الأقباط متحدون - إعلانات رمضان بين التناقض والتناحر2-2
  • ٠٠:٢٩
  • الخميس , ٢٩ يونيو ٢٠١٧
English version

إعلانات رمضان بين التناقض والتناحر2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٩: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ٢٩ يونيو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 د.  مينا ملاك عازر

عرضنا في المقال السابق، كيف توارت سلع وتناقص ظهور سلع أخرى! وكيف ثمة تناقض فج بين حالة بعض الإعلانات والبعض الآخر؟ ويستمر التناقض هنا ويأتي لجواره تناحر ليجمع هذا المقال بين التناقض والتناحر.

التناقض يأتي من تلك الفجوة بين حال قرى مصر التي لا تجد المياه وحال أجهزة كهربائية بآلافات الجنيهات تستعرض إمكانياتها بنترات الفضة لحفظ الأكل وغسل الثياب بدون صوت، وغسل المواعين دون تنظيفها وغيره، في حين أن هناك من لا يجدوا الأكل ليحفظوه، ولا يجدوا الثياب ليلبسوها، ولا المواعين الكثيرة ليأكلوا فيها، ومن ثمة تتناقض الأحوال وتتباين ويتجلى هذا جلياً في أن بعض الأجهزة سعرها يصل لعشرات الآلاف لأنها تقوم على غسل عشر كيلو، واخري لحفظ كميات هائلة من الاطعمة لا أمانع مطلقاً من إنتاج تلك الأجهزة، لكن رصد كل هذه المسائل يوضح التناقض فحسب بين أحوال بعضنا لبعض، فالشكر كل الشكر للطبقة المعدومة التي تتحمل رؤية كل هذا ولا تثور على حكومة تضغط عليها وتلوي عنقها وتكاد تكسره بداعي أن عليهم تحمل غبائهم وفشلهم وعجزهم عن توفير ما هو ضروري لحياتهم واضطرارهم للتبرعات، ومد يدهم وظهورهم بإعلانات تتسول لهم العيش الكريم في ما يعني أنه إعلان عن وفاة الدولة، رحمنا منها الله.

أما أخطر الإعلانات، الإعلانات المتملقة للدولة، والتي تنقلنا لتناقض فج وهو التناقض بين المقللاتي والمطبلاتي، ولنا هنا وقفة، فالمعلن أظهر المقللاتي أهبل ومتشائم في حين أنه كاد أن يظهر المطبلاتي واقعي وحقاني، في حين أنني أرى المطبلاتي فاقد للشخصية، وأهبل ولا مؤاخذة، ولولا حرج المعلن لأبداه هكذا لكنه أشار أننا بحاجة لأن نرى الصورة كاملة، لكنه فاته أن يفهمنا لمصلحة من هذا الإعلان؟ هل سباق الانتخابات الرئاسية بدأ مبكراً أم أن الحكومة تروج لنفسها وإن كان الأخير هو الغرض، فهل المعلن فاته أن الشعب يعيش في البلد ويرى بنفسه الوضع ولا يحتاج لمن يدعوه أن يرى الصورة كاملة، فالصورة واضحة، أن الغلاء والبلاء وغياب الدواء وصور الإعلانات الداعية للتبرعات بشتى توجهاته الطبية والاقتصادية والغذائية وغيره تعبر عن سقوط دور الدولة في ما كان واجب عليها، ثم أن مليارات الجنيهات التي تعد الستين المصروفة على شبكة طرق جديدة لم يصرف ربعها على تحسين شبكة الطرق القديمة، وهذا أبسط رد على المطبلاتي والواقعي الذي تريده الحكومة، ثم أن الكهرباء التي لم تعد تنقطع لا تصل للكثير من قرى مصر بشهادة إعلانات التبرعات، والمياه كذلك، والدواء كذلك، فهل رأيتم أنتم الصورة كاملة؟ أم أنكم لا تروا وتريدونا فقط أن نرى ما ستفعلوه في حين أنكم لا تروا ما نحن نعيش فيه.

بالمناسبة تنازل الحكومة عن الجزيرتين يقع تحت بند المطبلاتي أم المقللاتي؟ أم أن ثمة صورة كاملة بحاجة نحن لنسع لرؤيتها ولا تسع الحكومة لتوضيحها بعيداً عن شعارات الشرف المدعاة، واتهامات الخيانة والعمالة الملقاة على الكل لسد الأفواه، وبعيدة عن سجن المتظاهرين وقمع المعارضين.

المختصر المفيد إللي ما يشوفوشي من الإعلانات يبقى لا مؤاخذة أعمى.