التقيل جه خلاص
د. مينا ملاك عازر
٥٤:
٠٣
م +02:00 EET
الخميس ١٥ يونيو ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
لا أرفض التنازل عن الأرض، ولا أتضايق لأن الأرض نالتها السعودية، ولكن أرفض ذلك الخنوع المذل الذي بدى من المجلس ومن رئيسه الذي قال لا بد ألا نحرج الرئيس، وكأن الرئيس لا يرفض له طلب، وكأن الرئيس طلب من السيد رئيس المجلس الموافقة على الاتفاقية، فالرئيس سبق وطلب الموافقة على قانون الخدمة المدنية ورفضتموه،إشمعنى بقى الرغبة الملحة في عدم الرفض وعدم إحراج الرئيس!؟.
كنت أسمعها زمان وللآن، كلمات رنانة واضحة باترة يعبر بها المصريين عن الخيبة بقولهم أنها خيبة تقيلة، وقد توعد المستشار النائب مرتضى منصور خبيرة ترسيم الحدود التي كان لها علاقة بالمخابرات العامة المصرية أو التي تدعي بهذا، هذا أمر لا يهمني مطلقاً، بقوله التقيل جاي ورا، وما أتقل من الخيبة ليأتي وها قد أتت حين تنازل المجلس الموقر عن أرض بلاده لعدو سيستعد لاحتلالها الآن، لا أنعت السعودية بالعدو لشيء إلا لأنني تعلمت أن أي محتل عدو وجب على لشعب مقاومته، وعلى الجيش حربه، ولنا فيما فعلناه مع الفرنسيين وحملتهم وحملة فريزر والإنجليز أيام عرابي وأيام الفدائيين في القناة أسوة حسنة، فلتبدأ إذن المقاومة الشعبية ولكن لا يمكن المقاومة الشعبية أن تكون مجدية إلا إذا وجد النحاس الذي ألغى معاهدة عام 1936 من قلب مجلس النواب المصري، وهل أصبح هناك مجلس للنواب المصري؟ لا لم يصبح هناك مجلس بل هو منام وانبطاح للسلطة التنفيذية، ويعادي للسلطة القضائية ولا يعتد بها، مع أن رأسه وكثيرين من أعضائه يدعون أنهم رجال قانون ويدرسونه، لكنهم ابوا على مصالحهم الشخصية ليموت الوطن بين أيديهم وليحي بين قلوبنا وضلوعنا، فلنقاوم أولاً العدو الداخلي الذي باع لنقي الجبهة الداخلية حينئذ نستطيع تطهير أرض الوطن من العدو الخارجي الذي استباح وعايرنا بفقرنا، ورضخت السلطتين التنفيذية والتشريعية لمعايرته وسلموا الأرض مقابل المال.
التقيل جه خلاص، نعم ليست الخيبة فقط التقيلة وإنما أيضاً دم المصريين، قالوها دمه تقيل لم يكن يقصدوا دماء الشهداء المراقة للدفاع عن الوطن، نعم لم تجري معارك على أرض الجزيرتين لم يسفك دم عليها، لكنهما مثلأي بقعة أرض في سيناء لم تراق عليها الدماء لكن سفكت لأجلها، مثلها مثل شرم الشيخ التي لم تجري معارك عليها مثلاً لكن هذا لايعني التفريط بها للإسرائيلين مثلاً، ولنعود للدم التقيل ولا أثقل من ذلك الممازح -كما ظننته- الذي أخبرني بأن المجلس وافق بأغلبية على الاتفاقية، بالمناسبة المجلس لم يوافق على ترسيم اتفاقية الحدود البحرية مع قبرص للآن، المزاح كان دمه تقيل فأتى التقيل بخيبته التقيلةودمه التقيل، وخلاص كفانا تقل وخفوا عنا، وارحلوا بعاركم، ليذكركم التاريخ بأنكم من تنازلتم عن الأرض التي سفك لأجلها الدم وبذل لأجلها العرق.
المختصر المفيد لم تميتني الرصاصة التي سكنت قلبي، لكنني مُت حينما رأيت مطلقها.