روحك القدوس لا تنزعه منى

الروح القدس هو سر النعمة والتقديس فى حياتنا ، به نصير خليقة جديدة من خلال سر المعمودية وبه نطرد الخطية من خلال سر التوبة والاعتراف "لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا" .. 
 

القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "روح القداسة" حدثنا عن القداسة فى حياتنا النابعة من عمل الروح القدس المقدس بطبيعته ، والتقديس هو عمل الله فينا ، عندما اخطأ الإنسان وتشوهت صورة الله فيه ، تجددت خلقته فى المسيح عندما نفخ فى وجوه تلاميذه القديسين قائلا لهم "اقبلوا الروح القدس" ، فالروح القدس الصالح فى جوهره يضفى الصلاح على الأشياء الأخرى فهو معطى القداسة ، الروح القدس يقدسنا بعمله فى الأسرار فى المعمودية نولد من الماء والروح ، وهكذا يستطيع المؤمن بالروح القدس العامل فيه أن ينمو فى النعمة ، ويأتى بثمر كثير .
 

الروح القدس يبكتنا على خطية ولأنه قدوس لا يطيق الشر فيدفعنا دائما الى حياة التوبة والاعتراف وبالتالى تجديد مستمر لعمل المعمودية فينا "قلبا نقيا اخلق فى يا الله ، وروحا مستقيما جدد فى أحشائى .. " ، فالروح القدس يحثنا على التوبة باستمرار ، الروح القدس أيضا يقدس الطغمات السمائية فهى ليست مقدسة بطبيعتها بل اكتسبت القداسة بعمل الروح القدس بناء عن تجاوبها معه واستخدامها الجيد للحرية الممنوحة لها ، أن عمل الروح القدس فى تقديسنا يثبت ألوهيته فهو غير محدود يسكن فى كل واحد فينا "أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" فسكناه فى البشر وأيضا فى الملائكة دليل على ألوهيته.
 

"من مثلك بين الألهة يا رب؟ من مثلك معتزا فى القداسة" .. فيا رب "لا تطرحنى من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه منى" ..