«عمرو خالد» جوكر الإخوان
مقالات مختارة | سحر الجعارة
٥٦:
١١
ص +02:00 EET
الاثنين ١٩ يونيو ٢٠١٧
صورة شديدة الوضوح، وأكثر بلاغة ودقة من كل ما نكتب، انتشرت على مواقع السوشيال ميديا، وفيها يجلس الداعية المودرن الكيوت الستايل «عمرو خالد» عند قدمى الإرهابى العتيد «يوسف القرضاوى»، منتظراً إهداءً من «القرضاوى» لفتاواه المدمرة.
نفس الخشوع، والأدب المفتعل، والتمثيل الفج الذى يقدم به «خالد» برامجه، وهو يكاد يبكى من فرط التأثر، نفس الملامح الملساء التى تسقط عنها كل التعبيرات.. لكن المهم أنه يجيد الركوع فى أى مكان، وكلما اقتضت المصلحة!.
الصورة انتشرت لفضح صلة «خالد» بالإخوان، عقب نشره لتغريدات على موقعى «تويتر، وفيسبوك»، يُفهم منها أنه يؤيد «قطر» فى مواجهة المقاطعة العربية، حيث كتب - (حصار الشعب حمى النبى، وجعل «أبوطالب» يفرض سيطرته عليه، لتأمينه من تسلل قريش وقتل النبى).. وتلا ذلك بوستات تعدد فوائد الحصار على المسلمين.. وهو ما اعتبره البعض تأسياً بشيخه «القرضاوى»، الذى شبّه «تميم بن حمد»، وأنصاره برسول الله، صلى الله عليه وسلم، بينما شبّه الدول، التى قاطعت «قطر» بكفار «قريش»!.
دقت طبول الحرب الإلكترونية على نجم المجتمعات المخملية، وانتشرت فيديوهات لم يتوقعها «خالد»، بعدما استرد عرش نجوميته، الفيديو الأول فى عهد الإخوان يرد فيه على سؤال محدد: هل أنت إخوان.. قائلاً: (طبعاً مفيش طالب متدين دخل الجامعة فى الثمانينات ولم يرتبط بالإخوان المسلمين، كنت عضواً بالإخوان المسلمين).. ربما يراها «قضاء وقدراً»!.
وبعد سقوط حكم المرشد، وقيام ثورة 30 يونيو، بدّل «خالد» قناعه، وارتدى قناع الضحية، (وهو دور يجيده فى كل الأزمنة)، وقال: (هذا الكلام عيب وسخيف وإقصائى بحيلة سخيفة، ولعبة قديمة، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق).
المأساة أن «عمرو خالد» لا يدرك أن ألاعبيه هى التى باتت قديمة، وأنه مكشوف للجميع، فاقد لأى مصداقية، وسيناريو «الداعية المضطهد» لم يعد يجلب الكثير من مصادر التمويل والمتطوعين للعمل فى مؤسسته الخيرية «صناع الحياة».. لكنه يتفنن فى إعادة إنتاج نفس الدور فى كل عهد، ليكسب صفقات جديدة.
نعود معه إلى الماضى القريب، فى عام 2010 غادر «خالد» مصر بضجة إعلامية بزعم منعه من الدروس الدينية ومنع برامجه، وعاد إليها متوجاً برسالة الدكتوراه، بينما بقيت مؤسسته كدولة موازية لها (قنوات إعلامية مرتبطة باسمه وبرامجه، وفروع فى مختلف الدول العربية وإنجلترا أيضاً، ومصادر تمويل، وآلاف المريدين وجهاز علاقات عامة).
عاد مباشرة ليلقى درسه الأول فى مؤسسة اجتماعية يرعاها اللواء «عبدالسلام المحجوب»، مرشح الحزب الوطنى فى الإسكندرية آنذاك، فى مواجهة «صبحى صالح»، مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» وقتها، وكأنه يقدم دليل الولاء للحزب «الوطنى» الحاكم!!.
وفجأة هبط الإخوان بالباراشوت على حكم البلاد بعد ثورة 25 يناير، فاستيقظت أحلام وأوهام «عمرو» فى الزعامة السياسية، وقرر إنشاء حزب سياسى عام 2012، سماه «حزب مصر»، وصنفه كـ«حزب تنموى» يهدف للاستعانة بالكوادر الشبابية فى المناصب القيادية، لكن عمر الإخوان فى الحكم كان أقصر من تلبية طموح «عمرو» رغم اقترابه الخاص من المعزول «محمد مرسى».
جاءت ثورة 30 يونيو، فسقط «عمرو» من سماء النجوم، ولم يشعر به أحد، فشلت تحالفاته الانتخابية، ودخل فى حالة كمون دعوى وسياسى، اختفى من المشهد وآثر الانسحاب والاختفاء بزعم أنه مريض، ثم مات حزبه بالسكتة السياسية، وبعد مراجعة أوراقه، عاد فى حملة «أخلاقنا» أميناً عاماً للحملة مع الدكتور «على جمعة».
وقتها هاجمته الميديا والجمهور، لأنه «إخوان».. فهل حسبت كم قناعاً ارتدى -غير الإخوان- حتى الآن؟.
الأخطر من لعب «خالد» على كل الحبال، وفوزه بالجولة الأخيرة بالاحتيال على عقول البسطاء، والأدهى مما قاله دفاعاً عن قطر، هو الدور الذى تقوم معسكرات «رايت ستارت»، وهى المؤسسة التى يرأس «عمرو» مجلس أمنائها، وهى معسكرات شبه منتظمة، يقال إنها تهدف إلى التنمية الذاتية عن طريق عقد محاضرات وأنشطة للمشاركين فى هذه المعسكرات وتتضمن ألعاباً تربوية أو تنموية، وندوات ولقاءات للارتقاء بالشخصية.. والحقيقة أنه اختراق سافر لأمن المجتمع، هذا إن كانت المؤسسة لا تزال نشطة ولم تتحول إلى خلايا نائمة مثله أو تتجه للعمل تحت الأرض!.
هناك مقطع فيديو قديم لـ«عمرو»، وهو يدعو فيه على الرئيس الليبى الراحل «معمر القذافى»، ويتحدث عن إرسال شباب للوقوف بجوار الشعب الليبى ضد القذافى (!!).. فهل حاسبه أحد ماذا يفعل بالشباب غير غسيل المخ، وهل يدربهم ويعدهم للجهاد مثلاً؟.
للأسف الشديد، الدولة لا تحاسب «المشاهير»، تتركهم حتى يتحولوا إلى زعامات وهمية، وإن حاسبتهم قد تحاسبهم على التصريحات والفتاوى المعلنة، أما «النشاط السرى» فلا تفتش عنه!.
عمرو خالد «كادر إخوانى» يعرف جيداً كيف ينظم أتباعه، ويوزع ثروته ويخفيها، ويتعامل مع مصادر التمويل من أوروبا.. تتبعوا نشاط «عمرو خالد» على الأقل لتبرئة ساحته.. فمساندته لقطر ليست مجرد «توارد خواطر» مع شيخه «القرضاوى».
نقلا عن الوطن
نقلا عن الوطن