إنها الردة الحضارية !!
مدحت بشاي
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
الأحد ٢٥ يونيو ٢٠١٧
كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
لا أعرف سبباً مُقنعاً لموجات الغضب ، بل والاحتقار والتسفيه أحياناً من جانب بعض النخب الموتورة للشباب ، وبشكل خاص بعد هبة يناير 2011 ..
أخر تلك الأمثلة من كتابات السخرية من شبابنا ، كان لــ " كاتب الردة الحضارية " ــ نعم ،هكذا يُطلق عليه بعض الكتاب والقراء لإصراره استخدام ذلك المصطلح تقريبا في كل مقالاته رغم خطأ مفهومه ، فالحضارات لا ترتد بالمعنى الذي يقصده ، فأي حضارة بمكاسبها وإنجازاتها التنويرية والعلمية وغيرها باقية في تاريخ شعوبها ، وكما يؤكد علماء السوسيولوجيا فإن توقف الشعوب المنتجة لتلك الحضارات عن إبداعاتها والإضافة عليها ومايمكن أن نطلق عليه الوقوع في " حالة الانقطاع المعرفي " لا يعني أنها تعود بشعوبها إلى زمن ماقبل الحضارات بسهولة ، كما أن " الردة " تعبير تراثي ديني لوصف تارك العقيدة والخارج عنها ، والحضارات يصنعها الإنسان أما العقائد هي والإنسان ذاته هي من صناعة الخالق العظيم ..
لقد قام كاتب " الردة " بالحديث حول قيام شباب إحدى قرى الدلتا من " الحبيبة " بكتابة أسمائهم على أقفال حديدية وتثبيتها على سور جسر تشبها بحالة أوروبية ، ورغم احتفاء الكاتب بالتجربة ، إلا أنه صب جام غضبه على كل شباب المحروسة غضباً من تعليقات الشباب عليها ، يقول الكاتب " لقد ألجمتنى الصدمة وأنا أتابع ردود الأفعال من شباب هذا الزمان الفظ.. زمن أصبح فيه الحب الرومانسى - من وجهة نظرهم- عبطًا وغباء، وأصبح التعبير عنه- إذا وجد- يتم بأسلوب غليظ وألفاظ سوقية " واسترسل في سبه ... حرام عليك يا كاتب " الردة " التعميم الظالم .. شبابنا رائع لو تعلمون ...