الأقباط متحدون - كميل صديق : هناك تهميش للعلمانيين فى الكنيسة وهذا ليس فى مصلحة الكنيسة
  • ١٥:١٤
  • الخميس , ٢٩ يونيو ٢٠١٧
English version

كميل صديق : هناك تهميش للعلمانيين فى الكنيسة وهذا ليس فى مصلحة الكنيسة

إيهاب رشدي

أقباط مصر

٥٦: ٠٦ م +02:00 EET

الخميس ٢٩ يونيو ٢٠١٧

كميل صديق
كميل صديق

البابا شنودة دافع عن المجلس الملى فى المجمع المقدس وفى اجتماع لكهنة الاسكندرية

حوار أجراه – ايهاب رشدى
في فبراير 1874 تم تشكيل أول مجلس ملى للاقباط  تكون مهمته إدارة الممتلكات والاوقاف التابعة للكنيسة والاهتمام بالنواحى الإدارية وغير الدينية للكنيسة ، وجاء ذلك  بسعى من بطرس غالى أحد ابرز وجهاء الاقباط فى ذلك الحين .

وقد شهد المجلس الملى العام منذ تأسيسه نزاعات عديدة بين أعضائه وبين من جلسوا على الكرسى المرقسى من البطاركة وذلك بسبب تداخل المهام بين المجلس والبطريرك ، مما أدى لتوقف المجلس وتجميد نشاطه لفترات عديدة تاليه لتأسيسه . حتى جاء البابا شنودة الثالث ودعا فى عام 1973 إلى انتخابات المجلس الملى العام والمجالس الفرعية ومنها المجلس الملى لمدينة الاسكندرية باعتبارها المدينة العظمى التى يلقب بها بطريرك الكرازة المرقسية ولأنها كانت مركز انطلاق الكرازة فى مصر كلها منذ اسس كنيستها القديس مرقس الرسول .

وتوالت دورات المجالس الملية والتى تبلغ كل منها خمس سنوات منذ 1973 وحتى عام 2006 الذى شهد آخر دورة للمجلس فى عهد البابا شنودة والتى انتهت فى 2011 ، ولم تجر بعدها انتخابات أخرى حتى نياحة البابا شنودة فى 2013 .

وظل المجلس الملى العام وما يتبعه من مجالس فرعية متوقفا منذ  عام 2011 وحتى الان ، وذلك بين رضا من البعض وسخط من البعض الآخر على التجميد الغير مبرر ، وبالرغم من أنه قد تم الاعلان منذ اعتلاء  قداسة البابا تواضروس للكرسى المرقسى عن ترتيب البيت من الداخل والذى شمل إصدار عدد من اللوائح منها ما هو خاص باختيار الكاهن والراهب ولائحة لتنظيم المجالس الكنسية ولائحة اختيار البطريرك ، إلا أن  الحديث عن لائحة المجلس الملى الجديدة بقي مجرد أخبار تتناقلها الصحف بين الحين والاخر نقلا عن تصريحات كنسية .

التقت الاقباط متحدون بالدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملى السكندرى المنتهية دورته فى 2011 ، وعضو المجلس الملى لاربعة دورات متتالية للحديث عما تتناوله الالسن فى أروقة الكنيسة عن المجلس الملى المتجمد ، والذى تساءل عن اسباب عدم ظهور لائحة جديدة للمجلس الملى حتى الآن و أكد ان هناك تهميش للعلمانيين فى الكنيسة وان هذا ليس فى مصلحة الكنيسة ، كما أوضح كيف كان البابا شنودة يتعامل مع اعضاء المجلس الملى ويستمع اليهم ولم تكن هناك اى محاولات منه للسيطرة على المجلس ، وإلى نص الحوار :
 
بما تفسر تعليق او تجميد المجلس الملى الحالى وعدم تفعيله منذ عام 2011
كانت آخر انتخابات للمجلس الملى تلك التى جرت فى عام 2006 وقد انتهت دورة ذلك المجلس  فى 2011 ونظرا للاحداث السياسية التى مر بها الوطن فى ذلك العام وما بعده ظلت خلالها عملية تجديد المجلس مجمدة ، وكان ذلك فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث ، ولما تولى قداسة البابا تواضروس الثانى سمعنا عن لائحة جديدة للمجلس ولكنها لم تظهر للنورحتى الان .

واذكر ان القمص بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الارثوذكسية كان قد اعلن عن اجراء انتخابات المجلس الملى عقب الانتهاء مباشرة من انتخابات مجلس النواب ، وقد انتهت انتخابات المجلس النيابى منذ سنوات ورغم ذلك " لا حس ولا خبر " بخصوص المجلس الملى ويبقى السؤال ماذا بعد ؟
 
هل حدث ان التقى  البابا تواضروس بأعضاء المجلس الملى السكندرى خلال السنوات الماضية
لم نتشرف بالاجتماع مع البابا تواضروس ولا مرة رغم ان قداسته فى الاعياد يقدم التهنئة للجميع باسم المجمع المقدس والمجلس الملى العام والمجالس الملية الفرعية .
 
هل تعتقد ان هناك من يناهض وجود المجلس الملى فى الكنيسة
اؤمن ان هناك جناحين روحى ومدنى والمجلس الملى لا ينافس فى الروحيات

ولكنى أرى فى نفس الوقت ان هناك تهميش للعلمانيين فى الكنيسة وهذا ليس فى مصلحة الكنيسة

فالاكليروس له دور والعلمانيون لهم دور ايضا .
 
ولكن هناك كثيرون يرددون ان المجلس الملى لا فائدة له
كان للمجلس الملى السكندرى ادوار مهمة فى العديد من الاحداث التى مرت بها الاسكندرية مثل احداث محرم بك عام 2005 حينما كانت هناك محاولات لاقتحام كنيسة مارجرجس بمحرم بك وقد تقابل اعضاء المجلس الملى مع قيادات المحافظة وقتها :المحافظ ومدير الامن ومدير امن الدولة لانهاء الازمة

كما كان لاعضاء المجلس دور كبير عقب احداث كنيسة القديسين فى 2011 وقد تواجد  كل الاعضاء فى الكنيسة بعد الحادث والتقينا بالانبا باخوميوس الذى شكل لجان عمل للمتابعة فذهب البعض منا للنيابة والبعض للمستشفيات وبقينا حتى اليوم التالى حيث تمت الصلاة على الشهداء فى دير مارمينا ، هذا على سبيل الأمثلة لادوار قام بها المجلس فى الاسكندرية .

بصورة عملية . ماذا كان  موقف البابا شنودة من المجلس الملى 
كان المجلس الملى  قد تم تجميده ايام البابا كيرلس السادس ، وفى عهد البابا شنودة حدث ان التقى بممدوح سالم رئيس الوزراء فى ذلك الحين الذى تحدث معه عن تفعيل المجلس الملى ، وفى اجتماع للمجمع المقدس طرح البابا شنودة هذا الموضوع ، وكانت هناك اصوات رافضة لعودة المجلس الملى منهم  احد الاساقفة الذى قال للبابا شنودة  صراحة " دى اكبر معجزة حدثت ايام البابا كيرلس السادس هى تجميد المجلس الملى " .

واذكر موقف لقداسة البابا شنودة يثبت حماسه للمجلس الملى ، وكان ذلك فى اجتماع مع مجلس كهنة الاسكندرية حيث سأله احد الكهنة  " هو المجلس الملى بيعمل ايه يا سيدنا " ، وقد دافع البابا حينئذ عن دور المجلس الملى واوضح مهامه .

كما ان البابا شنودة كان يجتمع مع اعضاء المجلس كلما جاء الى الاسكندرية وكان يجتمع بنا فى دير الانبا بيشوى بوادى النطرون .
 
ولكن قيام البابا شنودة برسامة أعضاء المجلس الملى شمامسة رآه البعض  نوع من السيطرة على المجلس وقد اعترض الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى على ذلك قائلا ان رسامة اعضاء المجلس الملى العام شمامسة ، رسامة جماعية تنطوى على فهم ناقص لدور العلمانيين فى الكنيسة .
 
فى الحقيقة لم نشعر بأى قيود على حركة المجلس الملى خلال تعاملنا مع قداسة البابا شنودة ولم تكن هناك ادنى محاولة للسيطرة منه على اعضاء المجلس  بل بالعكس كنا نأخذ حريتنا بالكامل وكان البابا يحاورنا ويسألنا ولم يحدث اى تغيير نتيجة لرسامة الاعضاء شمامسة .
 
وماذا عن معايير انتخاب أعضاء المجلس الملى ومعايير الناخبين التى  وضعت منذ عشرات السنين ولا تتناسب مع عصرنا الحالى
لائحة المجلس الملى مر عليها اكثر من 100 سنة ولاشك انها تحتاج إلى تغيير ، وهناك شروط فى المرشح لا تتناسب مع العصر منها مثلا الا يقل مرتبه السنوى عن 200 جنيه ، ومن جهة السن ارى عدم وضع قيود على المرشح  من حيث السن او فترة بقائه بالمجلس طالما انه قادر على العطاء وانا عن نفسى مكثت 4 دورات فى المجلس وقد تعديت ال70 عاما ولكنى قادر على العطاء اكثر من شاب 30 سنة .

أما من جهة الناخب فكان يشترط ان يكون مقيدا فى سجل الناخبين بشروط معينة ، أما الان وبعد  ثورة 25 يناير اصبح لكل صاحب رقم قومى الحق فى الانتخاب وبذلك سقطت البطاقة الانتخابية القديمة وانسحب ذلك بالتاكبد على انتخابات المجلس الملى
 
الحديث عن وجود صراعات بين اعضاء المجلس الملى السكندرى ووجود انقسامات بينهم ، ما تعليقك عليه
الخلاف طبيعة بشرية بين الاشخاص ، موجود وسيبقى إلى انتهاء العالم ، فى البيت الواحد الخلاف موجود بل وموجود فى كل مكان ، وقد كانت هناك خلافات فى العلاقة بين البابا شنودة وبين الاب متى المسكين والانبا اغريغوريوس اسقف البحث العلمى وكذلك مع الانبا ميخائيل مطران اسيوط المتنيح  ، ولكنى ارى أنه فى النهاية يكون هذا الخلاف للمصلحة العامة .