الأقباط متحدون - الأديرة المصرية.. عبادة وحرف وصناعات في قلب الصحراء
  • ٢٠:١٢
  • الثلاثاء , ٢٧ يونيو ٢٠١٧
English version

الأديرة المصرية.. عبادة وحرف وصناعات في قلب الصحراء

أخبار مصرية | ahlmisrnews

٢٢: ٠٥ م +03:00 EEST

الثلاثاء ٢٧ يونيو ٢٠١٧

أرشفية
أرشفية

 تؤرخ الأديرة القبطية في مصر لمرحلة هامة في تاريخ الإنسانية، فهي ترمز إلى قوة مصر وتسامحها وقوتها، التي غلبت بها عهود القهر والوثنية ودعت لعبادة الله عبر الدين المسيحي واتباع السيد المسيح، ومثلت تلك الأديرة حصون أمان لرهبان الدين المسيحي في الشرق، كما لعبت الأديرة دورًا أسياسيًا هامًا في فترات كثيرة من التاريخ المصري، وتعرضت مصر لصدمة مفجعة عقب استهداف زوار لدير الأنبا صموئيل بالمنيا مؤخرًا، وأدى لاستشهاد 28 شخصًا وإصابة العشرات، في أول هجوم من نوعه يستهدف الأديرة النائمة، ويعيش في تلك القباب المقدسة رهبان قطعوا أنفسهم للعبادة ورعاية الرعايًا، ورغم ذلك يعملون في الزراعة والصناعات اليدوية والصناعات ذات الطابع الديني.. "أهل مصر" عايشت عالم الأديرة عن قرب وإلى التفاصيل..

 
«بياض العرب» ببني سويف..هنا مر المسيح
مزار ديني وكيان اقتصادي.. مائتا فدان زراعي وفندق على ضفاف النيل
على الرغم من أن الأديرة أنشئت بهدف تجمع القساوسة والرهبان والإقامة بها بهدف التفرّغ التام للعبادة مع العيش على الاكتفاء الذاتي، إلا أن بعض تلك الأديرة تحولت إلى مكان ديني يستقبل الأقباط من جميع أنحاء العالم، وكذلك كيان اقتصادي يضم العديد من الأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية، تدر آلاف الجنيهات سنويًا، بهدف استثمار ممتلكاتها فى توجيه عائداتها فى الأنشطة الدينية للدير.
 
من بين تلك الأديرة، دير "العذراء مريم" ببياض العرب أو قرية "بياض النصارى" كما يود أن يطلق عليها الأقباط، وهي تتبع مدينة بني سويف الجديدة، بشرق النيل، وتبلغ مساحته ما يزيد عن 25 فدانًا، وترجع الأهمية الدينية للدير، لزيارة العائلة المقدسة له أثناء رحلة الهروب إلى أرض مصر جنوبًا، وأقامت العائلة المقدسة ليلتين فى هذا الدير، الذى كان مجرد كنيسة فى السابق تهدمت، وبنى مكانها كنيسة جديدة فى الستينيات، وتوجد هناك بعض قطع الجرانيت متبقيات من الكنيسة القديمة التى كانت مكان الكنيسة الجديدة.
 
ومع توسع أنشطة الدير، قام الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف السابق، بتوسعة مساحات الدير التى تضم حولها ما يقارب من مائتي فدان من الأراضي الزراعية الخصبة، وأصبح الدير عبارة عن قلعة دينية واستثمارية لروعة موقعه على ضفاف نهر النيل، مما يعطى له روعة الجمال الطبيعى، حيث أنشئ بداخله فندق وعدة مبان تعطى للزوار ورواده راحة واستجماما ومتعة روحية.
 
ومع مرور الوقت لم يعد الدير قاصرًا على الدور الديني كمكان للعبادة والرهبنة والزهد في أمور الحياة، بل تعدي حدود الاكتفاء الذاتي لتلبية احتياجاتها من الغذاء والسلع إلى ممارسة أنشطة زراعية وصناعية بسيطة، كالمشغولات اليدوية والتطبيب الروحي وبيع الكتب الدينية.
 
كما يضم الدير فندقًا يضم 4 غرف وثمانية قاعات للاجتماعات وإقامة المؤتمرات ويتسع لـ250 فردًا، ما يؤهله كمقصد للزوار من جميع أنحاء العالم، عقب قيام نيافة الأنبا غبريال أسقف بني سويف بتجديدات شاملة في الدير وإضافة لمسات جمالية ممتعة ومريحة لخدمة الزائرين بمختلف توجهاتهم وتوفير جميع الوسائل والسبل للراحة والاستجمام والخلوة الروحية.
 
وقال «ع.ح» أحد الزوار الدائمين للدير «فضل عدم ذكر اسمه»: إن تطور هذه الأنشطة الاقتصادية بشكل كبير، داخل الدير، خلال السنوات الماضية وبيع السلع والخدمات داخل الأسواق إلى تعدد احتياجاته، ومنها الحاجة إلى الأموال لتغطية نفقات تكاليف الإصلاحات والترميمات داخله.
 
أسرار دير «أبو الرهبنة» بسوهاج
تقع بعض الأديرة بمحافظة سوهاج فى قلب الصحراء، ورغم ذلك لا تجد الأجهزة الأمنية بالمحافظة صعوبة فى التأمين بعد وضع كمائن ثابتة ومتحركة لها ونشر العديد من القوات الشرطية.
 
ومن الأديرة التى تقع فى حضن الجبل فى سوهاج "الدير البيض" ويبعد عن المحافظة بحوالى 4،5 كيلومترات، وقد ظل هذا الدير قائمًا بفضل بنائه من الحجر الجيرى، وقد أخذت أحجاره من معابد الفراعنة المنهدمة بعد انتهاء الوثنية من أرض مصر، وقد أنشأ هذا الدير الأنبا بيجول، ليستوعب أعداد الرهبان التي تزايدت بعد انتشار الرهبنة، وأصبح الأنبا أنطونيوس "أبو الرهبنة" في العالم.
 
أما دير الأنبا بشاى أو ما يسمى بـ"الدير الأحمر" في سوهاج فيبعد مسافة 4 كم شمال دير الأنبا شنودة، أو ما يسمى بالدير الأبيض، ويصل بينهما طريق أسفلتى، ويوجد بجانبه كمين ثابت من 30 فرد أمن وضباط.
 
وفي منطقة نجع عرب بنى واصل، التابعة لمركز ساقلته يقع دير الأنبا توماس، على مسافة 16كم شمال إخميم ويبعد 5 كم شمال قرية الصوامعة على الطريق بجوار الجبل الشرقى، وتتكون المبانى المتبقة من الدير من كنيسة صغيرة وحجرتين ملحقتين بها، وتتكون الكنيسة من هيكل نصف دائرى به انحناءات على محيطه الدائرى، ويتوسطه مذبح أعلاه خشبية بها صور القديس وسط الملائكة والقديسين، وعلى جانبى الهيكل والحجرات الجانبية عن صحن الكنيسة خورس صغير ينتهى بحنيات كبيرة ويفتح على باقى صحن الكنيسة للقرن 16و17م.
 
أديرة بضابا والمحروسة... تزرع الأراضى وتصنع الحديد
تضم محافظة قنا كثيرا من الأديرة، التي تقع فى الصحراء، بعيدا عن الكتلة السكنية، وتمارس بداخلها عددا من النشاطات، منها الزراعة والصناعة، وتحرسها تشديدات أمنية.
 
دير المحروسة 
بحسب مصادر فإن دير المحروسة جنوب المحافظة، تبلغ مساحته قرابة فدان ونصف الفدان، وتجري بداخله العديد من الأعمال، يعتبر أبرزها الزراعة، فضلًا عن صناعة القربان "الخبز" وعدد من الصناعات الأخرى، يعتبر من أبرزها صناعة "النبيذ".
 
أما دير الأنبا بضايا، الواقع تجاه المدخل الغربى لمركز نجع حمادي شمال المحافظة، فتبلغ مساحته فدانًا واحدًا، ولا يوجد به صناعات، سوى إقامة الرهبان والقساوسة، وتتم بداخله طقوس التعبد القبطية، ويشهد حالة من التكثيف الأمني بشكل دورى.
 
أكدت مصادر كنسية في مطرانية محافظة قنا، أن أديرة بضابا والمحروسة في المحافظة، يتم بداخلها زراعة الأراضي الزراعية المجاورة لها، خاصةً في دير المحروسة بمركز قنا، فضلًا عن وجود ورشة لتصنيع الحديد بداخل الدير.
 
وأكدت مصادر داخل تلك الكنائس والأديرة، على أن هناك رحلات تتم يومي الجمعة والأحد، وذلك بموافقة الأجهزة الأمنية، وبالتنسيق مع المسؤولين والقساوسة في تلك الأديرة والكنائس بمدن ومراكز المحافظة.
 
حكايات أديرة الدم والزيتون بالمنيا 
تنتشر الأديرة الأثرية الشاهدة على رحلة العائلة المقدسة بمحافظة المنيا، والتي تتمركز بالظهير الصحراوي الغربي ووسط مدقات جبلية تطل علي الصحراء الغربية.
 
وتتمركز الأديرة الشاهدة علي رحلة العائلة المقدسة بمركز سمالوط وبني مزار ومغاغة بشمال المنيا، وتشهد تلك الأديرة إجراءات أمنية مشددة وتعيين خدمات أمنية بصفة مستمرة، خاصة دير جبل الطير بمركز سمالوط، نظرًا لكونه مزارًا سياحيًا وأثريًا محليًا وعالميًا.
 
فيما تقع أديرة الرهبان والراهبات في إقليم عروس الصعيد بثلاث مناطق، بعضها يقع بنطاق الطريق الصحراوي الغربي وسط مدقات جبلية يحيطها منحنيات جبلية، وتميز محافظة المنيا بوجود دير البتول للمكرسات بقرية دير أبوحنس بمركز ملوي بجنوب المحافظة، والذي يعد الدير الوحيد للمكرسات بصعيد مصر، فضلا عن وجود دير أبوفانا، بالمنطقة الجبلية المتأخمة للطريق الصحراوي الغربي بزمام المركز ذاته، كما يوجد دير الأنبا صموئيل المعترف الواقع علي بعد 25 كيلو مترًا في عمق الطريق الصحراوي الغربي عقب المرور من مدق أبوطرطور الجبلي.
 
واحتل دير البتول للمكرسات الشهرة الأكبر لكونه أول دير للمكرسات بمحافظات الصعيد، وكان قد قام البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريارك الكرازة المرقسية، بتوزيع عدد من الهدايا والكتب المقدسة على الأطفال، وذلك خلال زيارته لدير البتول للمكرسات، بقرية أبوحنس بمركز ملوي جنوب المحافظة مطلع مارس عام 2015 عقب زيارته لأسر شهداء التنظيم الإرهابي "داعش" بمسقط رأسهم بمركز سمالوط، وأقام البابا الصلوات داخل الدير، الذي يُعد الوحيد للمكرَسات بصعيد مصر.
 
و نظرًا للطبيعة الأنثوية لا يمكن للمكرسات ممارسة أعمال الزراعة وغيرها من الأعمال الشاقة، كغيرها من أديرة الرهبان، الذين يعتمدون فيها علي الزراعة بشكل كبير، إلا أن المكرسات يمارسن أعمال الحياكة وعمامة القساوسة وغيرها من الملابس.
 
وبالمركز ذاته يقع دير أبوفانا أو دير القديس أبوفانا أو "ديرالصليب"، كما يطلق عليه البعض لكونه يضم عددًا كبيرًا من الصلبان المزخرفة بين أروقته، يقع الدير في الصحراء الغربية، ولا يبعد عن أرض وادي النيل المزروعة، وهو يقع على بعد حوالي 300 كم جنوبي القاهرة، وشمال غربي الأشمونين، وعلى بعد حوالي 2 كم من قرية "قصر هور"، وشرقي قرية "بني خالد".
 
يليه دير الأنبا صموئيل المعترف الواقع علي بعد 25 كيلو مترا في عمق الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة المنيا من مركز العدوة شمالا، القديس الأنبا صموئيل المعترف من قديسى القرن السادس الميلادى، وكان شديد البأس قوى الإرادة ودافع عن الإيمان وعقيدته وتعرض للمهانة والضرب وعاش فى منطقة القلمون، ويقع هذا الدير على بعد 55 كيلو مترًا شمال غرب مدينة مغاغة عن طريق العدوة، وفى الدير ثلاث كنائس، هى كنيسة القديس الأنبا صموئيل المعترف، كنيسة السيدة العذراء، وبها مقصورة بها جسدا القديسين الأنبا صموئيل المعترف والأنبا أيوللو تلميذه، وكنيسة القديس الأنبا ميصائيل السائح، وبها مقصورة تحوى جسدى القديس الأنبا بساده، الذى تم اكتشافه فى عهد رئاسة القمص أنسطاسى الصموئيلى وجسد الأنبا دوماديوس وانضم لهما بالدير جسد الأسقف الأنبا مينا الصموئيلى الرئيس السابق للدير.
 
أما مغارة الأنبا صموئيل المعترف فتوجد من الناحية الشرقية للدير على بعد 5 كيلو مترات، وهى قرب قمة جبل القلمون وكان القديس يقضى بها معظم الوقت فى أواخر حياته، وإن كان من الصعب الوصول إلى هذه المغارة فى الوقت الحاضر.
 
جدير بالذكر أن دير الأنبا صمويل المعترف استحوذ في الفترة الأخيرة علي جميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية عقب استهداف 3 حافلات يستقلها أقباط كانوا في طريقهم للدير، مما أسفر عن مقتل 28 قبطيًا وإصابة أكثر من 25 آخرين.
 
ويعتمد الرهبان بدير الأنبا صموئيل ودير أبوفانا بشكل كبير على الزراعة، وبالتحديد زراعة الزيتون باستخدام الآبار نظرًا لعدم وجود مصادر للمياه العزبة هناك.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.