أخى الذى ذهب للسماء
نسيم عبيد عوض
الأحد ١٨ يونيو ٢٠١٧
بقلم نسيم عبيد عوض
فى تحرك مفاجئ تركنى أخى شقيقى كبيرى وذهب للسماء ‘ وأقول مفاجئة لأن مابين مرضه وإنتقاله من هذا العالم ساعات معدودة ‘ حتى أننى لم يسعفنى الوقت أن أحجز تذكرة الطائرة لأسافر لرؤيته قبل أن يودعنا ‘ فبينما كنت أحاول الحجز جاءنى الخبر ‘ وقبل أن أفوق من الصدمة ‘ ذهب هو للسماء مباشرة .
يوم الأثنين الماضى 12 يونية ظهرا (العاشرة مساء بتوقيت مصر ) كنت أتكلم معه بالتليفون ‘ وقد تعود أننى عندما كنت أسأله عن صحته يقول لى بالفم المليان الحمد لله ‘ أشكر الله ‘ وقبل أن أنهى المكالمة أخذت منه وعد أن يكلمنى باكرا فوعدنى ‘ وفوجئت الساعة الثالثة ( التاسعة مساء الأربعاء بتوقيت القاهرة ) بخبر دخوله المستشفى ‘ ثم دخوله غرفة الإنعاش ‘ وبينما كنت أتحرك فى كل مكان باحثا عن حجز تذكرة السفر جاءنى خبر ذهابه للسماء فى الثامنة والنصف صباح الخميس ‘ ودخلوا بجسده فى الكنيسة للصلاة فى الواحدة ظهرا ‘ وفى الثالثة ظهرا كانوا يدخلون بجسده فى المدافن الأرضية ‘ لم ألحق أن آخذ أنفاسى لخبر دخوله المستشفى ‘ وإذا به يذهب للسماء فى سرعة عجيبة.
كان أخى الحبيب المحب يكبرنى بأقل من خمس سنوات ومع ذلك كان دائما يعتبرنى كأبنه ‘ فكان دائما مشغولا بى وفى كل مراحل حياتى ‘ وكانت له شخصية أهم مايميزها الحب لكل الناس ‘ وبساطته مع كل من حوله ‘ حتى أننى كنت أتعجب من الذين يخاطبونه فى الأعياد يهنئونه وحتى بعد 15مرور سنه على خروجه للمعاش ‘ كان محبا ومحبوبا ‘ يهتم بمشاكل الناس ويحب أن يشاركهم آلامهم ‘ كان يتسم بالأمانة الشديدة فى حياته ‘ ومثالا للدقة والأمانة فى طول حياته العملية ‘وفى عمله كمحاسب كان يضرب به المثل فى الأمانة والصدق‘ وكانت عصبيته لمناصرة الحق ظاهرة فيه طوال عمره ‘ وحتى لأناس لم يعرفهم ‘ لا يعرف التلون ولا يعرف الخبث ولا يعرف الإلتواء ‘ يقول الحق حتى لو تسبب فى أذيته ‘ وقد تعجب من حضر العزاء على كثرة عدد الحاضرين لوداعة ‘ الحب والمحبة والشكر كانت مسيرته فى الحياة.
كنت فى حياته أخوه الصغير وآخر أخوته ‘ فلنا فى السماء سبعة أنفس أخوة وأخوات سبقتنا ‘ ولم يعد أمامى فى الطابور أحد ‘ ولا أحد بعدى ‘ فالساعة تدق ولا يعلم أحد إلا الله وحده متى ستتوقف دقاتها ‘ وما علي إلا الإنتظار على رصيف الرحيل ‘ وأنا واقف على محطة المؤمن المسيحى ‘ التى أخذنا بها عربون الحياة الأبدية للحياة فى السماء ‘ وفى كلمة الله بكتابه المقدس تعلمنا هذا الإيمان ‘ الذى أن أحب أن أتأمل معكم فى إيماننا الحقيقى .
القيامة والحياة
قال الرب يسوع المسيح لمرثا أخت لعازر : قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،ا؟ وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟
((يو11: 25-27)) قَالَتْ لَهُ:«نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، الآتِي إِلَى العالم.))
39 وَهذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئًا، بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.
الخبز الحي والحياة الأبدية
1 أَ قال الرب بفمه الكريم" أنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ (يو6)
" من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش ابدا." يو6: 35
6 ويعطينا الرب وعده للذين ولدوا من الماء والروح ‘ ميلادا ثانيا سماويا " مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً ِللهِ وَالْمَسِيحِ،(رؤ20)
هذا هو ركيزة الإيمان المسيحى
ولذلك تسمى كنيستنا الموت إنتقال المنتقلين –الراقدين ‘ وربنا نفسه له كل المجد يقول عنه أنه نوم كقوله عن إبنة يايرس بعد موتها ((لا تيقظوا الفتاة إنها نائمة –ويذهب ويقول لها يافتاة قومى وقامت الفتاة )) ولإبنة الأرملة " أيها الشاب لك أقول قم " ولليعازر " هلم خارجا" وهكذا نحن المؤمنين المسيحيين لا نخاف الموت نغمض أعيننا على الأرض فنجد أنفسنا فى فردوس النعيم ...والجسد سيقوم فى القيامة العامة ويأخذ جسدا غير فاسد يحق له ان يدخل السماء .."
6 ومعلمنا القديس بولس الرسول يقول:
( لأن لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح.فى 1: 21) للموت أرباح فماهى:
أرباح الموت:
1- هبة الراحة .... 1- قول الكتاب " وسمعت صوتا من السماء قائلا الي أكتب طوبى للأموات الذين يموتون فى الرب منذ الآن. نعم يقول الروح لكى يستريحوا من أتعابهم .وأعمالهم تتبعهم."رؤ 14: 13
2- وأيضا " لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة..عب 4: 3"
3- وقول الرب لدانيال النبى " أما أنت فأذهب الى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك فى نهاية الايام."
دا 12: 13
4- ويقول داود النبى بروح النبوة " إرجعى يانفسى الى موضع راحتك لان الرب قد أحسن اليك. لانك أنقذت نفسى من الموت وعينى من الدمعة ورجلى من الزلق. أسلك قدام الرب فى أرض الاحياء." مز 116: 7-9
2- الموت هو الحرية الكاملة:
1-يقول معلمنا بولس الرسول" لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضى فلنا فى السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد. ابدى. فاننا فى هذا أيضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذى من السماء...ونحن مستوطنون فى الجسد فنحن متغربون عن الرب. ..فنثق ونسر بالأولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب. " 2كو5: 1 – 8
2- ويقول أيضا" ولكن ان كانت الحياة فى الجسد هى لى ثمر عملى فماذا أختار لست أدرى. فانى محصور من الاثنين . لى إشتهاء ان أنطلق واكون مع المسيح ذاك أفضل جدا."فى1: 22- 24
3-يسأل المرتل داود الله " أخرج من الحبس نفسى لتحميد اسمك." مز142: 7"
4- ويصرخ سمعان الشيخ طالبا من الرب يسوع " الآن تطلق عبدك ياسيد حسب قولك بسلام."لو2: 29.
3- الموت يمنحنا الرؤية
1- كقول الرب يسوع المسيح لنقيديموس " الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله. يو3: 3"
2- يقول أيوب " اما انا فقد علمت ان ولي حي والآخر على الارض يقوم. وبعد ان يفنى جلدى هذا وبدون جسدى أرى الله. الذى أراه انا لنفسى وعيناى تنظران وليس آخر." أيوب 19: 25 - 27
4- حياة الفرح:
1- قول الرب" الحق الحق اقول لكم انكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. انت ستحزنون ولكن حزنكم يتحول الى فرح....عندكم الآن حزن. وكنى سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم." يو16: 20- 22
2- وعلى باب الملكوت يعلمنا الكتاب أن الله .." وسيمسح كل دمعة من عيونهم والمت لايكون فى ما بعد ولايكون حزن ولا صراخ ولا وجع فى ما بعد لان الامور الاولى قد مضت." رؤ 21: 4
3- ويقول الرب على لسان إشعياء النبى بروح النبوة " ومفديو الرب يرجعون ويأتون الى صهيون بترنم وفرح ابدى على رؤؤسهم. ابتهاج وفرح يدركانهم. ويهرب الحزن والتنهد." اش 35: 10"
5- حياة القداسة فى السماء :
1-يقول معلمنا بولس الرسول" مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح. كما إختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة."أف1: 3و4
2- قول الرسول " لان إرادة الله قداستكم ." 1تس 4: 3
وفى السماء تكون القداسة كاملة (بلا خطية – بلا شهوات جسدية - حياة فى الفضائل – كمال نسبى )
3- قول الرسول" فان سيرتنا نحن هى فى السموات التى منها. ايضا ننتظر مخلصاهو الرب يسوع المسيح. الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علىصورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيئ." في 3: 20-21
4- " واله كل نعمة الذى دعانا الى مجده الابدى فى المسيح يسوع بعد ما تألمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم. "1بط5: 10
5- الله يقدسكم بالتمام كقول الرسول" واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيئ ربنا يسوع المسيح." 1تس5: 23
6- حياة الشبع :
على الارض الانسان لا يشبع أبدا دائما جوعانا وعطشانا جسديا ‘ الشهوة تلاحقة ‘ ولكن الشبع عطية السماء ‘ ويقول الكتاب " من أجل ذلك هم امام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا فى هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم. لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيئ من الحر .لأن الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم." رؤ7: 15 – 17
2 «وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا، فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَة (ملا4: 2)
7- التسبيح:
كقول الكتاب:
9 بعد هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ(رؤ7: 9)
(رؤ7: 10 وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ:«الْخَلاَصُ لإِلهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ».
وَرَأَيْتُ كَبَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ مُخْتَلِطٍ بِنَارٍ، وَالْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ وَصُورَتِهِ وَعَلَى سِمَتِهِ وَعَدَدِ اسْمِهِ، وَاقِفِينَ عَلَى الْبَحْرِ الزُّجَاجِيِّ، مَعَهُمْ قِيثَارَاتُ اللهِ،3 وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، وَتَرْنِيمَةَ الْخَرُوفِ قَائِلِينَ:«عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ (رؤ15: 2و3)
5 وَخَرَجَ مِنَ الْعَرْشِ صَوْتٌ قَائِلاً:«سَبِّحُوا لإِلهِنَا يَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ، الْخَائِفِيهِ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ!».!
وَسَمِعْتُ كَصَوْتِ جَمْعٍ كَثِيرٍ، وَكَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَكَصَوْتِ رُعُودٍ شَدِيدَةٍ قَائِلَةً:«هَلِّلُويَا! فَإِنَّهُ قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا.
(رؤ19:15-9)8 وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ».
8- المكافأة:
هكذا لكل من كان فى حياته ساهرا ومستعدا:
وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ(مت25: 10)فى مثل العذارى
21 فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ(مت25: 21)فى مثل الوزنات
ولك يأخى الحبيب أقول طوباك وهنيئا لك السموات فأنت تستحقها ‘ ترتاح من أتعابك ‘ هناك الربح الكامل ‘ والفرح ومعك وحولك القديسين والأبرار ‘ ويكفيك الرب يسوع المسيح تراه وجها لوجه‘ ومعك فى الفردوس كل أحبائنا أمك وأبوك وأخوتك وأبنى وأمه وكل قومك ‘ وأحجز لى مكانا مهما كان الزمن .