أفكار اقتصادية1-2

ثارت الناس ثائرتها عندما قررت الحكومة التي لم تكن تعرف متى سترفع سعر المحروقات يوم الأربعاء؟ ارتفع سعر المحروقات ذاتها صباح الخميس التالي ليوم الأربعاء التي لم تكن تعرف فيه متى سترفعه، المهم عرفت بالليل عرفت بالصدفة لكنها عرفت، وثارت الناس وغضبت وبدأ المطبلاتية يوبخون الناس على ثورتهم ويقاروننا بسعر البنزين في أمريكا وغيرها، ولذا علي أن اشرح لحضرتك ما يلي.
 

 سعر لتر البنزين النهارده في أمريكا متوسطه 0.6 دولار أمريكي، يعني بالجنيه المصري لو ضرب في ١٨ هيساوي 10.8 جنيه مصري. وبالتالي فالزيادة اللي حصلت النهارده لا تساوي شيء قدام أسعاره في العالم، وبالتالي بردوا لابد إننا نحمد ربنا ونبوس ايدينا ورجلينا، كويس قبل ما ننام ده طبعاً الفكرة من بره واللي حايرتاح لها المطبلاتية في هذا البلد المأزوم بخانعيه.
 

بس الحقيقة إن الحسبة دي ساذجة أوي، وينقصها حاجة مهمة جدا، وهي حساب شوية معدلات بيتعرض ليها الإنسان علشان نعرف الأرقام دي عالية ولا قليلة، ولا إيه؟ زي بيقبض كام؟ بيصرف كام على الصحة والتعليم؟ بيتبقى له كام من مرتبه بعد دفع الأساسيات؟ البيت اللي ساكن فيه مشتريه أو مأجره بكام بالنسبة لدخله؟ وهكذا.
 

علشان كده العالم عمل حاجة لطيفة جداً اسمها   Cost of living index،  معامل لطيف بنعرف نقارن بيه تكلفة المعيشة بين الدول وبعضها، فلو قارنا مصر بأمريكا مثلا هنلاقي إن الدولار الواحد اللي هتصرفه في مصر بيعادله في أمريكا ٦.٣ دولار! يعني ببساطة سعر الحاجة في أمريكا المفروض يكون ٦.٣ ضعف سعرها في مصر، يعني ببساطة أكتر لو معاك ألف دولار في مصر قيمتهم الشرائية في أمريكا بتساوي ست ألاف وتلتمية دولار!

مما يعني حضرتك إن لتر البنزين في أمريكا يساوي سعره في مصر لما كان بجنيه وسبعين قرش، نعم جنيه وسبعين قرش، يعني أنت لو مواطن أمريكي - قولوا آمين- فهي دعوة كويسة لينا وليكم، تكلفة تفويلة تنك بنزينك في أمريكا زي بالظبط تكلفة نظيرتها في مصر من ١٠٩٥ يوم.  
 

إلى هنا لا يتوقف الحال، والمقال عند هذا الحد لنلتقي المقال القادم لنناقش بعض الأفكار الاقتصادية التي طرحتها الحكومة وبعض المسئوليين الأيام الماضية من باب معايرتنا أو سد بُقنا، لكن على مين؟ هما أللي جابوه لنفسهم.
 

المختصر المفيد عايز تتطبل طبل، لكن ادرس ما ستطبل به الأول.