل زوجته.فينصرف عنهالغنى أملاكه بينما تتصرف الحكيمة بغنى فطنتها.هذه هى الزوجة التى لا يوجد ما يعادلها فى الأرض ذهباً. ظل داود و رجاله يرعى و يحمي أملاك نابال و لم يكن ينتظر أكثر من وجبة تشبع الرجال حين يجز نابال الغنم و يحصد الصوف فيصير فى داره خيراً أكثر .لكن البخل حماقة تصيب أغنياء المال الفقراء فى الحب.التهور جهل يصيب من يتكل على الكثرة لا على الحكمة.لذلك أهاجت حماقة نابال داود و رجاله حتى عزموا على إبادة بيت نابال بأكمله.

من يقف قدام غضب المظلوم إذا إنفجر؟ من يصمد قدام غيظ الأجير إذا نهبوا حقوقه؟ من له قوة فيتصدى قدام هياج البسطاء ضد من يتنكر للحقوق و يتخابث في الحق و يصب لؤمه بحماقة و غطرسة؟ هنا تفشل الجيوش و تنهزم الأعداد الغفيرة لكن أبيجايل بحكمتها أقوى من جيش بألوية.و بمحبتها أطفأت لهيب الإنتقام.هذه أعظم الزوجات التى تتقدم قدام الغضب بالسلام و قدام الإنتقام بالمحبة.

أبيجايل تحسن التوقيت فتذهب لداود قبل أن يأت الإنتقام.و تقدم هدايا الترضية لداود بسخاء فهى لم تتأثر ببخل زوجها.هذه هى المرأة التى سجدت لعدو زوجها.لأنها سجدت لعدو الحماقة فأكرمت الحكمة و أكرمتها الحكمة.كان داود ينتظر شبعاً فحسب فأتت إليه أبيجايل بالشبع الروحى و دروس الإتضاع و المحبة و الحكمة. أبيجايل جميلة متوشحة بالفضائل لهذا صارت فرحة لأبيها السماوى.أبيجايل الجميلة لم تتذمر على نابال البخيل طوال عشرتها  بينما لم يحتمله داود قليلاً.أبيجايل صبورة لم تزل حتى تندحر الحماقة.

أبيجايل الجميلة لم تطلب لنفسها شيئاً بل وضعت هامتها الشامخة قدام عدو زوجها تسترضيه فإستحقت أن تلبس تاج الملكة بعد موت الحماقة مع نابال.هى لم ترض لبرئ أن يتلوث بدماء زوجها اللئيم فكانت تضحى من أجل خلاص داود مثلما تضحي لأجل خلاص زوجها من القتل.صانعو السلام دوماً يضحون بالوقت و الحب و الذات و اللذات لكنهم لا يخسرون أبداً.

أبيجايل لها عينان رائقتان تبصران ما هو بعد الآن.خاطبت داود بإتضاعها قبل كلماتها.خاطبته قبل أن تلتقيه. أعطته تقديراً و هى ما عرفته و لا سمعت عنه بل بجرأة إندفعت وحدها إلى الخلاء الواسع  لتعتن به وقت ضعفه و تهدأه وقت غضبه و تشبعه وقت جوعه.كانت تعامله مثل ملك فسجدت كأنها ترى ما أخفاه عنها داود و صموئيل.من له عيني أبيجايل يبصر الآتى و لا يأسره ما يحدث الآن.من هذا الذى يعرف الناس المجهولين من الجميع و يقدرهم كالعظماء فينال بركة خدمة الغرباء كما أبيجايل.

كثيرات حولنا كأبيجايل مستحقات التكريم.تصنع الخير للغريب كما صنعت.تكرم الطريد.تضع له من المحبة وجبة.تخضع له و هى لا تعرفه من يكون فإذ القدير يرتب لها عوض الخير خيرات و من أعمالها يصنع لها تاج الملكة.هنا أبيجايل .من له فهم فليقتني منها المعرفة و يطرد عن فكره حماقة نابال.كل من تحتوى ضعفات زوجها هى أبيجايل النقية.كل من لا تشارك زوجها فى ضعفاته هى الملكة الحكيمة.كل من تعالج أخطاء زوجها فى سكون هى مستحقة للكرامة.أبيجايل التي لم تشتك زوجاً لا يطاق هى روحاً سمائية.

أبيجايل تكتب أجمل سطور الحياة الروحية.ترسم لوحة للجمال فوق الكلمات.تضع بصمتها فتصير المحبة كالوثيقة من يدها.تنشر السلام و تحتمل.تدافع بجرأة و لا تخش ثمن التضحية. تطوف حول الكثيرين و تكلل أعناقهم بحكمتها.أبيجايل هى أعظم نجاح لمن يعرفها.هى حنان من قلب الحنان.حقاً يا أبيجايل التي أحبها الرب أنت فرحة أبيك السماوى.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد