فصول الأزمة القطرية تتواصل.. ندوة في باريس ضد استثمارات الدوحة.. وخبير: قطر مذنبة

 

لا تزال الأزمة القطرية في تصاعد مستمر، مع تعنت الدوحة واستمرارها في عدم الاستجابة لمطالب الدول التي بادرت بمقاطعتها، وهي مصر البحرين والإمارات والسعودية، مع انضمام أطراف مؤثرة للمعادلة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقطر عدة مرات بوقف دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.

في باريس، عُقدت ندوة تحت عنوان "استثمارات قطر المشبوهة في فرنسا"، شارك فيها عدد من الدبلوماسيين السابقين والكتاب والباحثين، نددوا بالدور الذي تلعبه الدوحة في دعم الإرهاب وتمويله وعقد صفقات خفية لشراء أصوات بعض السياسيين الفرنسيين.

وقال الخبير في العلاقات الدولية، خطار أبو دياب، إن هناك شكوك في دعم قطر للإرهاب، منذ الحملة الانتخابية الرئاسية، وهناك جدلًا حول امتيازات قطر للاستثمار في فرنسا، وقد وعد الرئيس الحالي "إيمانويل ماكرون" لإلغاءها.

وأضاف في مداخلة مع "سكاي نيوز عربية" أن فرنسا بدأت في ملاحظة خطورة اللعبة المزدوجة مع قطر، وقد فوجئ الرئيس السابق فرانسوا أولاند، بوضع مؤسسات قطرية معروفة على لائحة الإرهاب، ومسألة دعم الدوحة للإرهاب موجودة منذ فترة، ولكن القوة المالية الضاربة أسهمت في خفض الصوت الفرنسي، بالإضافة إلى رشوة بعض السياسيين.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن قطر ركزت على استثمارات تضعها في الواجهة، وتصبح لاعبا في فرنسا، وتحاول لعب دورا كبيرا، وقد حذر القضاء والسياسيين من ذلك، ورغم شراء هذا النفوذ، فالكل يبتعد عن قطر.

واتفق أستاذ الإعلام في جامعة الإمام محمد بالسعودية، عبدالله العساف، مع الخبير الدولي، لافتًا إلى أن أذرع قطر لم تمتد إلى فرنسا فقط، بل الكثير من دول العالم، وأصبح لها سوق سوداء في المجال السياسي، سواء في فرنسا أو الأرجنتين، أو استراليا، حيث سخرت المال والإعلام لعقد صفقات مشبوهة، واستغلت بعض الثغرات في القانون الفرنسي، ووقعت معاهدات وشراكات استراتيجية، وبشراء الصوت الفرنسي، وجندته ليحامي عنها.

وكشف "العساف" أن قطر استغلت الأزمة في السيولة التي ضربت دول العالم ومنها فرنسا منذ سنوات، وقامت بشراء الكثير من المشاريع، والماركات الشهيرة في فرنسا والأرجنتين، والتي حذر منها الكثير من السياسيين في البلدين.

وبمناسبة ذكرى مرور اثنين وعشرين عاما على انقلاب أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده الشيخ خليفة بن حمد، قال الكاتب السعودي، سعود الرئيس، إن دول المنطقة تعاملت مع الدوحة كأشقاء، ودولة شقيقة، وكان الهاجس الأكبر تحصين دول مجلس التعاون، وفي هذه الأثناء كانت قطر تمارس دورا مزدوجًا، حيث كانت توحي لهم بالعمل على الوحدة، وفي المقابل كانت تعمل على عكس ذلك.

وتابع الكاتب السعودي: لو تابعنا منهج الدوحة منذ بداية الأزمة لأتضح أن هناك ما يطبخ في المنطقة للأمن والاستقرار، ورد الفعل الإيراني والتركي لم يأتي مصادفة، بل كل شيء مخططًا، والمحور الإيراني القطري التركي، ربما يراد به أن يكون مقابلا لمحور السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وتقارير قناة الجزيرة تفسر العقلية التي تدير قطر، حيث تزعم أن جماعة الإخوان المسلمين موجودين في عدة دول عربية، وتسعى لتسويق ذاتها كدولة مهيمنة ومسيطرة.

أما مدير المركز الدولي للسياسات الجيوسياسية، المازري حداد، فيقول إن قطر مذنبة وأذنبت في حق من أسس إمارة قطر، والذي انقلب عليه الابن، والكيان القطري هو كيان "لقيط"، بمعنى أنه ولد في نفس السنة التي ولدت فيه قناة الجزيرة والتي تورطت في دعم الإرهاب، والجماعات الإرهابية.

ولفت إلى أن الدور الذي لعبته قطر منذ سنوات، وخاصة منذ عام 1996، لم تلعبه دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة، في غياب روسيا، وقطر "مكلفة" بلعب هذا الدور، وقد لعبت دورا في تدمير العراق، وهي دولة بدون أخلاق أو إسلام، رغم أنها تتشدق بالدفاع عن الإسلام، وهي أول من ضربت الإسلام في الصميم، من خلال ضرب قيمه في التسامح.