الأقباط متحدون | رُكَب بني آدم!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٤٩ | الاثنين ٧ مارس ٢٠١١ | ٢٨ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رُكَب بني آدم!

الاثنين ٧ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
كلنا نذكر ذلك المشهد بمسرحية العيال كبرت، الذي عاد فيه سعيد صالح "سلطان" لأخته "سحر" مضروب ومعدوم العافية بعد العلقة الساخنة التي تلقاها من زوج المرأة التي شك أن أبيه سيسافر معها، وكلنا نتذكر حينما كان يقول لها أنه بعد أن ضرب الجرس -وهي الحاجة الوحيدة التي ضربها يومها- انفتح الباب ووجد باب تاني، وفي أثناء وصفه لمن فتح له الباب، قال أنه لما رفع نظره لفوق أيام ما كان عنده نظر، وجد ركب بني آدم، فسألته أخته ركب بني آدم من اللي عندنا تحت دي، فقال قولته الشهيرة عندنا إحنا تحت، لكن عنده هو فوق، تذكرت هذا المشهد من المسرحية المفضلة لي، حال ما أتابعه من قضايا فساد بدات تظهر وتتكشف، وأعداد الناس المسؤولين الكبار المتورطين بها، فتذكرت تصريح السيد زكريا عزمي صاحب أجمل أداء تمثيلي معارض، حيث كان يقوم بدورين؛ دور رئيس ديوان رئيس الجمهورية، ودور المناضل المعارض، المهم تصريحه، طبعًا كلكم تفتكروه، لما قال الفساد بقى للركب، وأنا أسأله الآن يا عمنا، بعدما انكشفت أنت ومن معك، أنكم أنتم أنفسكم من الفاسدين، ومن المرشحين بقوة لدخول موسوعة جينس في أرقام الفساد ومستوياته، برعاية رئيسكم الفاسد والمفسد، هل لازلت ترى أن الفساد للركب إللي عندنا تحت دي؟! والا للركب بتاعة الراجل إللي كان بيوصفه سلطان في المشهد سابق الذكر؟!.
ويا سيد زكريا، أعتقد أن الحقيقة أكثر من هذا، فالفساد يبدو أنه كان أعلى من الركب حبتين، فقد يصل للأذن، حتى أنه كتم على آذان ضميركم، فلم تعودوا تسمعوا، ولا تقدروا، كفوا عن فسادكم، وأظن أن السجن لكم فرصة لأن تكفوا عن فسادكم، وتعيدوا تقييم الحقائق، ويمكن تعترفوا بما فعلتمونه، ولا نعرفه للآن، وقد لا نعرفه بسبب حنكتكم الفسادية، وطبعا كلامي هذا لا أوجهه للسيد زكريا فقط، وإنما أوجهه للجميع، نعم لجميع الفاسدين ممن هم أكبر منه وممن هم أصغر منه.
وسننتظر المزيد في الأيام القادمة من قضايا الفساد، والتي تزيد شكنا في أنفسنا، والإنسان يقلق ويقلق كلما تزايدت مستويات الفساد الذي طال القضاة، ووكلاء النائب العام، والواحد مش عارف يثق في مين؟ فقدنا الثقة في الكل، منكم لله ضيعتونا، وضيعتم البلد، الواحد ما بقاش عارف يعمل إيه؟ وإلا يروح فين؟ مش ملاحق أنا كنت عارف إن فيه فساد، لكنني للأسف كنت أظن أن هناك مؤسسات لازالت في منأى عن ذلك، لآنها المفروض حصن ضد الفساد، لكنها لم تكن كذلك، وقد تكون فعلاً كما تصورت، لكن صرنا نشك في الكل، وفي أي مؤسسة، ولم يعد هناك من هو فوق مستوى الشبهات، وأظن أن وثائق أمن الدولة التي اكتشفها الشعب المصري وأنقذها من براثن محاولي حرقها، قد تكشف عن المزيد من المآسي التي سيندى لها كل جبين لإنسان عنده دم.
المختصر المفيد: يبدو أن مسؤولينا حينما كانوا يشيرون للفساد باصبعهم كانوا ينسون أن باقي أصابع يدهم تشير لهم.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :