الأقباط متحدون - الكنيسة والشباب بين التمرد والخضوع
  • ٠٧:٤٣
  • الجمعة , ٢٣ يونيو ٢٠١٧
English version

الكنيسة والشباب بين التمرد والخضوع

سليمان شفيق

حالة

٥٧: ٠٨ م +02:00 EET

الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠١٧

مضاهرات - ارشيفية
مضاهرات - ارشيفية

سليمان شفيق
(لم يحاول الرب قط أن يقنع الناس بسهولة الايمان والعمل من أجله .. بل على العكس فقد شرح لهم شروطه الصعبة وتكاليفه الباهظة التي لا تقبل المواربة أو التعديل. فأنذر سامعيه بأن كل من يريد أن يتبعه يجب عليه أن يجلس أولا ويحسب النفقة فقال:

"من منكم وهو يريد أن يبني برجا لا يجلس أولا وبحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله. لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل. فيبتدئ جميع الناظرين يهزؤون به قائلين هذا الإنسان ابتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل. وأي ملك أن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولا ويتشاور هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفا. وألا فما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح"(لوقا14: 28-32).

هنا يعلمنا السيد المسيح الرصد والبحث والتمييز في سيرورة اقرب للبناء بل والحرب احيانا )

الخروج من الكنيسة للوطن ؟ أم الخروج ب الكنيسة للوطن ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ احداث العمرانية  2010 عندما قامت قوات الشرطة بالاعتداء علي معتصمين سلميين لحماية كنيسة تحت الانشاء بالعمرانية ، وقتل اثنين من المعتصمين واندلعت مظاهرات امام مبني المحافظة من الاقباط والقي القبض علي 154 مواطنا مسيحيا.. رصدت أول خروج للشباب القبطي من خلف اسوار الكنيسة للاحتجاج أمام مبني المحافظة ، كما ان الذين القي القبض عليهم كان من بينهم شباب كاثوليكي وانجيلي ، للمرة الاولي منذ 1952.
وبعد تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية اول يناير 2011، وادي الامر الي مقتل 24 واصابة 70 جريحا .

، وخرجت المظاهرات تهتف بسقوط مبارك والعادلي ،وكانت هذة الحادثة احد اسباب تفجر ثورة 25 يناير، بل نتج عن ذلك قضية سميت قضية "مسرة" اتهم فيها (16) متهما كانوا (8) مسيحيين ومثله مسلمين .

يوم 25 يناير الساعة الرابعة مساء سجلت سجلات المستشفي القبطي اول جريح مسيحي ، يدعي مينا ناجي ، وسجلت سجلات مستشفي الهلال في الخامسة مساء 28 ينايراول شهيد مسيحي مينا نبيل هلال .

حدث ذلك قبل ان يتحرك الاخوان او السلفيين نحو الثورة .. حينذاك  لم تكن الكنيسة تعلم شئ عن هؤلاء الشباب ، بل ان قداسة البابا شنودة الثالث اعرب عن دهشتة وصرح في اكثر من وسيله اعلامية " أن من يستخدم العنف ليسوا من ابناء الكنيسة ".
وانفجر الامر بأعتصامات ماسبيرو ومذبحة ماسبيرو .

حينذاك ادركت ان هناك قضية (ابتعاد الشباب عن الكنيسة ) رغم انني كباحث تأكدت ان معظم الشهداء والجرحي ممن القي القبض عليهم كانوا من "الخدام" !!
 
وتجمع تحت الجسر مياه كثيرة وحدث تمكين لتلك الفئات الشبابية في المعركة ضد الاخوان (اول مظاهرة ضد الاخوان كانت في الذكري الاولي لماسبيرو)، ثم دور الشباب القبطي في مظاهرات واعتصامات الاتحادية حتي ان خيرت الشاطر والبلتاجي صرحوا :" 80% من المتظاهرين والمعتصمين اقباط" ، واكتمل المشهد بعد سقوط مرسي حيث خرج الاخوان يهتفون هتاف في غاية الدلالة " يادي الذل ويادي العار.. النصاه بقوا ثوار" !!
كل ذلك والكنيسة العتيقة تدار بأساليب قديمة لاتصل حتي الي عصر الثورة الصناعية في الوقت الذي دخل شبابها الي عصر ثورتي الاتصالات والمعرفة.
وفشلت محاولة اثارة الفتنة في 13 و14 أغسطس 2013 ، وحول ذلك صدر  كتاب "رحيق الاستشهاد" للانبا مكاريوس اسقف المنيا وابو قرقاص،
طبقا للكتاب بلغ عدد الكنائس التى تم حرقها وتدميرها بالكامل «36» كنيسة ومنشأة مسيحية، فى حين تم حرق وتدمير «16» كنيسة ومنشأة بشكل متوسط، و«8» بشكل جزئى، كما تم نهب وسلب 4 كنائس ومنشآت مسيحية، وبلغ عدد الخسائر فى ممتلكات الأقباط الخاصة «421»، كما جرح وأصيب وقتل العشرات، ومنهم من تم التمثيل بجثته مثل إسكندر طوس بدلجا بالمنيا.

وكتب الانبا مكاريوس عن الاقباط :" فقد عاشوا هذه الخبرة، وكان من نتائج ذلك سلوك المسيحيين بشكل يمجد الله ويعكس محبتهم للوطن ونبذهم للعنف، لم يرفعوا عصا أو يرفعوا حجرا فى وجة المعتدين، وهكذا تأكد للجميع أنة لا أسلحة فى كنائسهم كما ادعى البعض عليهم، بل تجاوزوا الأزمة وشجعوا أولادهم وعادوا إلى كنائسهم المحترقة يصلون فيها لأجل الذين أحرقوها، طالبين من الرب أن يغفر لهم..» وأضاف «نال الأقباط الكثير من التقدير والتكريم.. وذاق الأقباط طعم الاستشهاد والشهادة للمسيح، واختبروا معانى أعمق للكنيسة»..

ويختتم الأسقف: «عاشت مصر وعاشت الكنيسة منارة للحب والتسامح وشاهدة لله والمجتمع».

واشهد ان شباب ماسبيروكانوا اول من ذهب الي موقع الاحداث وكاد بعضهم ان يدفع حياتة في قرية دلجا مثل اسحق ابراهيم ونادر شكري ، واعد باقي الشباب غرفة عمل لرصد الاحداث اسرع من اي مؤسسات اخري بل واعتمد علي ذلك الرصد الكثير من المؤسسات .

وهكذا في كل الاحداث التي اعقبت ذلك كان للشباب دور اسرع في الذهاب الي موقع الاحداث واذكر فقط بأدوار مهمة في الرصد والنشر للصحفي المتفرد نادر شكري والباحث الموهوب رامي كامل، والمتابعة مع الضحايا مثل الخدام النشطاء : رجل الاعمال الشاب ارميا وليم ، والخبير التعليمي د . صموائيل عصام والمحامي الكبير والشاب هاني رمسيس واخرين ، فقط اذكر كيف استطاع هؤلاء مثلا بالذهاب قبل كل الناس الي المهجرين من العريش الي الاسماعيلية وسائر محافظات المهجر في صمت وعدم ضوضاء ، وتلاحموا مع الحكومة ومن بعدها الكنيسة مبكرا جدا .

هذة نماذج من اسماء واحداث تستدعي للكنيسة ان تهتم بقطاعات الشباب هؤلاء،لانه هناك مشكلة "تعليم" خاصة بعد تحول دور أسقفية الشباب من "التكوين الروحي والوطني" الي مولد "مهرجانات الكرازة  والتركيز علي المهارات والمواهب ، والتحولات التحتية في القاعدة الشبابية الكنسية والفصل التعسفي بين "الروحي والزمني" في التعليم الكنسي .. مما ادي الي انفصال حقيقي بين طلائع الشباب القبطي وقوام الكنيسة الاجتماعي والوطني .
من له عينان للنظر فليقرأ