نشر الحب .. قبل قانون مكافحة الكراهية
نبيل المقدس
٤٣:
١٢
م +02:00 EET
الاثنين ٢٦ يونيو ٢٠١٧
نبيل المقدس
قال الإمام الأكبر في كلمته خلال إحتفالية ليلة القدر " في غمار الأحداث الشاذة التي أصابت المجتمع المصري والفتاوي التي لا تُغبر عن الإسلام ولا تُعبر عن الشريعة التي درسناها , إرتابت ومعي كبار هيئة العلماء أن نتقدم بمشروع قانون مكافحة الكراهية والعنف بإسم الدين , وقد سلمناها لرئيس الجمهورية وذلك بعد عرضه علي هيئة كبار العلماء التي ناقشته ووافقت عليه " .. ويأمل حضرة الشيخ الطيب أن يسهم هذا القانون في الحد من مظاهر الكراهية والتعصب التي تروجها بعض الجماعات والتيارات المتشددة , والتشديد علي قيم المواطنة والتعايش المشترك بين أبناء الوطن . كل هذا عظيم وجميل .. لكن في نفس الوقت وكما يقولون في أمثالنا الشعبية أن التعليم من الصغر كالنقش علي الحجر .. فكيف تبدأ من وقت أول يوم ولادة الطفل أرضاعه حتي وقت يوم مماته أن الله ميزهُ في الدنيا والآخرة علي أصحاب الأديان الأخري ,وأن الدين الذي يعتنقه هو دين الحق , وأن باقي الأديان ما إلا أديان فاسدة و مزورة ومنسوخة و ممسوخة .. حتي أنها نزلت في القرأن وفي باقي كُتب السنة والتراث بأنها أديان شرك و كُفر و ضلال .. ثم بعد ذلك تأتينا بقانون يُوصي بمكافحة الكراهية بعد أن غرست الكراهية في جسد المسلم حتي بات من الصعب إزالتهِ من جسده ,كالوشم الذي يحفرونه شباب الهيبز وامثالهم , وهناك مثل أخر أكثر مصداقية وهو " فاقد الشيء لا يعطيه " , ولا ننسي هذا المثل الذي يؤكد نفس المعني ألا وهو " من شَبَّ على شيء شاب عليه " .
كان من الأولي يا سيادة الشيخ أن تأتينا بقانون رسمي ينشر الحب بين ابناء الوطن الواحد .. حب الفرد لأخيه في الإنسانية , حب الفرد لوطنه , وحب الفرد لكل من يعاديه , مع تحفظي "أنني لا أقصد أعداء الوطن .. لكن أقصد بين فئات المجتمعات المتباينة في الوطن الواحد " . واحب أذكرك أن مكافحة الكراهية لا تحتاج قانونا , لكن تحتاج تعاليم مباديء الإنسانية ,و بدل هذا الجهد والنفقات في تعليمه , أسألك أن تتوجه سيادتكم لحظة قليلة إلي الكتاب المقدس والذي يبين أن الله هو الحب ذاته فالله محبة كما نقرأ ما جاء فيه من تعاليم للمحبة في رسالة بولس لأهل كورنثوس الأولي 13 : 4 – 7 " المحبة تتأنى وترفق , المحبة لا تحسد ,المحبة لا تتفاخر, ولا تنتفخ. ولا تقبح ,ولا تطلب ما لنفسها ,ولا تحتد , ولا تظن السوء. ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء , وتصدق كل شيء , وترجو كل شيء وتصبرعلى كل شيء ".
نحن لدينا من الأمثال الكثير من عصور مصر القديمة إحداها يقول " البيضة الأول أم الكتكوت " صحيح هو مثل حيّر الكثيرين من مهتمي الأمثال الشعبية .. حتي أصبح دعابة أكثر منه درسا , لكنه نستطيع ان نطبقة في حالتنا هذه , فمن هو الأول الحب أم الكراهية . ينبغي عليكم أن ننشروا الحب أولا , ولماذا ننشر الحب وهو الذي يُولد مع الإنسان أصلا؟؟ .. الله يخلقنا بصفة الحب , وإن لم يتم تربية الطفل علي هذا الحب منذ نشأته مع إطعامه , سوف يُسبب مجالا واسعا لدخول خطية الكراهية في وجدان الإنسان .
كيف تصدر قانونا لمكافحة الكراهية والعنف , وهناك بند دستوري ينص علي ان الدولة شريعتها الإسلام .. ماذا تتوقع من هذا البند القبيح في عيون العالم المتحضر من وقائع ونتائج ؟؟ ألم تشعر سيادتكم أن هذا القانون هو السلاح الأقوي من القانون الذي تتولاه سيادتكم بمكافحة الكراهية ؟؟ مهما أصدرت قوانين ضد العنف سوف يفشل فشلا سريعا طالما هذا البند العنصري يزال عالقا علي جدران الدستور, وسيفا مصوبا علي رؤوس القضاة , فالقضاة يتخذون من بنود الدستور سراجا في أحكامهم .
ماذا تتوقع سيادتكم من هذا القانون الذي نحن في صداه , وما يزال هناك مادة الديانة التي لا تستطيع سيادتكم إنتزاعها من مناهج الدراسة خوفا من جماعات السلفيين . ؟؟! ماذا تتوقع سيادتكم لو تمت الموافقة علي هذا القانون , وهناك حزب سلفي رئيسه سلفي هارب من العدالة يقف لك بالمرصاد ؟؟!
سيدنا الشيخ الدكتور الطيب .. ما الذي يجعلنا نثق نحن غير المسلمين , ان مثل هذا القانون المعيب , بينما سيادتكم تصر علي ان الإرهابيين ليسوا بكفرة حتي ولو هدموا بيت الله الحرام ؟؟ ما هي ضمانات هذا القانون الذي يعطيها لغير المسلمين عندما يواجهون كراهية وغبن من رئيسه في العمل أو عند إجراء اي عملية حكومية فيها مصيره ومستقبله . قبل أن تصدر هذا القانون هل درست أن حقوق غير المسلمين تساوت مع أخيه المُسلم .. لآ ياسيدي فهناك الكثير والكثير ينوله المسلم.. فهو يا سيادة الشيخ يتمتع بجامعة ازهرية تحتوي علي جميع الكليات فتصبح فرص دخول كليات القمة اكبر من مثيله غير المسلم ذات المجموع الأكثر منه .. كما أن هناك الكثير من العوارات في قانون بناء الكنائس هل في ظل قانون محاربة الكراهية نستطيع أن نعدل هذا القانون ؟؟ .. هل يا سيدي الشيخ سوف ينتهي مسلسل الهجوم علي الكنائس وإخراج المصليين من داخلها قسرا , بحجة أنه لا يصح ان تتواجد كنيسة في بلدة اغلبها يتحكم فيها سلفييون؟؟
سيدي الشيخ .. اقدر مجهوداتكم العظيمة في أي محاولة لوأد اي فتنة بين ابناء الوطن الواحد .. لكن قبل ما تصدر اي قانون لهذا الغرض ينبغي التأكد أنه يقوم علي ارض خصبة الكل فيها واحد , واهم من هذا هو إزاحة كل الزوايا التي انتشرت في جميع المؤسسات الحكومية وأولها كل المباني التي تتبع الأزهر ولها صلة بمصالح الشعب... هل تسطيع ؟؟!! إن قدرت علي هذا تقدم بقانونك والرب يكرمكم فيه ....!!!!