الأقباط متحدون | خيال المآتة والفزاعة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٤ | الاثنين ٧ مارس ٢٠١١ | ٢٨ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

خيال المآتة والفزاعة

الاثنين ٧ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صفوت سمعان يسى
معنى خيال المآتة بالعربية هي "الفزاعة"، فلقد استخدم النظام السابق التيار الإسلامي، وعلى رأسه حركة الإخوان المسلمين المحظورة والمحظوظة، كفزَّاعة في إيهام الشعب المصري والأقباط خاصة، والدول الغربية، بأنهم يحمون "مصر" منهم، ولكنهم كانوا يتعاونون معهم الفناء الخلفي للدولة، وهو دور في منتهى الإنحطاط يُحسب على النظام السابق، وكذلك يبين مدى انتهازية الإخوان. فهم كانوا منتشين ومبسوطين من استخدامهم كفزاعة، حيث يُشار إليهم بأنهم القوة القادمة والباطشة، مما يجعلهم يزدادون قوةً، حيث يشعر المنتمون إليهم بتحديهم لسلطة الدولة، وهو ما يهواه الشباب، وبسببه ينضمون إليهم. وهو دور لا يقل إنحطاطًا عن النظام السابق، حيث أدَّى ذلك إلى فساد الحياة السياسية، ولا ننسى أنهم كانوا يملكون (88) كرسيًا، بالإضافة للمتعاطفين معهم من الحزب الوطني، ولم يفعلوا أي شىء من وعودهم البراقة للدخول لمجلس الشعب، بل كانت اعتراضاتهم الوحيدة هي الراقصات والخنازير، في وقت كانت تشرع أهم القوانين، ولم نسمع منهم إلا الصراخ ورفع الأحذية والمسرحيات الهزلية، ومن مرشدهم "ظز في مصر وأبو مصر". حيث انتمائهم للدين، ولا ولاء لهم لـ"مصر" التي عاشوا في خيراتها، كما لا ننسى انتمائهم للدين فقط مثل السابقين العرب، وهو من نهب وسرق خيرات "مصر" تاريخيًا لصالح الجزيرة العربية (حلب الضرع حتى يأتي بالدم).

فوجودهم في ميدان "التحرير" والاستيلاء عليه هو قمة الانتهازية، وهو شىء معروف عنهم تاريخيًا من حكم "عبد الناصر" و"السادات"، أما حكم "مبارك" فهو كان يزايد عليهم، ويكون إخوانيًا أكثر من الإخوان- مثل سابقه "السادات"- ولكن "مبارك" لم يتَّعظ من حادث المنصة، فالذى يربِّي قطة شرسة لابد من تعضه.. وكان نظام "مبارك" يضطهد الأقباط بصورة بشعة، ويجعل بناء الكنائس شبه مستحيل، بينما كان يسمح ببناء الأخرى في أي وقت و أي مكان وعلى حساب الدولة! وكانت وزارة الداخلية تنتهك حقوق الأقباط بشكل يفوق الوصف؛ ففي كل حادثة كان يتم سجنهم وقتلهم ويكون التبرير للطرف الآخر فعل ذلك نتيجة لرد الفعل!! والأسوأ، كانت الداخلية تحرِّض على إحراق منازل الأقباط وقتلهم تحت أعينها، إن لم يكن بمباركتها!!!
فالبيض الذي جلس عليه حكم "مبارك" قد فقس ثعابين كثيرة، وخرجت الثعالب من أوكارها، نتيجة سياسة اللعب بالبيضة والحجر، على ضرب فصائل الشعب المصري ببعضه، ونسف الأحزاب من داخلها حتى تنشغل بعيدًا عن الرئاسة ووريثها. وخرج الإخوان المحظوظين والمحظورين الذين كانوا يمارسون عملهم علنًا، وداخل مقرات معروفة، ليركبوا موجة ثورة 25 يناير، بالرغم من تصريح "عصام العريان" بعدم مشاركة الإخوان في إحتجاج 25 يناير. والأسوأ هو احتلال شيوخ التطرف والسلفية الزعامة، والاستيلاء عليها وحصد مكاسبها لصالحهم، بالرغم من معارضتهم وإدانتهم لها قبل سقوط "مبارك"!! وأصبحت إمارة مثل "قطر" لا تُرى في الخريطة تتحكَّم بأجندتها في الشأن المصري، وهي إهانة كبيرة للتاريخ المصري والشعب المصري. فقد تبنوا أجندة تعتمد على دولة الخلافة والشريعة في دغدغة الشعور الديني لعامة الناس البسطاء، وكأنهم مرسَلين من السماء لتحقيق العدل الإلهي المفقود منذ زمن!!!

لكن كثير من المثقفين المصريين يعرفون حقيقة الإخوان وألاعيبهم، ولذلك هم يقلقون أكثر من الأقباط.

فقد قابلني زميلي المحامي "عبد الرحيم" أثناء انعقاد مؤتمر الإخوان بـ"الأقصر"، وقال: "شفتم يا حقوقيين، آدي نتيجة الثورة، بأننا سوف نلبس الجلاليب الباكستاني والنقاب السعودي، وسنجد المطوفين يضربون من لا يذهب للصلاة، بينما أنتم الأقباط ستنعمون بالحرية لكي يُرضوا النظام الأمريكي والغربي ويثبتوا أنهم ديمقراطيين وبيعاملوا الذميين بحرية!!!"

ولكن من الجدير بالذكر، أن فصيل الإخوان كانت له شعبية كبيرة أيام النظام السابق؛ بسبب كره الناس للحزب الوطني. فكثير من الشعب كان يصوِّت للإخوان نكاية في الحزب الوطني الفاسد والمكروه من الجميع. ففي مؤتمر الإخوان المسلمين بـ"الأقصر"، بالرغم عدد الحضور الكبير الذي جاء به الإخوان من "قوص" و"إسنا" و"أرمنت" بالأتوبيسات، إلا أنه أثناء ترديد شعارهم "الله أكبر ولله الحمد" شعار الإخوان، لم يكن أحد يردِّد وراءهم كثيرًا، فشعب مدينة "الأقصر" لا يميل إلى التيار الإخواني، ويفهم جيدًا من هم وأجندتهم، بل على العكس أثبت عدم شعبيتهم برغم ضجيجهم وتنظيمهم.

ولكن من الأهمية القصوى أن يخرج الأقباط من كنائسهم للاختلاط بالشارع السياسي، وعدم تقوقعهم وانكفائهم داخلها، بحيث تصبح حياتهم ونشاطهم مقصور كله داخلها فقط، ويكون خروجهم للشارع وغضبهم بسبب بناء كنيسة أو الصلاة أو بنت مختطفة!!! فكثير من النشطاء السياسيين يسألوني: أين أنتم؟ ولماذا لا تشاركونا؟ فالساحة الآن مفتوحة للجميع، ولا يجب أن تتركوها وبعد ذلك تشتكون من تجاهلكم.

خلاصة الكلام، أننا نمر بمرحلة دقيقة نحتاج فيها أن يقوم كافة الوطنيين والليبراليين، وخاصة الأقباط، بدورهم نحو المجتمع، وألا يتركوا الساحة للفصيل الأعلى صوتًا والأعلى تنظيميًا للاستيلاء على الشارع. فمن الأهمية مراعاة الكافة النزول للشارع السياسي، وعدم التفريط في أصواتهم الانتخابية، والاهتمام بالإدلاء بأصواتهم. فالمرحلة القادمة كل صوت له قيمة كبيرة ويؤثِّر على مستقبل "مصر"؛ لأن الثعابين والثعالب ستنقض على الغافلين المتكلين النائمين. وأملنا كبير في إلهنا الذي انتقم من مضطهدي الأقباط أن لا يتركنا لقمة سائغة للذئاب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :