الأقباط متحدون - الشغب القطري مع جيرانها3-3
  • ٠١:٤٠
  • الخميس , ٢٢ يونيو ٢٠١٧
English version

الشغب القطري مع جيرانها3-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠١: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ٢٢ يونيو ٢٠١٧

أمير قطر
أمير قطر
د. مينا ملاك عازر
 
تعرضنا في الحلقة السابقة من سلسلة المقالات هذه، للعلاقات القطرية السعودية والصدامات التي جرت بها، وتوقفنا عند انتقال السلطة من الأب للابن بشكل سلمي ومتفق عليه ولنرصد هنا هل تغيرت السياسات القطرية أم استمرت على شغبها وصدامها مع جيرانها وحلفاهم أم لا؟
 
 وفي وقت تسليم السلطة، في يونيو ٢٠١٣، من الأمير حمد إلى ابنه البالغ من العمر حينها ٣٣ عاماً، الأمير تميم، كانت الآمال مرتفعة في الرياض، وأبوظبي بأن الأمير الشاب الجديد سيعمل على إعادة تقويم نهج الدوحة في التعامل مع الشؤون الإقليمية، إلا أنه في نوفمبر ٢٠١٣، أي بعد ٥ أشهر فقط من حكم تميم، غضب القادة السعوديون والإماراتيون بشدة من التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأمريكية بأن أعضاء جماعة الإخوان يجتمعون من جديد في الدوحة عقب إسقاط الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وتم استدعاء الأمير تميم إلى الرياض من قبل العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله، الذي أصدر إنذاراً للدوحة بضرورة «تغيير طريقها، والتماشي مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية»، كما تمت مطالبة الأمير تميم بتوقيع اتفاق ينص على «عدم التدخل» في «الشؤون الداخلية لأي من بلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى»، والتوقيع على تعهد بالامتثال لهذا الاتفاق.
 
وقد بلغت هذه الأزمة ذروتها في مارس ٢٠١٤، عندما رأت السعودية والإمارات أن قطر لم تمتثل امتثالاً تاماً للاتفاق، فسحبتا ومعهما البحرين، سفراؤهم من الدوحة،أما بالنسبة للإمارات، التي كانت قيادتها تتصدى لجماعة الإخوان، فإن نقطة الانزعاج الخاصة بها هي اكتشاف أن العديد من أعضاء حزب الإصلاح، فرع الإخوان في أبوظبي، قد مُنِحوا اللجوء إلى الدوحة بعد فرارهم من الإمارات في عام ٢٠١٢، وتلى ذلك شهور من الجفاء بين البلدين، ومحاولات عديدة للتفاوض بوساطة الكويت، التي يُقال إن أميرها الشيخ صباح الأحمد له علاقات وثيقة مع الأمير تميم، ولكن انتهى النزاع في نوفمبر ٢٠١٤ بعد سلسلة من التنازلات القطرية، وشمل ذلك نقل أعضاء الإخوان الموجودين في الدوحة إلى تركيا، وأمر المعارضين الإماراتيين بمغادرة قطر، وإغلاق مكتب قناة الجزيرة المصري، وإنفاذ ميثاق الأمن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي، والتعاون الوثيق مع شركاء دول مجلس التعاون بشأن مسائل الاستخبارات والشرطة.
 
وبذلك صديقي القارئ، أكون قد عرضت لأبرز الأزمات والصدامات التاريخية بين قطر الطفل المشاغب بين جنبات مجلس التعاون الخليجي وباقي الأعضاء بل قد أكون تعرضت لصداماتها مع دول غير جارة لكن قطر جارت عليها لأنها تربطها صلات جيدة مع جاراتها في المجلس على غير هوى قطر وسياسات هذه الدول على غير هوى دول تتحكم في السياسة القطرية وربما أن قطر نفسها كانت تبحث لنفسها على مقعد بين الكبار.
المختصر المفيد إذن هل تفلح تلك الخطوات الأكثر شدة في ردع شغب قطر؟