ميسى من السجن إلى الحب
مقالات مختارة | بقلم:ياسرأيوب
الخميس ٢٢ يونيو ٢٠١٧
بقلم:ياسرأيوب
يسمح القانون الإسبانى بعدم تنفيذ أحكام الحبس إن كانت مدة العقوبة أقل من سنتين ولم يكن المحكوم عليه له سوابق إجرامية أو أحكام قضائية أخرى.. ولهذا لن يدخل النجم الكبير ليونيل ميسى السجن بعدما أيدت المحكمة الإسبانية العليا الحكم بحبس ميسى واحدا وعشرين شهرا مدانا بالتهرب الضريبى.. وسيبقى هذا الحكم مؤجلا ومعلقا حتى إذا ارتكب ميسى جريمة أخرى أو صدر ضده أى حكم قضائى جديد، فلابد أن يذهب ميسى وقتها إلى السجن.. ولم يكن دخول السجن أو إلغاء وتأجيل ذلك هو الحدث الأهم فى حكاية ميسى الأخيرة، التى باتت حديث العالم الكروى طيلة اليومين الماضيين بعد حكم المحكمة العليا.. إنما كانت هناك زوايا أخرى هى التى تستحق الاهتمام والتوقف أمامها طويلا.. منها مثلا حين وقف محامى النجم الكبير أمام المحكمة العليا يؤكد أن ميسى كان يجهل القانون ولم يقصد الخروج عليه.. فكان رد القاضى حاسما وقاطعا بأنه يصعب تصور أن ميسى تقاضى كل هذه المبالغ الضخمة التى جعلته من أغنى لاعبى كرة القدم فى العالم وهو لا يعرف أو يدرك أن هناك ضرائب هى حق للمجتمع والدولة.. ولهذا كان تأييد الحكم الأول بالإدانة والحبس.. وبعد صدور الحكم النهائى وقف جوسيب ماريا بارتوميو يعلن تضامن برشلونة مع ميسى.. ولم يكن بارتوميو يقصد أن ميسى برىء من هذا الاتهام، وأن القضاء الإسبانى أخطأ، أو أن نادى برشلونة لا يحترم أحكامه.. فميسى مدان بالفعل وتهرّب من ضرائب وحقوق للدولة لم يلتزم بها.. ووقف بارتوميو أيضا يخاطب جماهير برشلونة سواء فى كتالونيا أو فى كل وأى مكان آخر ويطالبها بالتضامن مع ميسى عبر السوشيال ميديا.. وهو ما جرى بالفعل، وبدأ الكثيرون جدا يعربون عن حبهم وتضامنهم مع ميسى.. قال الجمهور كلاما كثيرا، لكن أحدا لم يتهم القضاء الإسبانى بالفساد أو القسوة أو الجهل.. لم يقل أحد إنها مؤامرة قضائية ضد ميسى وبرشلونة، وإن القضاة الذين أيدوا الحكم هم من مشجعى وعشاق ريال مدريد.. وبالطبع لم يستغل أحد من عشاق الريال هذا الحكم لشتيمة ميسى والسخرية منه والمقارنة بينه وبين كريستيانو رونالدو ليتحول الأمر إلى مواجهة عبر السوشيال ميديا بين جماهير برشلونة والريال.. ويصبح كل هَمّ عشاق برشلونة هو براءة ميسى حتى لو تمت إدانة العالم كله، ويسعى عشاق الريال لاستغلال ميسى، تمهيدا لاغتيال نادى برشلونة نفسه الذى يلعب له ويحقق له انتصاراته مجرمون خارجون على القانون.. أما الأهم من ذلك كله فكان تعامل الجميع مع خطأ ميسى أو جريمته بحجمها الطبيعى.. ففى الغرب ليست هناك إدانة كاملة أو براءة كاملة.. ومن الممكن أن يخطئ أى أحد، ويدين الجميع هذا الخطأ دون أن يدفعهم ذلك لإسقاط أى مزايا وفضائل لمن أخطأ.. فليس هناك فى حياتهم وواقعهم أبيض أو أسود إنما يملكون كل ألوان الدنيا.. وفى المقابل لن يكون الحب لشخص ما والإعجاب به مبررا للسماح له بمخالفة القانون دون مساءلة وعقاب.
نقلا عن المصري اليوم