الأقباط متحدون | أطفيح وما جرى فيها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٢٣ | الخميس ١٠ مارس ٢٠١١ | ١ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أطفيح وما جرى فيها

الخميس ١٠ مارس ٢٠١١ - ٥١: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمد عبد الفتاح السرورى
أقر وأعترف أننى لاأطيق أن يمس شخص ما بظلم بسبب ديانة أو أراؤه السياسيه أو معتقداته الشخصية طالما أن ما يطمره داخل نفسه من عقيدة أو دين أو رأى
 لا يؤذى الآخرين بالقول أو الفعل ... أقر وأعترف أننى أتعاطف بصفة عامة مع الأقباط فى مصر ومرجع هذا التعاطف ليس من قبيل الشفقة أو المن ولكن من قبيل شعورى أن أقٌباط مصر هم بالفعل جزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى ويمثلون فى مجملهم بعدا رائعا من أبعاد التعددية الدينية والثقافية التى تعد ذخيرة من ذخائر أى مجتمع - فيا بئس المجتمعات الأحاديه- وعندا ترامى الى سمعى تلك الأحداث المؤسفة التى حدث للأقباط فى منطقة أطفيح بإحدى محافظات مصر من هجوم جائر على الكنيسة أصابنى الهم مما قد يؤل اليه الحال فى مصر فى ظل التطورات الأخيرة التى تمخضت عنها ثورة الشعب فى الخامس والعشرين من يناير والتى أزاحت عنا كثير من الهموم والغيوم وأراحت البلاد والعباد

وياليت الأمر توقف على الهجوم على كنيسة- كما هو معتاد - بل تعدى جبروت هؤلاء البلطجية الى طرد المواطنيين المصريين من بيونهم وإبعادهم عن القرية بدعوى وقد أعلونها قرية إسلامية خالصة ولا حول ولا قوة إلا بالله
المفارقة أن بداية الأحداث لم تبدأ بروح طائفية كما إنتهت بل بدأت بخلاف إجتماعى قد يقع بين أبناء الدين الواحد ولكن لأن النفوس مشحونة برواسب وتراكمات لم يجر التصدى لها بحسم على أى من المستويات التربويه والإجتماعية والسياسية والثقافية فما أسهل أن يتحول هذا الخلاف العابر الى حدث غابر يأخذ معه فرحة المصريين بثورتهم الجليلة وكأن المجتمع المصرى يأبى على نفسة إستكمال فرحته

إذا كنا الآن فى مرحلة ترتيب الأوراق وتنظيم البيت من الداخل -وتنظيفة- فلا يجب على الضمير العام العام المصرى متمثلا فى مثقفيه وإعلامه ومناهج تعليمة أقول لايجب على هذا الضمير العام أن يتجاهل تلك القضية التى طالما تعاملنا معها بسطحية وسذاجة منقطعة النظير

المجتمع المصر تغير ولكن هذا التغير ليس كاملا وهذا شىء طبيعى ومن طبيعة الأشياء فلا يمكن لثقافة مجتمع أن تتغير بين عشية وضحاها والمأمول فى مرحلة المخاض التى يعيشها مجتمعنا فى تلك الأيام أن يتم فتح جميع الملفت الحساسة والتى بدء فتحها بالفعل شريطة ألا يتم تجاهل أى قضية كبر شأنها أم صغر فما بالنا والقضية هى قضية جزء أصيل من مكونات المجتمع المصرى الذى يجرى عليه ما يجرى على سائر مواطنيه من أفراح واتراح من حق الأقباط أن يغضبوا لما حدث لهم ومن حق القساوسة أن يجأروا بالشكوى وأن يعلنوا ضجرهم مما حدث وإن لم يفعلوا فقد قصروا فى حق دينهم ولكن عليهم أن يتيقنوا جيدا أن الكثير جدا من المصريين المسلمين يشعرون بآلامهم وضيقهم ويقدرون غيرتهم على دينهم - وتخوفهم - من القادم وهو الشعور الذى يخجل كثير من الأقباط أن يعلنوه

أقباطنا ... لا تحزنوا إنا معكم فلستم وحدكم فهو وطن واحد يبحر بنا جميعا وعلى الرغم من أن المقولة السابقة أصبحت تقال كثيرا وبألفاظ مختلفة إلا أنه وعلى ما يبدو أن هذه البديهيه الإنسانية والإجتماعية والسياسية غائبة عن أذهان الكثيريين وما أكثر غياب البديهيات فى حياتنا المثقلة
ليس من مصلحة المجتمع المصرى فى هذه الآونه-ولا فى أى وقت كان- أن يوجد إحتكاك طائفى بين مسلميه وأقباطه بل على العكس أن المشعب المصرى فى تلك اللحظة الفارقة عليه أن يعى جيدا حجم المسئولية الملقاه على عاتقه أمام نفسه الحاضرة أولا وأمام الأجيال القادمة ثانيا وثالثا والى آخر العد

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :