الأقباط متحدون - إعلانات رمضان بين التناقض والتناحر1-2
  • ٠١:٥٦
  • الثلاثاء , ٢٧ يونيو ٢٠١٧
English version

إعلانات رمضان بين التناقض والتناحر1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٩: ٠٨ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ يونيو ٢٠١٧

إعلانات رمضان بين التناقض والتناحر1-2
إعلانات رمضان بين التناقض والتناحر1-2

 بقلم : د. مينا ملاك عازر

مرة أخرى نلتقي مع ما قُدِم من أعمال فنية في رمضان، مع وضعنا في الاعتبار أن الإعلان عمل فني يقدم لك خدمة أو سلعة لتتمتع بها أو لتستخدمها، ومن هنا نحن لا نناقش العمل الفني فحسب وإنما أيضاً ما تعلن عنه هذه الأعمال الفنية، وكيفية الإعلان عنها.
 
ثمة إعلانات اختفت أو أصبحت قليلة وشحيحة، لم أصادفها للأمانة هذه السنة، وكنت قد رصدت من قبل تواريها في السنة الماضية، وهي إعلانات السلع الغذائية وأعني هنا أكثر إعلانات الزيت والسمن التي كانت منتشرة من قبل بغزارة مرعبة ثم توارت ثم تلاشت تقريباً هذا العام، ومثلها إعلانات الزبادي التي كانت تتكرر في الفاصل الواحدة عدة مرات، ثم الآن تتوارى تقريباً، ولا نلمح تلك التعددية أو التكرار وحل بديلها إعلانات العصير، ويبدو ذلك لموجات الحر العاصف بنا، أما انحصار إعلانات السمن والزيت والزبادي فلا مبرر لي إلا أنهم اكتفوا بنصيبهم من السوق إلى أن يدخل منتج جديد ليقتسم معهم السوق فيعودون للتباري معه.
 
أما إعلانات المستشفيات والمؤسسات التي تقوم بأعمال خير وتحتاج لتبرعات فلا ريب أن رمضان هو توقيتها، فقد انتشرت كانتشار النار بالهشيم، وما يوقفني عندها أن مستشفيات كثيرة دخلت لتقتسم السوق مع مستشفى 57357 التي كانت أول المستشفيات التي أرست هذا الفكر ونجحت فيه، ولفت نظري أن النجوم الذين اشتركوا بهذه الإعلانات كانوا يشيروا أنهم اشتركوا بالمجان، وهذا حسن ومشكورين عليه، لكن السؤال هنا، لماذا أصلاً يظهرون في إعلانات تحض على مساندة المكان أو المؤسسة؟ هل لمصداقيتهم أم لتهربهم من الضرائب بتبرعاتهم العلنية؟ أم لإكساب المكان مصداقية؟ هل القائمين على تلك المؤسسات لا يفهموا أن تلك المؤسسات قد تنتقص من مصداقيتها بهؤلاء النجوم الذين كنت أفضل أن يدفعوا نصف أجور مسلسلاتهم في هذه المستشفيات ولا يظهروا في الإعلان، مكتفين بان ترصد لنا الكاميرات كيف حال المستشفيات والمؤسسات؟ وماذا تفعل تلك المؤسسات في الريف المصري.
 
ويبدو التناقض واضحاً بين حال تلك المؤسسات الباحثة عن داعمين، ومتبرعين والتي تظهر حال قرى مصر بلا مياه، وسكان بلا مأوى وغيره، وإعلانات الكمباوندات التي تبحث عن مشترين، وبها قوائم انتظار هائلة تغري الدولة برفع أسعار خدماتها، ورفع الدعم عن الطاقة، كلما رأت شهية المصريين مفتوحة على شراء مثل هذه الشقق، ولعابهم يسيل على حمامات السباحة والحدائق الغناء ذلك الانفصال الملحوظ بين الواقع المصري الذي يعيشه المصري العادي والخيال الذي يحلم به المصري الأرفان من واقعه والحالم بالسفر بره أو بالحياة في الكمباوند حيث الأمان والخضرة والمياه والوجه الحسن، والعيش تحت رحمة حراس الكمباوندات الذين هم مصريون يعانون، وأشكرهم على صبرهم لأنهم يروا بذخ البعض وهم يعيشون في حال مرير، ورغم هذا يحمونهم.
عزيزي القارئ، انتظرني المقال القادم لأني لدي ما هو أخطر لأناقشه مع سيادتك، ومساحة  المقال لا يسمح للأسف. 
المختصر المفيد لا خير في أمة متناقضة.