اشرف عبده 
بالنسبة لحادث القليوبية المأساوي قتل اب لأبنائه بإلقائهم في مياه النيل لعدم مقدرته على شراء ملابس العيد لهم ووصف العديد منا الاب بأنه تجرد من مشاعره وايضا مطالبة العديد بأعدام الأب على جريمته هل تم تحليل الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهذا الاب ومطابقة هذا الوضع بما يعانيه كل منزل في بلدنا الان من منازل الطبقات المتوسطة والفقيرة والمعدومة من عدم القدرة على تحمل تلك الاعباء التى تنتج عن الزيادة المفرطة في الاسعار وعدم قدرة النسبة الكبرى من ابناء الشعب المصري على تحمل هذه الاعباء 
 
ومع كثرة الدعاية الاعلانية في التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي والشوارع والمواقع الاعلامية عن الجمعيات الاهلية والخيرية والتبرع لها وكم الاموال التى جمعتها تلك الجمعيات وللاسف الكثير من تلك الاموال لا تصل الى مستحقيها لعدم وجود منظومة جيدة في مصر للتعامل مع الاسر الاكثر احتياجا والعمل على تحديد من يستحق الخدمات التى تقدم في تلك الجمعيات مع العلم ان لدينا العديد من خريجي كليات الخدمة الاجتماعية والمتطوعيين بالجمعيات والمؤسسات الخيرية ولكن يفقدون دورهم الرئيسي في عمل الابحاث والدراسات والزيارات المنزلية لتحديد احتياجات الاسر 
 
نرى ايضا حفلات النواب ورجال الاعمال التى تقام في افخم النوادي والفنادق والتى يتم دعوة علية القوم بها ويتناسى الفقراء ممن حولهم فبدلا من اقامة تلك الولائم مساعدة هؤلاء المحتاجين او معاونتهم في الحصول على مصادر للدخل من اجل الارتقاء بالمجتمع 
 
وجاء ايضا قانون الجمعيات الاهلية الجديد ليلغي تماما استطلاعات الرأي حول المشكلات في المجتمع والعمل على تكتيف تلك الجمعيات بالحصول على تصاريح من اجل عمل تلك الاستطلاعات 
 
قبل ان نحاكم هذا الرجل على فعلته يجب ان يحاكم اولا المجتمع الذى ادى بهذا الرجل لارتكاب جريمته فالمجتمع هو المجرد من المشاعر تجاه من يعيشون في ظله 
 
للاسف الشديد ستكثر تلك الجرائم البشعة في الفترات القادمة وذلك لسواء الحالة الاقتصادية لكل منزلا مصري وعدم القدرة على تحمل تلك الاعباء 
هل سأل احدكم نفسه ماذا يصيب ايي اب او اي ام حينما يطلب ابنا من ابنائهم طلب وهم مكتوفي الايدي لا يستطيعون ان يلبوا طلب ابنهم 
للاسف من يستحق العقاب هو المجتمع.