امتلئوا بالروح

الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة" هكذا تتلخص الحياة الروحية فى أن نشترك مع الله فى العمل ، وأن نقبل النعمة التى تعمل فى الكل فمن يستجيب لها هو الذى يستفيد ويحيا بالروح  ..
 

المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى حديثه عن "شركة الروح القدس والنعمة" أكد لنا على أن النعمة لا ترغم أحد على أن يحيا بالروح ، ولكنها واقفة على الباب تقرع ، من يفتح لها تدخل وتعمل فيه ومعه ، ومن لا يستجيب لعمل النعمة فإنه يفقد المعونة الإلهية ، النعمة عملت حتى فى يهوذا الأسخريوطى و بكته ضميره على ما فعله بالسيد المسيح ، لكن يهوذا لم يكمل العمل مع النعمة ، بل استلمه الشيطان وحول ندمه الى يأس فمضى وخنق نفسه بدلا من التوبة والرجوع الى الله . 
 

فهناك عاملان فى خلاص النفس العمل الإلهى وأيضا العمل البشرى فى اشتراكه مع العمل الإلهى ، إنها شركة الروح القدس يقول الكتاب "بالنعمة أنتم مخلصون" ، فمن يستجيب لعمل النعمة فى حياته يخلص ، الكنيسة المقدسة بدأ تأسيسها بالروح القدس يوم الخمسين ومنح الآباء الرسل موهبة التكلم بألسنة لكى ينشروا الإيمان للجميع ، الروح القدس عمل أيضا فى الانبياء "الناطق فى الانبياء" ، حيث حل الروح القدس على شاول الملك فتنبأ ، وحل روح الرب على دواد لما مسحه صموئيل النبى وقبل شاول وداود كما أن روح الرب كان يحرك شمشون .
 

وهناك خطورة شديدة فى مفارقة روح الله للإنسان ، يمكن أن تتسلط عليه الشياطين لذلك يقول المزمور "روحك القدوس لا تنزعه منى" لذلك يقول لنا الكتاب "امتلئوا بالروح" ، وعندما يسكن الروح فينا ويعمل لابد أن نشترك معه فى العمل ، الروح القدس يدعو الجميع الى الحياة الروحية فمنهم من يقبل ويتوب ومنهم من تقسى قلوبهم ويسلم فكره لتجديف الشياطين ويرددها ، الروح القدس منح الموهبة للتلاميذ وهم وعظوا وعمدوا ولم يهملوا النعمة التى عملت فيهم ، المولود أعمى لم يقاوم الروح ولم يقل كيف أشفى بطين يمكن أن يعمى البصير وكيف اغتسل فى البركة بل أطاع ونفذ فاستحق معجزة الشفاء. 
 

لنطلب من الله أن يفتح قلوبنا لعمل الروح القدس فينا ، لنشترك معه فى العمل وأن نترك ونبتعد عن كل عمل لا يشترك معنا فيه الروح القدس ..