الأقباط متحدون - لجنة شئون الأحزاب نسيت النظارة فلم ترَ حزب النور!
  • ١٣:٣٨
  • الثلاثاء , ٢٠ يونيو ٢٠١٧
English version

لجنة شئون الأحزاب نسيت النظارة فلم ترَ حزب النور!

مقالات مختارة | خالد منتصر

٥٨: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

أخيراً، وبعد أن اقترب الرئيس من إنهاء فترة رئاسته، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ثورة 30 يونيو، التى قامت أساساً على رفض تجارة الأديان واستخدامها فى السياسة، أخيراً انتبهت الدولة وأحالت لجنة شئون الأحزاب أوراق خمسة أحزاب دينية إلى النائب العام!، وكأن اللجنة لم تكن تعرف طوال هذا الوقت أن تلك الأحزاب هى أحزاب دينية، وأعتقد أنها كانت منذ ذلك الوقت مخدوعة بأنها مدارس لتعليم الباليه، أو أندية لتنسيق الزهور!، لكن هل هذه الخطوة استراتيجية أم تكتيكية؟، بصراحة ووضوح أكثر نطرح السؤال: هل اتخذت الدولة تلك الخطوة، لأن طارق الزمر، زعيم أحد تلك الأحزاب وهو «البناء والتنمية»، قد جاء اسمه فى قائمة الإرهاب التى صدرت بعد الاجتماع المصرى - السعودى - البحرينى، وأنه للخروج من ذلك المأزق خرجت تلك التوصية؟!، رأيى المتواضع أنها خطوة تكتيكية لا تعبّر عن شعور الدولة واقتناعها بأن هناك خطراً حقيقياً من تلك الأحزاب، ولا أعرف سر هذه الطمأنينة الزائفة التى يعيش فيها المسئولون عن مقدرات هذا الوطن، وسر البطيخة الصيفى التى تحتل بطونهم تجاه تلك الأحزاب التى يعتبرونها «كيوت» ووسطية ومدنية، ويمارسون معها لعبة الاستغماية، والصفقات التى تُمرر من أسفل الترابيزات الأمنية، تيمناً وتطبيقاً لسياسة «مبارك» مع السلفيين، التى ظهرت ثمارها فى الإطاحة به، لكننا للأسف لا نتعلم، والتاريخ لدينا مجرد نتيجة حائط، وليس دروس زمن!، أنا لا أستنتج، ولا أحلل من فراغ، ولم أصل إلى تلك النتيجة إلا بناءً على قراءة الواقع، الدولة تلعب لعبة الموت مع السلفيين، تداعب الحية وتحتضنها وتظن أنها نزعت أنيابها، بينما السم يسرى فى مسام الجلد، منذ سنتين يوجد حكم فى الأدراج من القضاء الإدارى بإلزام لجنة الأحزاب بمراجعة موقف 11 حزباً دينياً، أين هذا الحكم؟، تم طناشه والتعتيم عليه، الأحزاب التى أُحيلت أوراقها إلى النائب العام بجانب «البناء والتنمية» هى: «الوسط والاستقلال وغد الثورة والوطن»!، والسؤال الذى يفرض نفسه: أين حزب النور؟، هل اعتبرته لجنة شئون الأحزاب من ضمن الأحزاب الماركسية؟!،

وإذا كان الرد الجاهز هو أنهم كانوا حاضرين خطاب الرئيس بعد 30 يونيو، هل تتذكرون «البرادعى»، ولكم فيه أسوة حسنة؟، كان حاضراً هو الآخر، بل كان هو الرجل الثانى فى الدولة!!، أين هو الآن؟، إذاً لا حصانة لأى شخص أو حزب أو مؤسسة لمجرد الحضور والوقوف خلف وزير الدفاع السيسى حينذاك، أما الكارت الثانى الذى يرفعه حزب النور فى وجوهنا منذراً إيانا بأنه حزب لا يُشجّع الإرهاب ولا يكفّر أحداً وأنه حزب مدنى، فأطمئنهم بأنه كارت مضروب ليس له رصيد، فالحزب الذى لا يقف للسلام الجمهورى، ولا يعترف بعلم الدولة، هو مشتل إرهاب منظم وتكفير مزمن، وسأسوق لكم بعض القصص عن كيف أفرز وأنتج هذا المشتل إرهابيين بامتياز، كان كل ما يجمعهم هو أنهم أعضاء فى حزب النور!!، فى 3 مايو 2015 كشفت هيئة محكمة جنايات القاهرة عن انتساب المتهم أحمد محمود الملاح، أحد متهمى تنظيم أنصار بيت المقدس، والمتهم بارتكاب أعمال إرهابية كثيرة، إلى حزب النور السلفى، وكان من ضمن الأحراز كارنيه حزب النور!!، وأسندت النيابة العامة إلى المتهم وجماعته ارتكابهم جرائم تأسيس وتولى قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية، تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، والتخابر مع منظمة أجنبية، المتمثلة فى حركة حماس، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصُّد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات،

فى شهر 7 من العام نفسه، أعلن تنظيم داعش عن مقتل لاعب الكونغ فو هشام عبدالحميد، الذى كان عضواً بحزب النور واستقال منه قبل سفره إلى سوريا للجهاد، وقال بيان «داعش» إن هشام عبدالحميد كان جندياً من جنود دولة الخلافة الإسلامية، استُشهد قبل الإفطار فى معركة مع جنود «بشار» فى الشام، وكان هذا اللاعب قد رفع شعار «رابعة» فى بطولة العالم بماليزيا، أما ثالثة الأثافى التى أهداها لنا حزب النور، فقد كانت أحمد جلال، أو عز الدين المصرى، زعيم تنظيم أجناد مصر، الذى تم قتله فى معركة شقة الرحاب الشهيرة، والذى وجدوا فى أحد أوكار اختبائه خمسمائة قنبلة مجهّزة للتفجير وإحراق القاهرة!، هذا الزعيم الإرهابى كان عضواً عاملاً فى حزب النور وحركة حازمون!!، أما خاتمة مشتل حزب النور الذى صدّر لنا ثمار صباره المر وأقربها فقد كانت قصة الإرهابى «محسن مصطفى السيد قاسم»، أحد المتهمين فى قضية تفجير الكنيسة البطرسية، الذى راح ضحيته نحو 25 شهيداً، وكان يعمل رئيس نوبة فى برج المراقبة الجوية بمطار القاهرة ومسئولاً عن السلامة الجوية، هذا الإرهابى كان عضواً فى «الدعوة السلفية» التى هى مشتل المشتل وصانعة البذور الرئيسية لفدادين حزب النور ومقراته، ومفاجأة التحقيقات أنه كان عضواً فى حملة مرشح حزب النور بالزيتون، وأن عضواً مهماً فى الحزب هو الذى توسّط لعودته إلى عمله فى المراقبة الجوية بعد استبعاده من هذا المكان الحساس، والذى كان لا يعلم إلا الله ماذا كان ينتظرنا من كوارث لو استمر هذا الإرهابى فى هذه الوظيفة؟!!

السؤال: ماذا تنتظر الدولة؟، وإلى متى سنظل فى لعبة «سيب وأنا أسيب»، واستخدام سيف المعز وذهبه، وتقديم السبت من السلفيين، انتظاراً لأحد الدولة وطبطبة الدولة ودلعها، اتقاءً لشر طعنة خنجر الوهابيين فى الظهر؟!، هل ستنتظر حتى يصبح أبوبكر البغدادى رئيساً للحزب؟!، نحن لسنا فى جيم «بلاى استيشن»، نحن أمام مصير بلد ومستقبل وطن اختار أن يعيش فى دولة مدنية وقرر طرد كل أجنحة الإسلام السياسى وليس الإخوان فقط، وتحمل مقابل ذلك الكثير من الضنك والمصاعب الاقتصادية والأخطار الإرهابية، فليس أقل من أن يساعده من يحكمون بأن يتركوه ليستكمل طريق الدولة المدنية، دولة المواطنة والقانون، دولة النور «الفكر» وليس النور «الحزب»!.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع