الأقباط متحدون | هدم كنيسة صول لان الانسان عدو ما يجهل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٥١ | الخميس ١٠ مارس ٢٠١١ | ١ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هدم كنيسة صول لان الانسان عدو ما يجهل

الخميس ١٠ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدى جورج
ما حدث هذا الاسبوع  من قيام بعض اهالى قرية صول المسلمين بنهب كنيسة البلدة وحرقها ومن ثم هدمها حتى تمت تسويتها بالارض وتعليق يافطة بشان تحويلها الى مسجد بل واقامة صلاة الفجر عليها شئ يدمى القلوب خصوصا بعد فترة وجيزة من تخلصنا من حكم مبارك الفاسد . فقد كنا كاقباط اول من ناضل للتخلص من ديكتاتورية مبارك واول من شارك واول من فرح بثورة 25 يناير ولكننا هذه الايام  بسبب هذا المشهد وغيره من المشاهد المؤلمة التى يتعرض لها اخوتنا الاقباط فى كل انحاء مصر نتمنى من الله ان لايصل حالنا الى حال العراقيين المسيحيين الذين يعضون اصابع الندم الان على صدام حسين رغم انهم ذاقوا مثلهم مثل اخوتهم المسلميين الامرين فى عهده ولكنهم يندمون الان على ايام كانوا ينعمون فيها بالامن والامان النسبى ويستطيعون اداء الصلاة فى كنائسهم والتحرك فى بلادهم بامن وامان افضل من حالهم الان فنرجو الا تاتى علينا كاقباط ايام نندم فيها على ايام حسنى مبارك .
واذا رجعنا الان الى هدم كنيسة صول فاننى اقول :-
- ان القول بان ماحدث فى صول سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر لهو كذب وافتراء على التاريخ  ومن يقرأ كتب التاريخ يجد  ان هناك عشرات بل ربما مئات الكنائس التى تم هدم بعضها وتحويل بعضها الى مساجد وتاريخ الحاكم بامر الله خير شاهد على ذلك .وايضا ايام المماليك حيث كان يخرج الرعاع مهاجمين كل من يقابلهم من الاقباط وكانوا يدمروا كل الكنائس والاديرة التى تقابلهم وحتى عصرنا الحديث لم يكن استثناء من هذا فهناك كنائس كثيرة  دمرت كليا او جزئيا فى هذا العصر .
-    ان المؤلم فى هذه الحادثة انها جاءت بعد فترة وجيزة من  احداث ثورة 25 يناير الشعبية التى شارك فيها الاقباط بجانب المسلمين وامتزجت دمائهم معا فى مواجهة ديكتاتورية مبارك  فهذه الثورة جعلتنا نظن او نتوهم ان نجحنا فى القضاء على الطائفية البغضية   ولكن هذا الحدث كذب ظننا وايقظنا من الوهم وقال لنا ان الطريق لازال طويل وطويل جدا للتخلص من داء الطائفية البغيض فما زرع فى عشرات السنوات لا يستطيع احد ان يقتلعه بين ليلة وضحاها .
-  ان ما حدث فى صول كان من الممكن ان يمر مرور الكرام او على الاقل الا يجد مثل هذا الاهتمام من المجلس العسكرى ومن رئيس الوزراء المكلف عصام شرف لولا عدة عواما منها :
1 الثورة التكنولوجية التى نقلت الحدث وبسرعة مذهلة عبر شبكات الانترنت وغيرها من وسائل الاعلام للدنيا كلها  .
2 الشفافية التى ارستها ثورة 25 يناير والتى جعلت التلفزيون المصرى يتراجع عن نهجهه السابق عند تعامله مع مثل هذه القضايا وجعلته ينقل كل شئ بصدق وحيادية كبيرة.
3 حجم  الغضب القبطى الذى جعل كل هذه الاعداد تخرج من الاقباط حتى قيل ان الاعداد وصلت الى ما يقارب ثلاثين الف  .
 - ان نقل الاقباط لمكان احتجاجهم من داخل اسوار الكنائس الى الشارع لهو سنة حميدة نتمنى ان نستمر عليها . وهذا الامر ادى الى اكتساب الاقباط لمساحة تعاطف كبيرة من الراى العام ومن رجل الشارع العادى فراينا الكثير جدا من المسلمين سواء رجال ملتحون او سيدات منقبات ومحجبات يشاركون الاقباط هتفاتهم وهذا الشئ لابد ان نحافظ عليه فلا حل لقضاينا ورجوع حقوقنا المهدرة الا بنضالنا معا اقباطا ومسلمين .
- ان حسن اختيار مكان الاعتصام امام التلفزيون المصرى بماسبيرو جعل من الصعب على وسائل الاعلام تجاهله .
- ان الانسان عدو ما يجهل وهذا ما لاحظته منذ زمن بعيد وتاكد لى بعد هذه الحادثة عندما سمعت مداخلة من احد سكان قرية صول الذى قال فيما معناه  انهم لم يهدموا كنيسة ولكنهم هدموا وكر للدجل والشعوذة حيث قال ان معظم الفتيات المسلمات الساكنات بالقرب من هذه الكنيسة عندما يتزوجن فانهن يطلقن بسرعة بسبب الاعمال التى تقوم بها الكنيسة . فهذا المواطن المخدوع من كلام يسمعهمن بعض الشيوخ المتعصبين او يقرئه فى بعض الكتب الصفراء ماهو الا استمرار لنفس المناخ المستمر منذ مئات السنين فنحن كاقباط نظن اننا نعرف الاسلام جيدا عن طريق دراستنا لمناهج اللغة العربية من نصوص ونحو وتعبير فكلها مطعمة بايات قرانية ليس هذا فحسب بل ايضا من خلال الاعلام الرسمى من اذاعة وتلفزيون تقدم لنا وجبات دينية اسلامية على مدار الساعة.
 ولكن اذا اتينا للعكس نجد ان المسلم المصرى لايعرف شئ عن المسيحى المصرى ولا عن مبادئ ديانته ولا عن كيفية اداءه لصلواته ولا عن عقائده ونحن هنا لا نتكلم عن مدى ايمانه بها او عدم ايمانه ولكننا نتكلم عن معرفته بحقيقة ايمان الاخر .عن كنيسته .عن مراسم زواج القبطى وعن عماد طفله الصغير وعن احزانه وعن حقيقة ايمانه هل هو يؤمن فعلا بثلاث الهة كما يقال له ؟ ماذا يتلقى اولاد القبطى فى مدارس الاحد وهل تعلم اشياء اخرى غير الحب والتعاطف بين الناس ؟ ولماذا يرتدى الكهنة ملابس سوداء ؟ وماذا عن صلوات الاقباط وهل لاتوجد لديهم صلوات يومية مثل المسلمين حتى ان بعض كبار المشايخ كالقرضاوى قد صرحوا بان المسيحى لايحتاج الكنيسة الا يوم الاحد فقط ؟
هناك كم هائل من الاخطاء الغريبة المترسخة فى عقول المسلمين من ناحية الاقباط ولذا فان بعض المسلمين يفسرون عدم اختلاط الاقباط بانه خوف ويفسرون تسامحهم وعدم لجوئهم لرد العنف بالعنف بانه رياء .
ياسادة التلفزيون المصرى الى الان يخطئ ولا يستطيع ان يفرق بين الكاهن والاسقف من ملابسه فقد اخطئ التلفزيون ولم يعرف التفرقة بين الاب الكاهن عبد المسيح بسيط ونيافة الاسقف ثيؤدوسيوس   مع  ان اى طفل مسيحى يعرف الفرق بسهولة بين الاسقف والكاهن واستمر هذا الخطأ طوال اليوم  فاذا كان التلفزيون يخطئ مثل هذا الخطأ فمبالك برجل الشارع العادى .
ياسادة الاقباط يحتاجواالى  مساحة فى تلفزيون الدولة الرسمى وفى مناهج الدراسة الرسمية  ليس من اجل الاقباط ولكن من اجل مصر من اجل ان يتعرف المسلم المصرى على جزء بسيط من ثقافة اخيه المسيحى المصرى حتى لا يتربص به ويعتبره عدوه . ياسادة ليس هدفنا التبشير بديننا  بل هدفنا التعريف بثقافتنا  بتاريخنا . مساحة نقول فيها للمسلم اننا  لسنا كائنات غريبة عن هذه البلد بل نحن ابناء هذه البلاد .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :